أخبار قطر : سفير قطر لدى النرويج: زيارة سمو الأمير لأوسلو تحمل دلالات تعبر عن رغبة البلدين في تعزيز علاقاتهما الثنائية

نافذة على العالم - محليات

80

سعادة السيدة نادية بنت أحمد الشيبي سفير دولة قطر "غير مقيم" لدى مملكة النرويج

أوسلو - قنا

 أكدت سعادة السيدة نادية بنت أحمد الشيبي سفير دولة قطر "غير مقيم" لدى مملكة النرويج، أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى للنرويج، تحمل دلالات مهمة تعبر عن رغبة البلدين في تطوير علاقاتهما الثنائية وتعزيزها، بما يعكس التزامهما المشترك بالنمو والتقدم في مختلف المجالات.

وأوضحت سعادتها، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن زيارة سمو الأمير لمملكة النرويج تهدف إلى تعزيز التعاون والشراكة بين البلدين الصديقين وتحقيق التقارب بين المنطقتين.

وأشارت إلى أن زيارة سمو الأمير المفدى ستسلط الضوء على الأبعاد الاستراتيجية والسياسية التي تشكل جوهر العلاقات الدولية وفق رؤية قطر الوطنية 2030، والتي تعكس سعي دولة قطر المتواصل لتحقيق أهدافها الوطنية، وتسهم في تحقيق شراكات استراتيجية مهمة.. مؤكدة أن زيارة سمو الأمير تعتبر خطوة مهمة تقوم بها دولة قطر لبناء شراكات مثمرة وقوية، خاصة أن الزيارة تأتي في وقت يشهد العالم فيه تحولات جذرية مختلفة، تمثل بمجملها مقدمات لتحولات في هيكلة النظام الدولي ومؤسساته، في ظل الحروب والصراعات التي يعيشها العالم اليوم، خاصة في منطقتي الشرق الأوسط وأوروبا.

ونوهت سعادة السيدة نادية بنت أحمد الشيبي بأهمية هذه الزيارة التي تأتي في سياق تعزيز علاقات الصداقة القائمة بين البلدين، والتي بنيت على أسس من التعاون والاحترام المتبادل منذ أكثر من 50 عاما، حيث تم الاحتفال باليوبيل الذهبي للعلاقات الاقتصادية بين البلدين في عام 2019 بالدوحة، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير هاكون ماجنوس ولي عهد مملكة النرويج، فيما شهد العام 2023 ذكرى مرور 50 عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين.

وأوضحت أن برنامج زيارة سمو الأمير سيتضمن لقاءات رفيعة المستوى، أهمها لقاء مع جلالة الملك هارالد الخامس، ملك مملكة النرويج، وجلسة مباحثات رسمية مع دولة السيد يوناس غار ستوره رئيس وزراء مملكة النرويج ستتناول جملة من المواضيع والقضايا الثنائية والدولية، حيث من المتوقع عن ينتج عن هذه اللقاءات والمشاورات تفاهمات جديدة تدعم مستقبل العلاقات الثنائية والتعاون على الساحة الدولية.

وأشارت إلى أن البرنامج سيتضمن التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات ستشمل التعاون في مجالات عدة، منها السلام والمصالحة، والابتكار، والدفاع، بالإضافة إلى اتفاقيات تجارية بين قطاع الأعمال القطري والنرويجي.

وقالت سفير دولة قطر "غير مقيم" لدى مملكة النرويج "إنه في ضوء رئاسة دولة قطر للدورة الـ 44 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية سيتم التباحث خلال الزيارة في مجالات التعاون بين دول الخليج ودول شمال أوروبا، حيث سيعقد أول اجتماع وزاري رفيع المستوى بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومجلس وزراء دول الشمال على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الجاري، ما يعزز من أهمية التعاون بين المنطقتين على الصعيدين الإقليمي والدولي، خاصة أن البلدين يلعبان دورا بارزا في عدد من المجالات التي تشكل تكاملا لما بينها".

وأضافت أن دولة قطر ومملكة النرويج تشتركان في العديد من الخصائص والأدوار المهمة على الساحة الدولية، وخاصة في مجالات السلام وحل النزاعات، فكلا البلدين لهما سجل حافل في الوساطة لحل النزاعات، وهذا التشابه بين الدولتين يعكس اهتمامهما المشترك بتعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي عبر وسائل دبلوماسية متقدمة، ودورهما كوسيطين نزيهين في العديد من النزاعات العالمية.

وبينت أن التعاون بين دولة قطر ومملكة النرويج يعد نموذجا متميزا للتعاون الدولي الموجه نحو تحقيق التنمية المستدامة، كما يعكس أهمية الشراكة الدولية في معالجة القضايا التنموية العالمية، وأهمية توفير الدعم اللازم للدول والمجتمعات التي تواجه تحديات تنموية مختلفة.. لافتة إلى أن التعاون بين البلدين يدعم تنفيذ المبادرات الإنسانية والتنموية بما يتماشى مع الالتزامات الأممية لتحقيق أهداف التنمية العالمية، ما يؤكد التزام البلدين في تحسين حياة المجتمعات الأكثر احتياجا.

وحول التبادل التجاري بين دولة قطر ومملكة النرويج، أوضحت سعادة السيدة نادية بنت أحمد الشيبي أن البلدين ينعمان بعلاقات قوية في المجال الاقتصادي والتجاري والاستثماري، كما تعد مملكة النرويج الشريك التجاري رقم (35) لدولة قطر حتى عام 2023، مبينة أنه من المتوقع أن تسفر الزيارة عن شراكات جديدة في ضوء الاهتمام المتبادل حيال تعزيز الاستثمار، خاصة أن الصندوق السيادي النرويجي (الأكبر على مستوى العالم)، يستثمر في عدد من القطاعات في دولة قطر.

وقالت سعادتها: "إنه مع وجود احتياطيات كبيرة من النفط والغاز في كلا البلدين، والدور الذي يلعبه البلدان كأكبر مصدرين للغاز الطبيعي المسال في العالم، فإن هناك فرصا كبيرة لتعزيز التعاون في هذا القطاع الحيوي، حيث تؤمن كل من دولة قطر ومملكة النرويج بأن مستقبل العلاقات الاقتصادية المتبادل مليء بالفرص، خاصة في مجالات مثل الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا الخضراء، والبنية التحتية الرقمية، وكذلك هناك إمكانات كبيرة للاستثمارات المشتركة التي يمكن أن تعزز النمو الاقتصادي في كلا البلدين".

وتابعت أن البلدين الصديقين يلعبان دورا محوريا في تعزيز أمن الطاقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، نظرا لما يمتلكانه من موارد طبيعية غنية وخبرات متقدمة في مجال الطاقة، باعتبارهما ضمن أكبر منتجي ومصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، ويتمتعان بموقع استراتيجي يمكنهما من تلبية احتياجات الأسواق العالمية من الطاقة بشكل مستدام وموثوق، وكان لديهما دور أساسي في ملف أمن الطاقة الأوروبي خلال الأزمة الأخيرة.

وعلى صعيد فرص الاستثمار والتبادل التجاري بين الدوحة وأوسلو، بينت سفير دولة قطر "غير مقيم" لدى مملكة النرويج، في ختام تصريحاتها لـ /قنا/، أنه بلغت نسبة التبادل التجاري لعام 2023 نحو (342.17) مليون دولار أمريكي.