محليات قطر : د. محمد المريخي بجامع الإمام: الاستكبار سبب دمار البلدان وفساد الأفراد

محليات

4

الدوحة - الشرق

أوضح فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب أن الدنيا ما رأت ولا الكون كله، ما رأت جرما، ولا طغيانا أكبر وأشد بلاء من الاستكبار في الأرض. سواء كان هذا الاستكبار من فرد أو من قرية، أو من أمة أو طائفة، الاستكبار في حد ذاته مفسدة عريضة لكل شيء، والاستكبار بطغيانه وجبروته يفسد كل صالح، وينحرف بكل مستقيم، ويفسد الحياة، ويقتل الإنسان، ويدمر الأحوال، ويهدم البنيان حسيا ومعنويا.

وأضاف: الاستكبار طغيان وجبروت واستعلاء، وعمل حسي ومعنوي وبه تفسد الأرض وتظلم وتتعكر الحياة، والاستكبار علو وعتو وظلم وتكبر وبغي، وأصله مجاوزة الحد في الطغيان، ولا يكون الاستكبار إلا من كافر أو فاسق أو مارد أو ضال، ولا يكون الاستكبار في شيء إلا أفسده، وألقى به في الهلاك والدمار والخراب، إنه سبب هلاك الأمم، وطغيان القرى، ودمار البلدان والمجتمعات وفساد الأفراد.

ونوه الخطيب بأنه ذهبت أمم، وانتهت حضارات وشعوب بسبب استكبارها وتجبرها، إنه يفقد التوازن في كل مجالات الحياة، وكافة شؤون الدنيا، ومنه تنبثق الظواهر النفسية والاجتماعية والاقتصادية، وهو مصدر الظواهر العقلية النفسية، وهو مصدر التصورات الفاسدة عن الوجود كله، ألم تروا إلى فرعون لما لبس لباس الاستكبار، وتدثر بدثار الاستعلاء، ماذا قال؟ قال أنا ربكم الأعلى، وقال ما علمت لكم من إله غيري.

عذاب شديد

وذكر د. المريخي أن الاستكبار يعقبه عذاب شديد، وأخذة من الله جل جلاله، فما استكبر أحد إلا أهلكه الله، والمستكبرون في الأرض بالأمس واليوم ينتظرهم الهلاك ولا محالة، استكبر إبليس واستعلى، فطرده الله من الجنة، واستكبر فرعون فأخذه الله نكال الآخرة والأولى، نكّل به وعذبه، واستكبرت سبأ «فأرسلنا عليهم سيل العرم» واستكبرت عاد «فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات»، واستكبرت ثمود «فأهلكوا بالطاغية» صيحة تجاوزت مقادير الصياح، فأهلكهم، واستكبر قوم شعيب عليه السلام «فأخذهم عذاب يوم الظلة»، سحابة ظللتهم فلما تتاموا تحتها التهبت عليهم نارا وأحرقتهم، وتحزبت الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، «فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها»، اجتمعوا على رسول الله والصحابة، اجتمع الكفر كله، المشركون واليهود والمنافقون، فأرسل الله عليهم ريحا شديدة، اقتلعت خيامهم، ورمت قدورهم، وأرسلت عليهم، وأرسل عليهم ملائكة لم تروهم فألقت الرعب في قلوبهم.

وقال الشيخ المريخي لقد ظهر طغاة وجبابرة وظلمة ومستكبرون في هذه الدنيا منذ خلقها الله عز وجل عاثوا في الأرض فسادا، تعدوا حدود الله تعالى، استكبروا عليه، قتلوا عباده، غيروا منار الأرض، فعلوا المنكرات، وأتوا بالكفريات، وفعلوا الأفاعيل، وكلهم أهلكهم الله، وقسم ظهورهم، وأدخلهم قبورهم، ظلمة مستكبرين معاندين معارضين له ولرسله وشرائعه وسننه، النار يعرضون عليها في قبورهم.