علاج واعد لسرطان المخ غير القابل للشفاء.. ما هو؟

نافذة على العالم - نجح باحثون في معهد WEHI في التعرف على علاج جديد واعد ثنائي، في واحد لا يستهدف ويدمر شكلا عدوانيا من سرطان الدماغ فحسب، بل يساعد أيضًا الجهاز المناعي على تطوير دفاع دائم ضده.

يستخدم هذا النهج المزدوج العلاج المناعي المحدد المعروف باسم علاج الخلايا التائية CAR T لعلاج الأورام الدبقية، وهو سرطان دماغي غير قابل للشفاء وله خيارات علاجية قليلة.

وذكر موقع ميديكال إكسبريس أن النتائج ما قبل السريرية عن قدرة العلاج على القضاء على خلايا الورم الدبقي وإمكاناته في تعزيز جهاز المناعة لمنع نمو الورم في المستقبل - وهما تقدمان مهمان يمكن أن يحدثا ثورة في طريقة علاج هذه السرطانات القاتلة في المستقبل.

نُشرت الورقة البحثية في مجلة العلاج المناعي للسرطان.

التغلب على الحواجز لإنقاذ الأرواح

في أستراليا، يتم تشخيص إصابة شخص واحد بسرطان المخ كل خمس ساعات، ولا يوجد علاج لهذا المرض حتى الآن، كما أن العلاجات الحالية لسرطانات المخ الشديدة مثل الأورام الدبقية غير فعّالة إلى حد كبير، مما يترك للمرضى خيارات قليلة.

العلاج بالخلايا التائية CAR T هو نهج جديد مبتكر يتضمن عزل الخلايا المناعية للمريض، وهندستها لتصبح "خلايا قاتلة فائقة" ثم إعادة حقنها في المريض لمحاربة السرطان.

على الرغم من أن العلاج بخلايا CAR T أظهر نتائج واعدة في علاج سرطان الدماغ، إلا أن العثور على البروتينات المناسبة لاستهداف خلايا سرطان الدماغ كان عقبة رئيسية.

كشفت الدراسة التي أجراها معهد WEHI عن بروتين يسمى EphA3، يوجد على سطح خلايا الورم الدبقي عالي الدرجة، يمكن أن يكون هدفًا رئيسيًا لعلاج الخلايا التائية CAR T.

وتقول الباحثة الرئيسية ورئيسة المختبر في معهد WEHI، البروفيسورة ميستي جنكينز، إن التأثير المحتمل لهذا الاكتشاف عميق على العديد من المستويات.

وقالت جينكينز، التي ترأس برنامج العلاج المناعي في مركز سرطان الدماغ: "هذه الطريقة الجديدة لعلاج الأورام الدبقية قد توفر شريان حياة محتمل للمرضى".

وأضافت: "أظهرت أبحاثنا أن خلايا CAR T المستهدفة بـ EphA3 يمكنها البحث عن خلايا الورم الدبقي والقضاء عليها بشكل فعال، سواء في الاختبارات المعملية أو في نماذج الحيوانات، لم يستهدف هذا العلاج الخلايا السرطانية وقتلها فحسب، بل أدى أيضًا إلى تحفيز استجابة مناعية طويلة الأمد، مما منع نمو الورم في المستقبل".

وتابعت: "لم نتوقع قط أن نتوصل إلى اختراق علمي من شأنه أن يوفر مثل هذه الإمكانات المنقذة للحياة، وهذا تطور مهم لأن الأورام الدبقية تشكل تحديًا كبيرًا في العلاج، والخيارات المتاحة حاليًا محدودة".

وأشارت إلى أن "الأمر الأكثر أهمية هو أن هذا قد يعني فترات بقاء أطول للمرضى وتحسين نوعية الحياة، مما يعطي الأمل لأولئك المتضررين من هذه السرطانات العدوانية".

مستقبل طب السرطان

وقالت جينكينز إن العلاج بالخلايا التائية CAR T يفتح آفاقا جديدة لعلاج سرطان الدماغ.

وقالت إن "العلاج بالخلايا التائية CAR T هو علاج ذكي لأنه يستخدم خلايا المناعة الخاصة بالمريض ويقوم بتصميمها للتعرف على الورم وقتله، دون أي آثار جانبية طويلة الأمد".

وأضافت: "إن الطبيعة المعقدة لسرطان الدماغ تعني أن الأساليب التقليدية لا تنجح - العلاج الكيميائي غير فعال، والإشعاع يقتل أنسجة الدماغ السرطانية والصحية، ويعد هذا الاكتشاف الأخير دليلًا إضافيًا على أن العلاج المناعي قوة هائلة يمكنها المساعدة في التغلب على العديد من تحديات السرطان التي كانت تعتبر في السابق غير قابلة للتغلب عليها".

أدوات جديدة قوية لعلاج السرطان

ويأمل فريق المشروع أن تؤدي التجارب السريرية المستقبلية لعلاج الخلايا التائية CAR T المستهدفة لـ EphA3 إلى تطوير علاج لا يقتل ويوقف نمو السرطان فحسب، بل يوفر أيضًا مناعة دائمة.

ومع تقدم الأبحاث، هناك أمل في أن تساعد الشراكات مع شركات التكنولوجيا الحيوية والمستثمرين في توفير هذا العلاج المبتكر للمرضى في أسرع وقت ممكن.

وقالت جينكينز: "إن إمكانية تزويد المرضى باستجابة مناعية طويلة الأمد ضد سرطانهم تشكل تغييرًا كبيرًا، وتوفر آفاقًا أفضل بكثير للمرضى وأسرهم".

وأضافت: "إن الإمكانات المتاحة لإحداث ثورة في علاج سرطان المخ - مثل ما تم تحقيقه بالنسبة لأنواع أخرى من السرطان - تجعل هذا وقتًا مثيرًا حقًا في مجال أبحاث السرطان".