محليات قطر : عبد الله النعمة بجامع الإمام: الوقوف مع إخواننا المنكوبين في غزة واجب علينا

محليات

8

الدوحة - الشرق

أوضح فضيلة الشيخ عبد الله محمد النعمة خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب أن العزة والكرامة والشرف والإباء من الخصال الحميدة والصفات العالية الرفيعة، التي دعا إليها الإسلام وحث على التحلي بها، والاتصاف بها، لقد ربا الإسلام بأتباعه عن الهوان وحذرهم من الاستذلال والقهر والاستضعاف إلا إليه وله، كل ذلك ليكونوا عبادا لإله واحد عزيز قاهر لا إله إلا هو سبحانه وتعالى عما يشركون.

وقال الخطيب إنه لما نسي كثير من العباد هذه الحقيقة جرهم الشيطان إلى الاغترار بقوتهم، حتى نسوا قوة الله لأخذوا يتمادون في غيهم وقد قرر الله سبحانه أن القوة جميعا له، ولكن الكفار لا يدركون ذلك، ولا يعلمون، فلا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ولا غالب لأمره يعز من يشاء ويذل من يشاء ، ينصر من يشاء ويخذل من أذله الله والمنصور من نصره الله فسبحان الملك القوي العزيز. وأكد الشيخ عبدالله النعمة أن الله تعالى وعد عباده المؤمنين بالنصر والتمكين ووعد الله تعالى حق لا مرية فيه، والتاريخ خير شاهد لا يكذب، فما ساد المسلمون وعزوا عبر التاريخ ولا انتصروا في معاركهم المشهورة على أعدائهم فيما مضى، ولا ردوا حملات الأعداء ولا استردوا بيت المقدس بعدد ولا عتاد ولا قوة ولا نفاذ، إنما سادوا وعزوا وانتصروا وظهروا بالله تعالى، ثم بما معهم من إيمان وصدق وإخلاص وأخلاق وثوابت، وإيثار للآخرة على الدنيا ورغبة فيما عند الله.

أسباب النصر والهزيمة

ونوه بأن أمة لا تعرف إلا الله لن يغلبها أبدا من لا يعرف الله، وإن أمة تعرف الله تعالى هي المنصورة الغالبة، إن شاء جعل النصر حليف الفئة القليلة المستضعفة التي يدل ظاهر حالها على انتصارها على أعدائها من ضروب المحال. وذكر الخطيب أن الله تعالى قد قرر في كتابه أسباب النصر والغلبة والهزيمة، فمن نصر الله نصره الله، ومن خذل الله خذله الله، ونصر الله تعالى إنما يكون بامتثال أمره واجتناب نهيه ونصر دينه وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وأردف: إن إدراك المؤمنين أن النصر هو من عند الله، وأن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته جعل موازين القوى لديهم قائمة على قاعدة مختلفة عما ألفه واعتمده غيرهم من موازين لا تستند إلا إلى الأسباب المادية التي لا تقيم لغير العدد والعتاد وزنا. وقال: اعلموا أن الواجب عليكم الوقوف مع إخوانكم المنكوبين في غزة، ودعمهم ماديا ومعنويا وعينيا، والإنفاق في سبيل الله، فالجهاد بالمال مقدم على الجهاد بالنفس، فإن التعاطف مع أهل غزة يجب أن يستمر وأن يعم العالم كافة وأن يتجاوز التبرع بالمال والمؤن والقنوت والدعاء إلى الأفعال، فإن القوة لا ترد إلا بالقوة وإن المؤمنين أخوة، ومن لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.