اقتصاد قطر : رجال أعمال لـ الشرق: 30 % ارتفاع الطلب على المنتجات الوطنية

اقتصاد

34

سيد محمد

كشف مستثمرون ورجال أعمال لـ الشرق عن ارتفاع الطلب على المنتجات المحلية بنحو 30 % بعد إطلاق حملة المقاطعة الشعبية لبعض المنتجات الأجنبية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي جراء عدوانه الغاشم على قطاع غزة، وقال رجال الأعمال إن المنتج الوطني يوفر البديل التنافسي لهذه المنتجات التي لم تراعِ البعد الإنساني للمجتمعات، في حين أصبح سلاح المقاطعة قويا ومؤثرا وتستخدمه الدول الغربية بقوة نظرا لتأثيراته السريعة على الاقتصاد. وارتفع الطلب على المنتجات المحلية بمختلف أنواعها بما في ذلك منتجات المطاعم، والمنتجات الغذائية والزراعية التي شهدت إطلاق مشاريع جديدة تدعم وتعزز التوسع بالإنتاج المحلي والذي أصبح يلبي الاحتياجات الاستهلاكية بالسوق المحلي على نطاق واسع.

قال د. خالد البوعينين رئيس مجلس إدارة مجموعة فيتكو القابضة إن مصنع فيتكو للمنظفات انفرد في تلبية احتياجات الأسواق المحلية من المعقمات والمنظفات خلال جائحة كورونا، وكشف عن طرح منتجات جديدة من المعقمات والمنظفات أبرزها معقمات غير كحولية معطرة بروائح جيدة وهي غير ضارة ولا تسبب الحساسية، وبأحجام مختلفة تناسب جميع الفئات، وأسعارها في متناول الجميع. وقال في حديثه لـ إن المنتج الوطني قطع أشواطا كبيرة في تثبيت مكانه في السوق وهو الآن ينافس بقوة سواء من حيث جودة المنتج أو من حيث الأسعار التنافسية. وما يهمنا في هذه المرحلة هو أن تدعم نقاط البيع هذا المنتج بدل محاربته ونحن نعرف أن هناك قوانين لحماية المنتج المحلي ونحن نطالب وزارة التجارة والغرفة بتطبيق هذه القوانين. وهذه القوانين تؤكد أنه لابد من تحديد مساحة للمنتج الوطني، لذلك نرجو من نقاط البيع أن تفتح المجال للمنتج الوطني وتعطيه نفس المساحة المتاحة للمنتج المستورد ونترك الخيار للعميل وهو في النهاية من سيختار وسيحكم. كما يجب منع وضع رسوم غير قانونية على المنتج الوطني، لأن القانون يسمح لها بطلب هذه الرسوم من المنتجات الأجنبية فقط. وكشف الدكتور خالد البوعينين، عن البدء بتشغيل خط إنتاج ضخم بمصنع الشركة قادر على إنتاج نحو 200 طن يوميا. وقال إن خط الإنتاج الجديد القادر على إنتاج 12 عبوة من كل صنف من جميع الأصناف التي ينتجها المصنع بسعة 5 لترات، خلال نصف دقيقة، يضاف إلى خطوط الإنتاج السابقة مما يؤكد أن مصنع فيتكو أصبح مصدرا من مصادر المواد الأولية المحلية القادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي بصناعة المنظفات والمعقمات. وأوضح أن خط الإنتاج الجديد يوفر ثلاثة أضعاف الإنتاج السابق.

المنتج المحلي يغطي السوق بأسعار مناسبة

كشف رجل الأعمال، ورئيس مجموعة أورجانيك التي تستثمر بقطاع المطاعم وسلاسل توريد الغذاء، السيد علي أحمد بوهندي، أن الفترة الحالية شهدت ارتفاعا في معدلات الإقبال على طلبات المطاعم والكافيهات التي تقدم المنتج المحلي بنسبة تبلغ 30 %. وأوضح السيد بوهندي أن هذا الارتفاع يرجع لعدة اعتبارات منها الموقف الذي اتخذه المستهلكون الغيورون على قيمهم الأخلاقية والحضارية برفض تأييد منتجات يؤيد ملاكها الفظائع والمجازر غير الأخلاقية، ولكون المنتج المحلي كذلك يقدم منتجات على قدر عال من الجودة والتنافسية تؤهله لأن يوفر البديل، سواء من حيث العلامات التجارية المميزة وكذلك الجودة والأسعار التي تناسب الجميع.

وفي حديثه لـ الشرق قال السيد علي بوهندي إنه لدى مجموعة أورجانيك حاليا 16 فرعا من فروع سلسلة العلامة التجارية سولت في قطر، ونحن حاليا مستعدون لتدشين ماركة جديدة، وقد أثبتنا وجودنا ومكانتنا التجارية، وخطتنا التوسعية حاليا تركز على السوق المحلي والخليجي إلى جانب تواجدنا كذلك في السوق الأوروبي. ولدينا حاليا ماركة جديدة اسمها «فور آي»، وهي علامة تجارية أوروبية وقد دشنا هذه الماركة في دول الخليج انطلاقا من المملكة العربية السعودية، وإجراءات إطلاقها أصبحت جاهزة من خلال فرع لنا في الرياض. وهذه الماركات تلبي الفئات المتوسطة والعادية، عكس السولت الذي يستهدف الفئات المتوسطة وأصحاب الدخل المرتفع.

وأوضح السيد بوهندي أن قطاع الغذاء في قطر مقبل على المزيد من النمو والتوسع في ظل ما تشهده الدولة من نمو اقتصادي، وما تحرص عليه قيادتنا الرشيدة من توفير الوسائل الداعمة والمحفزة لهذا النمو، حيث يتوقع أن تشهد السنوات المقبلة مزيدا من المشاريع الناجحة واستقطاب المزيد من الزوار للدولة من خلال ما تشهده من أنشطة وفعاليات كبرى، وكل هذا يشجع صناعاتنا الغذائية على التوسع في منتجاتها ووجود منتج وطني بديل قادر على توفير احتياجات المستهلك ورغباته وبما ينسجم مع قناعاته وتوجهاته.

تدشين ماركة «فور آي» الجديدة.. علي بوهندي:

قال السيد صالح العذبة، مالك مصنع راك للمنظفات، إن مراعاة مشاعر المستهلكين ينبغي أن تكون جزءا من الرؤية الإستراتيجية للشركات، لأن هذا المستهلك يساهم في رسم وتعزيز المسؤولية الاجتماعية لهذه الشركات، فالشركات والمصانع جزء من المجتمع وتساهم في تلبية احتياجاته ضمن منظومة من القيم الأخلاقية والحضارية التي تمثل عقدا غير مكتوب بين الشركة والمستهلك. وأضاف السيد العذبة أن مقاطعة بعض المنتجات التي لا تنسجم سياستها التجارية والترويجية مع قيمنا الحضارية والإنسانية يجب أن يفهم في هذا السياق، مضيفا أن سياسة المقاطعة يعرف الغرب تأثيرها جيدا ولذلك هي أول خطوة يقوم بها تجاه من لا تنسجم توجهاتهم مع توجهاته.

وقال العذبة إن مصنع راك ينتج اليوم أكثر من 120 صنفاً، يجري طرحها بالسوق من مختلف أنواع المنظفات والمعقمات والمطهرات بجودة عالية وبأسعار تنافسية. مضيفا أن المصنع لديه طاقة إنتاجية تتسع لتوفير 3200 طن سنويا في المتوسط للاستهلاك المحلي فقط، مشيراً إلى أن المصنع يدعم مختلف قطاعات النظافة والضيافة في الدولة من خلال توفير عقود للفنادق وللشركات الكبيرة والصغيرة والمتوسطة تضمن منتجاً ذا جودة عالية وبأسعار تنافسية.

تعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات.. صالح العذبة:

قال السيد أحمد الخلف رئيس مجلس إدارة صدارة القابضة إن المجموعة أكملت إطلاق أربعة مشاريع غذائية وزراعية تواكب تضاعف حجم الطلب على الغذاء والمنتجات الغذائية خلال الفترات السابقة والتي شهدت إقامة المونديال، كما أن ما ينتجه القائمون على هذا القطاع من المواد الاستهلاكية يسهم بدرجة كبيرة في تلبية احتياجات السوق الاستهلاكية سواء من اللحوم أو الخضراوات أو الفواكه والألبان ومشتقاتها. وأضاف الخلف أن الإقبال على المنتج المحلي ينيغي أن يكون توجها عاما وليس مرتبطا بظروف طارئة، إلا أن ما تشهده المنطقة من عدوان غاشم، وما أعلنت عنه بعض الشركات العالمية من وقوفها العلني مع هذا العدوان يتطلب موقفا من المستهلك الذي ينبغي أن يعبر عن موقف تضامني، وفي الغرب نجد هذا الموقف لدافع الضرائب الذي يتخذ دائما مواقف تتماشى مع توجهاته العامة، ولدينا أصبح هناك وعي كذلك بضرورة التعاطي مع المتغيرات العالمية. وعن المشاريع الحيوية التي بدأ العمل عليها من طرف صدارة القابضة، أوضح الخلف أنه تم إطلاق مشاريع حيوية، منها مشروع الروبيان ومشروع السمك البلطي، وهذه المشاريع بدأت الإنتاج. ومن بين هذه المشاريع مشروع الكافيار ولحم سمكة الحفش عالي الجودة، ومشروع لإنتاج الروبيان في المياه العذبة باستخدام نظام تقنية البيوفلوك وبطاقة إنتاجية متوقعة تبلغ 280 طنا، ومشروع لإنتاج الخضار والأسماك بنظام الأكوابونيك ومن هذه المشاريع مشروع السمك البلطي، والمشروع الرابع لإنتاج الخس والورقيات باستخدام الإضاءة الاصطناعية – الأكوابونيك، ويقدر عدد الأرفف الزراعية لهذا المنتج بستة أرفف على مساحة 1200 متر مربع، والمشروع الخامس يتعلق بإنتاج بيض المائدة وهو أول مشروع تسعى من خلاله المجموعة إلى إنتاج البيض العضوي، وهو أول مشروع من نوعه في الدولة بطاقة إنتاجية تصل إلى 180 مليون بيضة في السنة، ويجري العمل على مضاعفة هذا الإنتاج.

وعن الأصناف الجديدة التي باتت تدعم السوق المحلي، تم تطوير إنتاج العسل بالمزرعة لتبلغ الطاقة الإنتاجية 8 أطنان، كما طورت الشركة بالتعاون مع الخبرات الأسترالية الحاوية العضوية لإدارة المخلفات الزراعية مثل الأوراق والأغصان و مخلفات الفطر لصناعة سماد وتربة زراعية عضويين. كما تعمل الشركة على إكثار أشجار الزينة والبستنة المستخدمة في المناظر الطبيعية وأشجار الفاكهة.