يعد الصابون المنزلي أحد أهم الأساسيات التي نحتاج وجودها في منازلنا، ولكن هنالك العديد من الأنواع منه ونحن هنا لا نتحدث عن الصابون المصنع كيميائياً، بل عن الصابون المنزلي وعن أفضل الطرق لصناعة الصابون المنزلي. تعود صناعة الصابون للزمن القديم حيث تشير بعض التقديرات إلى أن البابليين هم كان أول من صنع الصابون والبعض قد يقول بأن أول من صنع الصابون في أوروبا هم السلتيون وأسموه "سابو". كما قام الرومان والإغريق والمصريون بصناعة وصفات مختلفة للصابون بنكهات وروائح متنوعة.
كيف كان يتم صناعة الصابون المنزلي قديماً
صنع السلتيون الصابون المنزلي من شحوم الخنزير أما السومريون فقد استخدموا خليطاً من الماء والرماد لإزالة الشحوم عن الجسد ولاحظوا أن القلويات تتفاعل مع الشحوم حيث قاموا بغلي الشحوم الحيوانية وإضافة الزيوت إليها مما حسن ذلك من أدائها وقاموا بإضافة الروائح المختلفة إليها.
بعض من مكونات الصابون المنزلي
يتكوّن الصابون من أملاح الصوديوم، أو بوتاسيوم الأحماض الدهنية، والتي تنتج عن التحلّل المائيّ للدهون خلال تفاعل كيميائيّ يسمى التَصَبّن، كما يحتوي كل جُزيء صابون على سلسلة هيدروكربونيّة طويلة يُطلق عليها اسم (الذيل) إلى جانب وجود الكربوكسيلات، ثمّ تطفو أيونات الصوديوم، أو البوتاسيوم في الماء بشكل حر، تاركة وراءها الطرف السالب.
من أشهر أنواع الصابون المنزلي: الصابون النابلسي
يعد الصابون النابلسي، من أفضل أنواع الصابون الطبيعي المستعمل في الرعاية والاهتمام بالشعر والبشرة؛ حيث يحتوي على نسبة عالية من زيت الزيتون الغني بفيتامين ي، ويتميز باحتوائه على الخصائص المضادة للأكسدة التي تعزز رطوبة البشرة والشعر، وتؤخر ظهور التجاعيد بسبب المواد الغذائية الطبيعية فيه.
فوائد الصابون الطبيعي للبشرة والشعر
هنالك الكثير من الفوائد للصابون المنزلي الطبيعي وهنا سنذكر بعضاً منه أهمها:
- تغذية البشرة بالفيتامينات
- معالجة مشكلة الحب والقشور
- معالجة مشاكل فروة الرأس
- تقوية وتغذية الشعر وفروة الرأس
الطريقة الباردة بصناعة الصابون المنزلي
هنالك عدة طرق لصناعة الصابون المنزلي منهما الطريقة الساخنة والطريقة الباردة، سنتناول في هذا المقال تحضير الصابون بالطريقة الباردة:
يمكنك الاستنتاج من الاسم أن هذه الطريقة لا تستخدم الحرارة أثناء عملية التصنيع، بل يترك الصابون في القوالب بعد صنعه ويقلب في الشمس. سنبدأ أولاً بالمكونات وهي:
- الزيت: وهو المكون الأساسي ويمكن استخدام زيت الزيتون، أوزيت جوز الهند، أو زيت النخيل
- الصودا الكاوية والمعروفة باسم هيدروكسيد الصوديوم
- مادة عطري بالرائحة التي تفضلها
بعد تحضير المكونات ستقوم بوضع الماء في وعاء بلاستيكي مقوى أو وعاء زجاجي ومن ثم إضافة هيدروكسيد الصوديوم عليه وستحرك المزيج بملعقة خشب، وتتركه ليبرد. بعد أن يبرد الخليط ستقوم بمزجه مع الزيت وهنا ستلاحظ حدوث تفاعل بين المكونات ومن ثم يجب عليك خلط مزيجك جيداً باستخدام خلاط كهربائي أو محضرة طعام مخصصة لغايات صنع الصابون فقط. يترك المزيج لـ 5 دقائق بعد خلطه وبعدها ستقوم بإضافة المادة العطرية التي اخترتها. ستلاحظ في النهاية تحول الخليط للون الأبيض، أن المادة البيضاء الناتجة هي الصابون.
قم بسكب مادة الصابون بالقوالب المخصصة لها وعرضها للشمس لما لا يقل عن الشهر واحرص على التحريك المستمر للخليط لتنشيط التفاعل بين المكونات.
نصائح عند صناعة الصابون المنزلي
- لا تقم بلمس المادة أو المحلول بيديك أثناء صناعته لاحتوائهما على مواد سامة ويتوجب خلطها بمعالق خشبية أو بلاستيك.
- يمنع منعاً باتاً ان تقوم بخلط المواد بوعاء من الحديد أو الألمنيوم وذلك منعاً لتفاعل المواد مع بعضها البعض.
- يضاف الماء أولاً ومن ثم الصودا وذلك تجنباً لتفرقعها في وجهك بسبب التفاعلات الكيميائية.
- لا تستنشق الأبخرة المتصاعدة من تفاعل الماء والصودا الكاوية.
- يجب تخصيص خلاط لصناعة الصابون فقط ولا يتوجب استخدامه للطعام أبداً حتى وإن تم تنظيفه.
- من المفضل أن تضع كميات قليلة من المواد وذلك لتجنب الخسارة في المحاولة الأولى في حالة عدم نجاح العملية.
إن عملية صناعة الصابون هي عملية دقيقة نوعاً ما وتحتاج للتركيز وإلا فإنك ستنتهي بإنتاج صابون منخفض الجودة، بل وقد تضطر للتخلص منه ليكون ما بذلت من مجهود واستخدمت من مواد بدون جدوى. إذا كنت من المهتمين بمجال صناعة الصابون الطبيعي سواء كنت تستمتع به كهواية أو ترغب ببدء مشروعك الخاص بالمنتجات الطبيعية فإن هنالك عدد من الشركات والمنصات التي تقوم بطرح دورات تدريبية في هذا المجال. ومن الأمثلة عليها شركة سوفتينا، والتي تعد أحد الشركات الرائدة في هذا المجال بحسب شهادات العديد من الذين حضروا دوراتها حيث توفر طاقم من المختصين في مجال صناعة المنتجات الطبيعية والصابون كما أنها تساعد مشتركيها لمعرفة أساسيات افتتاح مشروع للمنتجات الطبيعية في حال كانت غايتهم من الدورات التدريبية هي كسب الدخل.
