رياضة : مطر المهيري يتحدى «السكري» باحتراف سباقات التحمل

نافذة على العالم - أبوظبي: عماد الدين خليل
يعتبر التعايش مع مرض السكري من النوع 1 أمراً مملوءاً بالتحديات، خصوصاً بالنسبة للرياضيين الذين يحتاجون إلى الوصول لذروة الأداء البدني، ومن الأمثلة الملهمة على الإصرار وتخطي تحديات هذا المرض، يبرز الشاب الإماراتي صاحب الـ19 عاماً مطر المهيري، والذي دخل عالم السباقات بعزيمة عالية وطموح كبير، بالانضمام إلى سباقات السيارات والهيمنة على سباقات التحمل التي تستمر لمدة 24 ساعة.
على الرغم من تشخيص إصابته بمرض السكري من النوع 1 في مقتبل عمره عندما كان في سن 12 عاماً فقط، فإن أحلامه تحولت إلى حقيقة بفضل الرعاية الاستثنائية التي تلقاها في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، وهي جزء من مجموعة M42.
بدأت رحلة مطر في عالم السباقات بحضور جلسات ترفيهية لسباقات الكارتينغ بصحبة أصدقائه، لكن سرعان ما تحول الأمر إلى سعي جاد نحو التميز على الحلبات، ودفعته مهارته في السرعة وروحه التنافسية العالية من المسابقات المحلية إلى خوض غمار سباقات الفورمولا 4، وفي ضوء هدفه للمنافسة في سباقات الفورمولا، والمشاركة في سباقات التحمل التي تستمر لمدة 24 ساعة، سطع نجم مطر وبرزت موهبته العالية في السباقات، وبفضل نجاحه بالحفاظ على ذروة الأداء تزامناً مع نجاحه بإدارة مرضه، برز مطر كنموذج ملهم في رياضات المحركات.
وأوضح مطر: «بدأت بسباقات الكارتينغ منذ نحو 4 سنوات، وغالباً ما كان النصر حليفي في معظم المنافسات التي خضتها مع متسابقين محليين، وفي شهر إبريل من العام الجاري، التحقت باختبار لقيادة سيارة فورمولا 4 بمقعد واحد، وتكلل الاختبار بالنجاح، وفي ذات الوقت، ألقى مرض السكري الذي صاحبني بمسؤولية كبيرة عليّ لإدارة صحتي بشكل فعال، خصوصاً خلال النشاط البدني الشديد مثل السباق، لذلك أحرص دائماً على مراقبة مستويات سكر الدم قبل جلسات التدريب، وأقوم بإعداد مضخة الإنسولين بشكل مناسب يعزز استقرار مستويات السكر».
وقال الدكتور شريف الريفي، استشاري سكري الأطفال والغدد الصمّاء في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري: «يكمن التحدي الرئيسي الذي يواجه الرياضيين المصابين بمرض السكري من النوع 1 في الحفاظ على استقرار مستويات سكر الدم. فكلّ من انخفاض وارتفاع مستويات سكر الدم يؤثر بشكل كبير في الأداء الرياضي، ولإدارة ذلك، يتعين على الرياضي التركيز على النظام الغذائي المتوازن الغني بالكربوهيدرات المعقدة، والبروتينات الخالية من الدهون، فضلاً عن الدهون الصحية».