نافذة - "سيماكان".. "الأسد النصراوي".. مدافع شرس يقاتل في الهواء وعلى الأرض

زف نادي النصر بشرى سارة إلى جمهوره بشأن إيجاد حل لأزمة الخط الخلفي، من خلال التعاقد مع الفرنسي محمد سيماكان قادمًا من لايبزيج الألماني؛ ليدخل قائمة الفريق بدلاً من البرازيلي أليكس تيليس.

وفي وقت سابق أعلن النصر فسخ عقد تيليس بالتراضي؛ ليرحل عن صفوف "العالمي" بعد موسم واحد فقط، تعرَّض خلاله لانتقادات جماهيرية حادة نظرًا لفشله في تقديم أوراق اعتماده.

ويستعد "سيماكان" ليبدأ رحلته الرسمية مع "فارس نجد" عقب نهاية فترة التوقف الدولي الحالية، ومن المنتظر أن يبدأ رحلته في السعودية بمواجهة الأهلي يوم 13 سبتمبر الجاري، ضمن منافسات الجولة الثالثة من دوري روشن للمحترفين.

وُلد محمد سيماكان في مرسيليا بفرنسا لأبوَين غينيَّين، وقضى مسيرته الكروية في العديد من الأكاديميات، بما في ذلك فترة في أولمبيك مرسيليا لمدة خمس سنوات بين عامَي 2010 و2015.

وسيماكان هو الأخ غير الشقيق لإسماعيل بانجورا، مهاجم رين ودينامو كييف السابق، الذي يكبره بخمسة عشر عامًا.

وقد حقق المدافع الفرنسي انطلاقته في نادي ستراسبورغ، الذي انضم إلى فريق الشباب التابع له في عام 2017.

وخاض سيماكان مباراته الاحترافية الأولى مع الفريق الفرنسي في يوليو 2019، وتألق ليلفت أنظار عدد كبير من الأندية في جميع أنحاء أوروبا، لكن نادي آر بي لايبزيج هو الذي خطف اللاعب في صيف عام 2021 في صفقة بلغت قيمتها نحو 18 مليون يورو، وهناك فاز بكأس ألمانيا مرتين، وكأس السوبر الألماني مرة واحدة.

"لا تنخدع بابتسامته المبهجة وطبيعته الهادئة؛ فعندما يخرج إلى أرض الملعب يتحول إلى أسد؛ فهو منافس شرس، لديه الرغبة في الفوز"، هكذا وصفت تقارير عالمية قدرات سيماكان داخل المستطيل الأخضر.

وتعليقًا على ذلك قال اللاعب: "أهم شيء بالنسبة لي هو إظهار روحي القتالية. في الحياة الواقعية يعرف الناس أنني أبتسم دائمًا، ولكن بمجرد أن أكون على أرض الملعب يخبرني أصدقائي بأنهم يشعرون بالخوف أحيانًا. بالنسبة لهم أبدو مثل الأسد".

وتابع سيماكان متحدثًا عن نفسه: "لدي جانبان، في غرفة تبديل الملابس أكون لطيفًا للغاية، وأستمتع بالوقت الذي أقضيه مع اللاعبين، ولكن بمجرد أن أخطو على أرض الملعب أشعر باختلاف تام. هناك كل شيء يدور حول تقديم أداء قوي. أريد الفوز ودفع نفسي إلى أقصى حد".

يُذكر أن سيماكان يلعب في المقام الأول في مركز قلب الدفاع، كما يمكنه اللعب في مركز الظهير الأيمن، بينما لعب لاعب خط وسط دفاعي في بعض الأحيان في وقت مبكر من حياته المهنية.

ويشير مراقبون إلى أنه مدافع عدواني معروف بصلابته وقوته البدنية، إضافة إلى قدرته على التعامل مع الكرة بقدميه، وامتلاكه مهارة دفاعية صلبة، كما يتميز بقدرته على القتال في المواجهات الثنائية، سواء على الأرض أو في الهواء، كما يتمتع بالسرعة التي يستغلها بشكل جيد بفضل بنيته الجسدية؛ لحمل الكرة إلى الأمام.

ويتذكر جمهور محمد سيماكان موقفًا لا يُنسى له، حدث قبل أعوام، وأظهر تمسُّك اللاعب بأداء الفروض الدينية الإسلامية، وأهمها صيام شهر رمضان. ففي إحدى مباريات الدوري الألماني سأل سيماكان الحكم قبل اللقاء عما إذا كان يمكنه الشرب بعد غروب الشمس، ووافق الحكم، وانتظر حتى توقفت المباراة، وأبلغه بذلك. ووقتها قالت صحيفة "دير فيستن" إن بعض الأندية الألمانية تتأقلم مع شهر رمضان احترامًا للاعبين المسلمين الذين يصومون، من خلال اللجوء إلى خبراء التغذية بهدف "تزويد اللاعبين بأكبر قدر ممكن من المعلومات حول كيفية المساعدة في الحفاظ على أدائهم في رمضان، وخيارات الطعام المناسبة خلال الصوم".