الخميس 21 مارس 2024 06:48 صباحاً
محليات
10
جانب من المناقشات- تصوير – أحمد بركات
❖ الدوحة - الشرق
ناقشت الندوة الخامسة من ملتقى «الخيمة الخضراء» الذي ينظمه برنامج لكل ربيع زهرة – عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أزمة العلاقة بين الجامعة والصناعة في العالم العربي، حيث حصر المشاركون التحديات التي تواجه المراكز البحثية لتحقيق الجودة، وتجويد نتائج الأبحاث العلمية، مؤكدين أن هناك نقصا حقيقيا قي الوعي بأهمية البحث العلمي والرغبة في الابتكار في وطننا العربي.
وأكد المشاركون على أن هناك حلقة مفقودة بين الجامعة والصناعة فيما يتعلق بتطبيق مخرجات البحث العلمي، خاصة وأن مخرجات الجامعات في الوطن العربي مازالت لا تلبي حاجة سوق العمل، مشددين على ضرورة إيجاد لغة مشتركة بين البحث العلمي والشركات، حتى يفهم القائمون على البحث العلمي مفاهيم الصناعة. وتحدثوا عن المعوقات المسببة لتراجع الاستفادة من نتائج الأبحاث العلمية في مجال الصناعة، والتي على رأسها، غياب البيئة الحافزة للعلماء العرب، ما أدى إلى هجرة العقول، وانخفاض الإنفاق على البحث العلمي، وقلة الاستثمارات المخصصة للبحث العلمي والابتكار في العالم العربي، وضعف التشريعات التي تحمي المنتج المحلي، بالإضافة إلى فوضى السوق الذي تحكمه احتكارات متعددة الجنسيات، التي تكون أقل إذعانًا وارتباطًا بالتشريعات.
أدار الندوة الدكتور سيف بن علي الحجري، رئيس برنامج الخيمة الخضراء، وشارك في النقاشات الدكتورة لطيفة شاهين النعيمي، و الدكتور عادل بن سعيد البوسعيدي، و الدكتور عادل عبيد الشريف، والدكتور محمد الشياب، والدكتور موفق سعيد حوسة وماهر الملاخ ولؤي خليل شلباية، والدكتور عبد الحكيم حسبو.
محاور الندوة
وتناولت الندوة عدة محاور منها معوقات ترجمة نتائج الأبحاث الأكاديمية في المجال الصناعي، ومدى وفاء البرامج الجامعية لتحقيق متطلبات الصناعة، ومدى كفاية الاستثمارات الجامعية لتحقيق الابتكار والتكنولوجيا الصناعية، واعتماد رؤية تدريبية متطورة لبناء كوادر وردم الفجوة بين مهارات الخريج ومتطلبات الصناعة. وقدّم المشاركون جملة من الأفكار والتوصيات، التي من شأنها الربط بين احتياجات الصناعة وبرامج البحث والتطوير في الجامعات، ومنها ضرورة تشجيع الاستثمارات في مجال البحث العلمي والإنتاج الصناعي، وقيام الجهات المختصة بالعمل على وضع التشريعات لحماية للمنتج المحلي، وكذلك ربط مراكز الأبحاث والإفادة بنتائجها في السوق الصناعي. كما اوصى المشاركون بضرورة الاستفادة من المؤسسة القطرية للأبحاث في تنشيط السوق الصناعي، والنظر في السياسات الجمركية لحماية المنتج المحلي، والدفع بكافة القطاعات للتخضير على المدى الطويل، أملًا في تحسين جودة الحياة، ودعوا إلى ضرورة تركيز الأبحاث على مفهوم ودلالات الاقتصاد الدائري، وتوظيف الأموال بصورة رشيدة للإسهام في بناء اقتصاديات الغد.
قصص نجاح
واستعرض المشاركون قصص نجاحات عالمية، والتي يمكن من خلال تبنيها، التمكن من تجاوز العقبات والتحديات التي تواجه العلاقة بين الجامعات والصناعة في الوطن العربي. وقال الدكتور سيف بن علي الحجري، إن الجامعات لم تكن مكانًا لحصد الشهادات الأكاديمية فحسب، بل هي معارف وابتكار ومراكز أبحاث، معربا عن أمله بترجمة نتائج تلك الأبحاث في الواقع، لنجني نتائجها ازدهارًا، وتقدمًا اقتصاديًا وصناعيًا، وجودة في الحياة...
وأكد على أهمية السعي لبلورة الأفكار، وإنشاء منصات لإطلاق جيل من الإنجازات، ومساعدة الباحثين والمبدعين المحليين، وكذلك الخبراء من مختلف أنحاء العالم، في معالجة أكبر التحديات التي تواجه العالم العربي، مشيرا إلى حاجة سوق العمل أيضا إلى توفير الأيادي الماهرة، والمهنيين الأكفاء، فضلًا عن وفائه بنتائج الأبحاث الأكاديمية التي من شأنها أن تقدم الحلول، بما يسهم في بناء جيل تتناسب مهاراتهم مع نمو عقولهم.
بدورها تحدثت الدكتورة لطيفة النعيمي، عن ضرورة ربط التعليم بمخرجات الدولة، بحيث أن يكون كل بحث علمي يُجريه طالب ماجستير أو دكتوراه يكون له رابط ليمكن الجهات في الدولة من الاستفادة منه، بدلا من الاستعانة بجهات خارجية فيما يتعلق بالبحوث العلمية، منوهة إلى أهمية إتاحة وإعلان نتائج الأبحاث، حتى تمكن الباحثين من سهولة الوصول إلى حلول ونتائج بناء على بيانات دقيقة... وأكدت على ضرورة عمل ربط الطلاب والشركات فيما يتعلق بالصناعات الحديثة، حيث يمكن لهذه الشركات دعم أبحاث الطلاب ومساعدتهم على تطبيقها من خلال الإنفاق عليها والاستثمار فيها، وذلك بهدف تحقيق الاستفادة المرجوة من هذه الأبحاث.
ربط الجامعة بالصناعة
وفيما يتعلق بكيفية ربط الجامعة بالصناعة، قدم السيد ماهر الملاخ، بعض المقترحات التي من شأنها تطوير استثمار البحوث العلمية في المجال الصناعي بدولة قطر للخمسين سنة القادمة، وذلك من خلال تطوير مراكز الابتكار المتنقلة حيث يمكن لهذه الوحدات التنقل بين الشركات والمجتمعات المحلية، مما يوفر فرصاً للبحث والتطوير المباشر وفقًا لاحتياجات الصناعة المحلية، مشيرا إلى ضرورة تطوير برامج تتيح للباحثين قضاء فترات إقامة داخل الشركات القطرية، حيث يمكنهم العمل مباشرة على تحديات الصناعة، مما يسرع من عملية نقل المعرفة والتكنولوجيا... واقترح الملاخ إنشاء منصة قطر للبيانات الضخمة المفتوحة، وذلك من خلال تطوير منصة وطنية تجمع البيانات من مختلف القطاعات الصناعية والأكاديمية وتجعلها متاحة للباحثين والمطورين، ويمكن لهذه المنصة تحفيز التعاون البيني وتطوير حلول قائمة على البيانات للتحديات الصناعية، منوها إلى أهمية تأسيس صندوق استثماري يركز على تمويل المشاريع البحثية والابتكارات التي لها القدرة على تغيير قواعد اللعبة في القطاعات الصناعية الرئيسية، مع التركيز على الحلول طويلة الأجل وتحتمل المخاطر العالية مع عوائد كبيرة محتملة، مؤكدا انه من خلال تنفيذ هذه الأفكار وتطويرها، يمكن لدولة قطر تعزيز دور البحوث العلمية في التنمية الصناعية وضمان استمرارية الابتكار والنمو في مختلف القطاعات للخمسين سنة القادمة.
مساحة إعلانية
المصدر : محليات قطر : الخيمة الخضراء: غياب البيئة الحافزة للعلماء العرب أدى لهجرة العقول