أخبار عاجلة

محليات قطر : الوجبات السريعة أهم عوامل السمنة

محليات قطر : الوجبات السريعة أهم عوامل السمنة
محليات قطر : الوجبات السريعة أهم عوامل السمنة

الاثنين 20 نوفمبر 2023 07:14 صباحاً

محليات

38

20 نوفمبر 2023 , 07:00ص
alsharq

حوار: هديل صابر

أكدت السيدة دعاء محمد - أخصائية تغذية علاجية بمركز الثمامة الصحي بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية-، أنَّ السمنة تعد تحدياً صحياً كبيراً في دولة قطر، إذ انها تعد من الأسباب الرئيسية للوفاة، لاصطحابها أمراضا مزمنة كارتفاع ضغط الدم، والسكري وانقطاع التنفس أثناء النوم، الأمر الذي يجعلها –أي السمنة- عبئا على أنظمة الرعاية الصحية سعيا للسيطرة عليها وإدارتها بفعالية. وعللت السيدة دعاء محمد في حوار مع «الشرق» السبب وراء تفشي هذه الظاهرة إلى حزمة من العوامل يتصدرها الاستهلاك المفرط للوجبات السريعة، الذي يتقاطع مع قلة النشاط البدني والميل إلى الألعاب الإلكترونية لاسيما بين الأطفال والمراهقين، وتطبيقات التوصيل التي زادت من استهلاك هذا النوع من الوجبات غير الصحية، ويضاف إلى هذه العوامل جائحة فيروس كورونا «كوفيد - 19» التي ساعدت على زيادة نسبة السمنة بسبب تقييد الأنشطة البدنية وزيادة استهلاك الطعام غير المتوازن، وأيضا العامل الوراثي.

وكشفت السيدة دعاء محمد النقاب عن أنَّ نسبة السمنة بين القطريين بلغت 41.1 % منها 39.5 % بين الذكور، و43.2 % بين الإناث، وهذا بالاستناد إلى استراتيجية قطر الوطنية للصحة العامة 2017-2022، مشيرة إلى أنَّ هذه ليست إحصائيات عابرة بل تمثل تحديا حقيقيا يتطلب معالجته من خلال وضع استراتيجيات فعالة لخفض هذه النسبة.    

وتابعت السيدة دعاء محمد قائلة: « إنَّه وحسب أحدث دراسة أجريت لطلبة المدارس في دولة قطر، أظهرت أنَّ الطلبة المصابين بالسمنة تصل نسبتهم إلى 45.6 % للقطريين، و40.9 % من غير القطريين، الأمر الذي يستدعي تكثيف الجهود لمواجهة هذا التحدي الذي يواجهه طلبة المدارس».

دور «الرعاية الأولية»

وعرجت السيدة دعاء محمد على دور مؤسسة الرعاية الصحية الأولية لإيجاد حلول لهذه الظاهرة من خلال نشر الوعي الصحي وتعزيز العادات الغذائية الصحية وتوفير الخدمات في المراكز الصحية، المدارس والمؤسسات الحكومية والخاصة، حيث يأتي هذا استجابة لهذا التحدي، ووفقا لأحدث التقارير فإن السمنة المفرطة وزيادة الوزن تؤثران على الصحة العامة لأفراد المجتمع في العديد من الدول في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن وضعها الاقتصادي، حيث إن جميع الفئات العمرية عرضة للإصابة بأي منهما، ومن هذا المنطلق تسعى مؤسسة الرعاية الصحية الأولية إلى نشر الوعي الصحي وتبني عادات غذائية جديدة في المجتمع المحلي وذلك من خلال توفير أخصائيين أخصائيات تغذية على استعداد كامل لزيادة الوعي في المدارس والمؤسسات الحكومية، والخاصة، والمشاركة في الحملات التوعوية بالاشتراك مع العديد من المؤسسات المحلية؛ حيث يلعب أطباء الرعاية الصحية الأولية دورا مهما في توجيه المرضى نحو وضع خطط واستراتيجيات ناجحة لفقدان الوزن من خلال علاقتهم المستمرة طويلة المدى مع المرضى واستمرارية الرعاية، ويأتي ذلك باتخاذ خطوات مبكرة لإدارة السمنة من خلال المقابلات التحفيزية والمتابعة الداعمة التي تعد أمرا أساسيا لخفض نسبة السمنة في المجتمع بنجاح.

عيادات التغذية




وتابعت السيدة دعاء محمد « إنَّ مؤسسة الرعاية الصحية الأولية قامت بتوفير عيادات التغذية في أغلب المراكز الصحية التابعة لها بما يناسب الجميع، في الفترتين الصباحية والمسائية، وتحتوي على معدات وأجهزة لقياس الطول والوزن وجهاز خاص لقياس نسبة الدهون، والماء، والعضل في الجسم، حيث يتم تحليل هذه القراءات بعناية لوضع خطة مخصصة لكل حالة تتضمن توجيهات غذائية محددة وجلسات متابعة منتظمة، مما يتيح الفرصة للمراجع لمتابعة التطور في نسبة الدهون والعضل للحصول على جسم صحي ومثالي، سيما وأنَّ الخطة العلاجية يسهم في وضعها المراجع حسب الحالة ويتم الاتفاق على المتابعة في فترة زمنية أقصاها أربعة أسابيع حتى يتم تحقيق الهدف ومن ثم تتاح الفرصة للمراجع باختيار المواصلة والمقابلة كل ثلاثة شهور أو حسب حالة المريض، وهذه العيادات تستهدف الفئات من عمر ستة أشهر فما فوق؛ فالسمنة ليست مجرد مشكلة جسدية، بل لها تأثيرات كبيرة على الصحة النفسية والاجتماعية؛ إذ يعاني الأطفال المصابون بالسمنة من التنمر من قبل أقرانهم، مما يجعلهم يتجنبون المشاركة في الأنشطة الاجتماعية ويشعرون بالعزلة».

التسوق بذكاء

وأشارت السيدة دعاء محمد إلى أنَّ الخطط المعمول بها في عيادات التغذية في المؤسسة، هي تحفيز المراجع واشراكه في وضع خطة تناسب طبيعة حياته والتأكد من حصوله على ما تعود عليه وفق كميات تناسب احتياجه ولا تزيد عما يحتاجه من سعرات خلال اليوم، وتدريبه على طرق التسوق بذكاء لاختيار الأطعمة التي تتناسب مع رحلة إنقاص الوزن، والتوصيات التي يجب إخبار النادل عنها عند الذهاب إلى المطاعم، كما يتم تحفيزهم على المشي بشكل يومي بالقرب من المنازل أو استخدام الممشى الخاص والموفر من قبل الدولة لممارسة الرياضة. ناهيك على امكانية المشاركة مع قسم المعافاة في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية للحصول على مشورة من قبل المدرب الصحي والقيام بالتمارين الرياضية مع مجموعة من المراجعين.، كما يوصون بالنوم بشكل كاف يوميا بمعدل سبع إلى تسع ساعات وعمل تحاليل دم دورية لمتابعة نسبة الفيتامينات والمعادن في الجسم.

وتابعت دعاء محمد « هنا يأتي التثقيف في المدارس حول التغذية الصحية والذي يعد أمرا حاسما في هذه المرحلة، لذلك يجب علينا كمقدمي خدمة للرعاية الصحية التواصل مع المدارس وتقديم جلسات تثقيف وورش عمل مناسبة للعمر تعزز السلوكيات الصحية، وتشجع الأطفال على المشاركة في الفعاليات الرياضية ودعم تعزيز تطبيق مبادئ انماط الحياة الصحية وزيادة معرفة الأطفال بطريقة عملية لاختيار لنفسه المناسب من الأطعمة.»

وشددت السيدة دعاء محمد على ضرورة تنفيذ استراتيجيات وطنية لتشجيع عادات الأكل الذكية وتحسين اختيارات التغذية حيث يشارك الأطفال وأولياء أمورهم في هذه الاستراتيجيات، إذ يعد دور الأهل أساسيا في تعزيز الأنماط الصحية للتغذية السليمة.

واختتمت السيدة دعاء محمد حديثها انَّ مكافحة السمنة ليست مسؤولية الفرد بل مسؤولية مجتمعية يجب أن تتقاسمها المؤسسات الصحية والحكومة والمجتمع بأسره من خلال توفير برامج تثقيفية وتوجيهية تستهدف جميع شرائح المجتمع للوصول لحياة صحية.

مساحة إعلانية


المصدر : محليات قطر : الوجبات السريعة أهم عوامل السمنة

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق محليات قطر : 27 سبتمبر بدء تقديم خدمات الأمراض النسائية والتوليد في مستشفى عائشة بنت حمد العطية
التالى محليات قطر : الأرصاد الجوية: طقس حار نهارا وأعلى درجة حرارة 39 مئوية