أخبار عاجلة

أخبار قطر : كيف تهيمن الرواية الإسرائيلية للحرب على العالم الغربي ؟

أخبار قطر : كيف تهيمن الرواية الإسرائيلية للحرب على العالم الغربي ؟
أخبار قطر : كيف تهيمن الرواية الإسرائيلية للحرب على العالم الغربي ؟

الأربعاء 1 نوفمبر 2023 07:14 صباحاً

عربي ودولي

44

01 نوفمبر 2023 , 07:00ص
alsharq

الدوحة - الشرق

يستكشف أستاذ جامعي في مؤسسة قطر الحيثيات والأسس التي تقوم عليها الرواية الإعلامية، وسبل مواجهتها والتحديات التي تواجه الرواية الفلسطينية وكيفية تعزيزها عالميًا.

ففي ظل العدوان الإسرائيلي على غزة والمشهد الإعلامي الذي يواكبه، تثير هيمنة الرواية الإسرائيلية على الرأي العام الغربي تساؤلات عدة حول كيفية تشكيل هذه الرواية ومواطن قوتها، ولماذا لها كل هذا الوزن على الصعيد العالمي. في ذات السياق، تطفو جملة من الأسئلة بشأن التحديات التي تواجه الرواية الفلسطينية والعربية، وذلك من حيث محدودية تأثيرها على الساحة العالمية والاستراتيجيات الواجب وضعها لتعزيزها.  يسلط الدكتور إبراهيم أبو شريف، الأستاذ المساعد في جامعة نورثوسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، الضوء على بعض تجليات هذه القضايا، في محاولة منه لاستكشاف الأسس التي يقوم عليها تشكيل الرواية الاعلامية، لا سيما على ضوء الأحداث التي تشهدها فلسطين.

 وفي سياق الاعتداءات والعنف، كالوضع المأساوي الحالي في غزة، تشير الروايات الإعلامية إلى العرض المتكرر، وغير النقدي في كثير من الأحيان، لنقاط حوار معينة أصبحت مع مرور الوقت مقبولة كحقائق. تحافظ هذه الدورة المتكررة على فهم نمطي للمنطقة وسكانها وقضاياها. وتشكل مواقف الرأي العام، ومن المهم أن يدرك الصحفيون ذلك وأن يدعوا جانبًا الروايات ووجهات النظر التي تبالغ في تبسيط موقفٍ معقدٍ، وتضرّ بالموقف الحقيقي، من قبيل القضية الفلسطينية.

 وتحدث ابو شريف عن العوامل والاعتبارات التي يجب على الصحفيين مراعاتها عند تغطية الوضع الفلسطيني لتقديم منظور أكثر دقة وشمولاً حيث يضطلع الصحفيون والمؤسسات الإعلامية بمسؤولية كبيرة في تغطية أعمال العنف وحالات استهداف المدنيين. هذه المسؤولية تتجلى على الخصوص في تجنب استخدام المصطلحات التي تجرد شعبًا من إنسانيته وتضفي طابعًا إنسانيًا على شعب آخر. مؤكدا اهمية أن يكتسب الصحفيون معرفة حقيقية بالسياقات التاريخية والأيديولوجية التي تحرك روايات العنف وتغطيتها الإخبارية غير المتكافئة. فعند تغطية السياق الفلسطيني الاسرائيلي، يتعين على المراسلين والمحررين والناشرين الغربيين تطبيق الصرامة الأساسية لفهم الخيوط التاريخية والعوامل السياسية والاقتصادية والاحتلال، إلى جانب كافة العناصر الأخرى التي تؤثر على السياسات والاستجابات ذات الصلة. بدون ذلك، تكون التقارير المنجزة فاقدةً للسياق الحقيقي وللخلفية التاريخية وتداعياتها على تطورات الوضع.

 طغيان إسرائيلي

وقال اننا نشهد اليوم، في ظل الأحداث الأخيرة في غزة، مدى طغيان الرواية الإسرائيلية على نظيرتها الفلسطينية في الإعلام الغربي. من وجهة نظرك، كيف تشكّل مواقف الرأي العام من قضية فلسطين، وما هي عناصر قوة هذه الرواية، مقابل ضعف الرواية العربية؟




 وأضاف إن لتشكيل الروايات الإعلامية الإسرائيلية جذورًا تاريخية ترتبط بشكل مباشر بالاستعمار، الذي طالما تمادى في تجريد أفراد هذه المجتمعات من اختلافاتهم الثقافية ومن إنسانيتهم. فبينما شكّل استغلال الموارد الطبيعية حقيقة الدوافع الأساسية لهذه القوى الاستعمارية، فقد كانت تدعي في الوقت نفسه أنها تهدف إلى تطوير وتثقيف السكان المحليين. وعلى الرغم من تلاشي المد الجغرافي للاستعمار بمعناه المادي اليوم، إلا أن الأسس الفكرية للاستعمار لا تزال قائمة؛ وهذه المواقف تؤثر بشكل كبير على تشكيل الروايات الإعلامية المفبركة في الدول الغربية والشمال بشكل عام.

واكد أن السعي لتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم يتجاوز في مداه كل الحدود التي تحط من كرامة الإنسان. فتوصيف شعب بأنهم «حيوانات بشرية» هو إيذان بارتكاب أسوأ أنواع جرائم القتل في حقهم ورغبة دفينة في إبطال مفعول أية ردة فعل شعبية ضد هذا العنف الممنهج، الذي يرقى برأي العديد من المتتبعين إلى جرائم حرب ترتكب في حق أهل غزة. علينا أن نعي بأننا جميعًا بشر نتمتع بالكرامة والحقوق الأساسية والقيم المتأصلة فينا، بغض النظر عن الجغرافيا أو الدين أو العرق أو الثقافة.

 وقال ان من الأهمية بمكان أن تضطلع المؤسسات التعليمية وقادة الفكر بدور حاسم في مواجهة هذه الروايات ومساعدة الشعوب التي ما تزال ترزح تحت نير الاستعمار والاحتلال على استعادة ثقتها وكرامتها وفرض احترام إنسانيتها من لدن المجتمع الدولي.

 تحديات للرواية الفلسطينية

وحول التحديات التي تواجه الرواية الفلسطينية أوضح انها تواجه عدة تحديات تحول دون وصولها الى الرأي العام العالمي. مضيفا ان إحدى الطرق الفعالة تتمثل في تدريب الأفراد من دول الجنوب على تعزيز مهارة فن رواية القصص، لأن اتقان هذه المهارة وتعلم كيفية التحقق من صحة الروايات يمكّنهم من التصدي للروايات السائدة. وفي سياقنا الحالي وفي المستقبل المنظور، يتعين على تعليم الصحافة في جميع أنحاء العالم التركيز على هذا الهدف التعليمي. وتتلخص إحدى الطرق الفعالة في تدريب الناس من الجنوب العالمي الأكبر على تعزيز فن رواية القصص، لأن إتقان هذه المهارة والروايات من شأنه أن يمكّن روايات المعارضة التي تتحدى الروايات السائدة.

 وحول نصيحته لطلاب الإعلام في جامعة نورثوسترن في قطر، وفي كافة أنحاء المنطقة العربية، وما الكيفية التي يمكنهم من خلالها التصدي للروايات المعادية؟ قال د. ابو شريف انني أؤمن بشدة بقوة الحقيقة. فحبل الافتراء والأكاذيب قصير وإن كان الجميع يلتف حوله، بينما ينتهي الأمر دائمًا بأن تجد الحقيقة طريقها نحو العقول والضمائر الحية. سواء كان الأمر يتضمن انتقاد كيانات معينة أو تقديم حقائق مزعجة، فإن قول الحقيقة يظل هو الأقوى. يجب على الناس، وخاصة الصحفيين الشباب، أن يدركوا أن أحد أهداف الروايات المعادية هو إضعاف الأفراد وتثبيط هممهم؛ ثق بأن صوتك عندما يكون متجذرًا في الحقيقة، يمكن أن يكون له تأثير كبير وسيصل إلى حيث يجب أن يصل.

مساحة إعلانية


المصدر : أخبار قطر : كيف تهيمن الرواية الإسرائيلية للحرب على العالم الغربي ؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى محليات قطر : الأرصاد الجوية: طقس حار نهارا وأعلى درجة حرارة 39 مئوية