أخبار العالم : ناشطة طردها أمن الكونغرس: المقاومة ليست إرهاباً

عربي ودولي

158

واشنطن- زينب إبراهيم

أكدت ميديا بنجامين، عضو مؤسس بحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، الداعمة للحقوق الفلسطينية، ورئيسية حركة «كود بينك» الحقوقية والمتعاونة مع منظمة «طلاب من أجل العدالة في فلسطين»، والمناهضة ضد الصهيونية وضد تحالف «أيباك» مع السياسيين الأمريكيين، والتي اكتسبت مداخلتها بالكونغرس الأمريكي هي وأعضاء حركتها اهتماماً لافتاً عبرت فيه عن موقفها بوضوح ضد الانتهاكات الإسرائيلية وقتل الأطفال وقصف المستشفيات ومواصلة العدوان، مشددة على أهمية التظاهرات والفعاليات الاحتجاجية التي قادتها منظمتها الحقوقية بالتعاون مع كافة أطياف العمل الحقوقي، المنتقدة للممارسات الصهيونية المتطرفة في قطاع غزة، وكون أغلب النواب الأمريكيين في جيوب «أيباك» كما برز في مواقفهم الداعمة المباشرة لإسرائيل المتجاهلة للمأساة الفلسطينية، ورافضة للتصور الصهيوني للدولة الإسرائيلية والحقائب الوزارية الأكثر تطرفاً بحق الفلسطينيين بتوجهات انتقدت فيها الفكرة الصهيونية ذاتها معتبرة أنها غير معبرة عن التعاليم اليهودية، والممارسات الإسرائيلية في غزة كانت سبباً في احتدام الصراع وتكرار المآسي الإنسانية، ونوهت إلى أن تقويض حماس سياسياً ورفض النقاش معها وغلق كل سبل العيش الآدمية في القطاع، شكلت مأساة حقيقية تعيشها قضية السلام الفلسطيني- الإسرائيلي بصورة مؤسفة في المشهد الجاري.

لوم الضحية

تقول ميديا بنجامين، مديرة منظمة «كود بينك» الحقوقية الأمريكية: إن الطاقة الحقيقية والصادقة التي كنت أتحدث بها ولا أخشى فيها الاعتقال من السلطات ولا تدخلات الأمن لطردي من الفعاليات التي يحضرها المسؤولون الدبلوماسيون الأمريكيون وصناع السياسات في الكونغرس، تنطلق من رفض الظلم الواضح للجميع الواقع على غزة، واستنكار ثقافة لوم الفلسطينيين المنكوبين التي ما زالت هي القائمة في اللغة الإعلامية والبرلمانية الأمريكية للتعاطي مع مستجدات النزاع في غزة، مجردين الحق الفلسطيني في الدفاع عن النفس وكأن تلك المصطلحات ليست إلا لصالح إسرائيل، ولا يمكن رفعها حينما يذبح الإسرائيليون مئات وآلاف الفلسطينيين ويدمرون كل مظاهر الحياة في غزة، ويستخدمون أسلحة محرمة دولياً ويمنعون الغذاء والدواء والمياه كما الكهرباء والاتصالات والإنترنت، ونرفض في حراكنا السياسي من داخل أمريكا، نهج السياسات الأمريكية الداعمة لإسرائيل والتي أطالت أمد الأزمة وإن الدعم العسكري والغطاء السياسي والتأثير الدبلوماسي الأمريكي في جانب إسرائيل، تسببت في عمق الأزمة، في مقابل ضعف التمويلات الإنسانية، ورفض حتى فكرة النقاش مع حماس التي كانت تتبنى في قيادتها الكثير من المعتدلين الذين يجيدون إدارة المهام الحاكمة بصورة لم تكن أدوات الشيطنة والإقصاء والمطاردة بتوصيفات الإرهاب، إلا مستدعية لأعمال العنف ومحركة لها كردود فعل مقابلة عما ارتكبته القوات الإسرائيلية من مجازر متواصلة ومتجددة كما نشاهد في غزة، والجميع يخاف ويرتعد من توصيف المقاومة الفلسطينية بأي شيء سوى ما تريد النغمة الغربية السائدة ترديده، ولكن بكل صراحة كانت التظاهرات التي عقدناها ترفع عبارات واضحة بأن المقاومة ليست إرهاباً إذا ما كان الجزاء بالمثل، والعالم الذي تحرك وانتفض لمدنيي أوكرانيا والمستوطنين بإسرائيل، لم يقدم الوجه الإنساني ذاته في النظر للشعب الفلسطيني في ازدواجية معايير صارخة بصورة فاضحة تتزايد وتتجدد في الفترات الماضية.

جذور العنف

واختتمت الناشطة الحقوقية الأمريكية البارزة تصريحاتها قائلة: إننا سنظل نواصل احتجاجاتنا في واشنطن ونيويورك، وتنتقل حركتنا من مكتب لمكتب بمجلس الشيوخ حتى يتم وقف إطلاق النار على قطاع غزة، ونرى أن إسرائيل تتحمل نتيجة التطرف، ممارساتها هي العنف ذاته والإرهاب نفسه، فساد سياستها الداخلية امتد ليضرب في الصميم فساد التأثير السياسي الإسرائيلي على دوائر صناعة القرار الأمريكية، فنخرج بنهج من غياب المحاسبة وحشد التأييد الدولي واستخدام الفيتو والدعم العسكري والدبلوماسي والسياسي، ما يشجع إسرائيل على المزيد من الانتهاكات الخارجة عن كل الأعراف والتقاليد، والتي تنتهك القوانين الدولية، وتدعم نهج عدم المساءلة على جرائم الحرب، وسنظل نقود حراكاً من التضامن وفضح الأكاذيب وتثقيف الوعي الأمريكي بهذه الجرائم الإسرائيلية، ومدى فداحة الأوضاع في غزة، والوجه الحقيقي للقضية الفلسطينية، ومطالب الفلسطينيين العادلة والمشروعة في الحق والحرية والمواطنة والعيش الكريم.