أخبار قطر : موقع الشرق يكشف تفاصيل قصف إسرائيل لمنشآت قطرية إنسانية في قطاع غزة

محليات

282

أحمد إبراهيم

"لم يعد هناك مكان آمن في غزة".. عبارة قالها أهل القطاع المكلومين بمصابهم، ووصل صداها مدوية دامية للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ليرددها هو ومنظمته على آذان قادة العالم المتحضر همسا وجهرا، بأنه حقا لم يعد هناك مكان آمن في غزة.

لا تحرك يذكر تقول المنظمات الدولية والحقوقية، ولا نية حقيقة لمن يحكمون العالم في وقف القتل والدمار، وأما عن مشاهد المجازر اليومية وقصف المستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس وسحق الأحياء السكنية وقتل الأطفال والنساء والجرحى، فهي بحسب قولهم تستحق الاستياء والرفض، وأحيانا التنديد، ولو على استحياء، ولكن في الوقت ذاته "لابد لإسرائيل أن تدافع عن نفسها"، وأن تدافع عن نفسها هذه تعني "ضوء أخضراً" لكل ما سبق، في ترسيخ واقعي، وسريالي بأنه "لم يعد هناك مكان آمن في غزة".

وهنا يقول الدكتور محمد زقوت مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة بقطاع غزة بأن الاحتلال الإسرائيلي بات يعتبر كل شيء متحرك هو هدف يجب تصفيته، ولا حرمة لأي مكان مهما كانت حصانته الإنسانية، حيث أكد أن الجيش الإسرائيلي قصف مستشفى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للتأهيل والأطراف الصناعية في غزة وأخرجه عن الخدمة كليا، ضاربًا عرض الحائط كافة القوانين والأعراف الدولية ومواثيق حقوق الإنسان، ليؤكد لأهالي غزة بأنكم لن تجدوا مكانا آمنا على هذه الأرض.

وأوضح زقوت في تصريح لموقع الشرق بأن مستشفى حمد استقبل من بداية الحرب على غزة عدداً كبيراً من الجرحى والمصابين من أهالي القطاع، خاصة مع خروج الكثير من المستشفيات عن الخدمة، حيث تم تحويل كثير من الحالات الحرجة إليه لإنقاذ حياتهم بعد أن تقطعت بهم السبل.

وعن مصير هؤلاء الجرحى والمصابين أكد مدير عام المستشفيات في غزة، بأن بعض الجرحى فارق الحياة والبعض الآخر يفترش الطرقات، وآخرون باتوا يتخذون من المباني المدمرة مأوى لهم، وهم الآن في حالة صحية خطرة وينتظرون مصير الموت المباشر.

وأكد زقوت بأن حجم الأضرار التي أصابت المستشفى لا يمكن وصفها، خاصة وأن قوات الاحتلال اجتاحت المستشفى ودمرت مرافقه والمعدات والأجهزة المتواجدة بداخله، وحولت المنطقة المحيطة بالمستشفى لمنطقة أعمال عسكرية.

الدكتور محمد زقوت قال بأن مستشفى حمد هو بالأصل مستشفى للتأهيل والأطراف الصناعية، وكان يحوي بداخليه معدات متطورة لعلاج المصابين من جراء حروب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في السنوات الماضية، حيث قدم المستشفى العديد من الخدمات النوعية للأطفال الذين فقدوا أطرافهم، وإن قصفه وتدميره بهذا الشكل هو رسالة واضحة لعدم احترامه للأعراف الدولية، التي تفرض احترام حرمة المستشفيات.

قتلى وجرحى في قصف متتالي على مدينة "حمد السكنية"

ولم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بقصف مستشفى حمد بل ذهب إلى قصف مدينة "حمد السكنية" والتي تعرضت لهجوم إسرائيلي مباشر أدى إلى استشهاد عدد من السكان.

وقال مصدر في إدارة مدينة حمد السكنية، فضل عدم ذكر أسمه بأن مدينة حمد تقع في خان يونس وكانت تعتبر منطقة سكنية آمنة، حيث تحوي نحو 2500 شقة سكنية، وتحتضن آلاف الأسر من سكان قطاع غزة، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي ومع تأكده بأن المدينة يقطنها مدنيون فقط، إلا أنه قصفها مما تسبب باستشهاد عدد من السكان، وإصابة العشرات.

وأكد المصدر في تصريح لموقع الشرق بأن الاحتلال الإسرائيلي قصف مدينة حمد السكنية 3 مرات منذ بداية الحرب على قطاع غزة، الأمر الذي أسفر عن دمار كبير لعدد من المنازل التي دمرت على رأس ساكنيها.

وبين أن قصف الاحتلال الإسرائيلي لمدينة حمد والذي تسبب بسقوط عدد من الشهداء والجرحى يأتي ضمن عملية همجية تشمل كل مكان في قطاع غزة، دون أي تحييد للمدنيين الآمنين الذي باتوا أهدفا محققة لصواريخه المدمرة.

قصف مدرسة الفاخورة 

وكانت طائرات الاحتلال الإسرائيلي قد قصفت، مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا الواقع شمال قطاع غزة، وذلك في اليوم الـ 29 من عدوان الاحتلال المستمر على القطاع منذ السابع من الشهر الماضي، وقالت مصادر في القطاع، إن المدرسة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» كان بها الآلاف من الأشخاص الذين نزحوا إليها هربًا من جحيم القصف الإسرائيلي للمنازل والمربعات السكنية، اعتقادًا منهم أن المدرسة ستوفر ملاذا آمنا لهم.

وتوقعت المصادر، سقوط نحو 150 ما بين شهيد وجريح جراء القصف، ومازالت سيارات الإسعاف تنقل الجرحى والشهداء إلى المستشفيات القريبة.

قطر تدين وتحذر

 بدورها أدانت دولة قطر بأشد العبارات قصف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة الفاخورة التي تأوي آلاف النازحين في مخيم جباليا، وعدد من المستشفيات في غزة، وعدتها مجازر وحشية وجرائم شنيعة بحق المدنيين العزل، وتعديا سافرا على أحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.

وجددت وزارة الخارجية، في بيان ، التأكيد على أن توسع الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة لتشمل الأعيان المدنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات وتجمعات السكان يعتبر تصعيدا خطيرا في مسار المواجهات، وينذر بعواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة.

كما حذرت في هذا السياق من أن تواطؤ المجتمع الدولي، تارة بالصمت وتارة أخرى بالانتقائية إزاء جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني سيزيد حالة الاحتقان ويوسع دائرة العنف، ويقود إلى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار. وطالبت المجتمع الدولي، في هذا الصدد، بتحمل مسؤوليته وردع إسرائيل من ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين.