الخميس 14 نوفمبر 2024 06:22 صباحاً
نافذة على العالم - محليات
22
الدوحة - الشرق
أكد السيد عبد الرحمن السبيعي، مدير إدارة البرامج في مركز مناظرات قطر، أن المركز يشهد تطوراً كبيراً وتجدداً ملحوظاً في البرامج والفعاليات التي ينظمها، فقد أحدث خلال مسيرته التي بدأت عام 2008 علامة فارقة في مجتمع المناظرات، كونه منصة تعليمية وأكاديمية وبحثية لتنمية مهارات المناظرة والتفكير الناقد في الوطن العربي والعالم.
وقال في حوار خاص حول البرامج المحلية والدولية وورش العمل والفعاليات الأكاديمية والشراكات العالمية، إنه في إطار التزام المركز بتطوير برامجه وبناء القدرات، أصبح ملاذاً داعماً للشباب في العديد من المحافل والمؤتمرات الدولية التي تجمع صناع القرار والسياسات من مختلف أنحاء العالم، من خلال إتاحة الفرصة للشباب لمشاركاتهم في منتديات وجلسات دولية مثل مؤتمر السنة الدولية للأسرة ومنتدى الدوحة في نسخته الشبابية، ومشاركة شباب مناظرات قطر ضمن جلسات الأمم المتحدة وغيرها من المنصات المحلية والدولية التي لعب فيها منتسبو المركز دوراً بارزاً عبر ايصال صوت الشباب من خلال نقاشاتهم البناءة.
وأشار السبيعي إلى أن المناظرات بدأت كمنافسات بين الطلبة، لكن مشروع تهيئة الشباب وتدريبهم على مهارات التناظر تطور ليتيح لهم بصمة هامة في المحافل الدولية، من خلال هذه الرحلة، تحول هؤلاء الشباب من متناظرين في البطولات إلى مدربين ومحكمين، مما منحهم فرصة المساهمة الفعلية في صنع السياسات وإبراز دورهم المجتمعي بصوتهم كقوة مؤثرة.
واعتبر أن هذا النهج الذي اتبعه المركز لا يعزز فقط مهارات الشباب في الحوار والنقاش، بل يمكنهم أيضاً من الانخراط في قضايا محورية تهم المجتمع الدولي، ما يجعل من مناظرات قطر أحد أبرز المؤسسات التي تمكّن الشباب من تحقيق التأثير الإيجابي في مجتمعاتهم وخارجها.
التوجه البحثي والأكاديمي
وأوضح مدير إدارة البرامج في المركز، انه بعد سنوات من تقديم المناظرات للجمهور، يتبنى مركز مناظرات قطر اليوم توجهاً جديداً نحو تطوير هذا المجال ليقوم على أبحاث أكاديمية رصينة، مشيرا إلى أن هذا التوجه البحثي المستحدث يعكس الرؤية الأكاديمية للمركز، ويعزز من تاريخه الحافل في تنظيم واستضافة البطولات محلياً ودولياً... وتابع قائلا: والهدف ليس فقط تعزيز المناظرات كأداة تعليمية وتثقيفية، بل أيضاً استخدامها كوسيلة لربط الشباب بالمعرفة الأكاديمية، مما يضع المركز في مقدمة المراكز التدريبية والبحثية في المنطقة، واستجابةً لهذه الرؤى، أطلق المركز عدة مشاريع بحثية وأكاديمية، منها "الزمالة البحثية" التي توفر بيئة حاضنة للخبراء والباحثين المهتمين بمجال المناظرات، مما يتيح لهم إنتاج أبحاث أكاديمية تساهم في تطوير المعرفة بهذا المجال. ويأتي كذلك مشروع "مؤتمر البحث الأول"، الذي يركز على مناقشة القضايا البحثية وأهمية المناظرة في تعليم مهارات القرن العشرين.
ونوه السبيعي إلى أن المركز أبرم المركز ست مذكرات تفاهم مع جهات ومؤسسات عربية ودولية لتعزيز التعاون في مجالات البحث الأكاديمي، مما يُشكل دعامة أساسية لهذا التوجه الجديد، إلى جانب هذه الشراكات، يولي المركز اهتماماً خاصاً بالإصدارات المتميزة من كتب وفيديوهات تهدف لنشر المعرفة وتعميق الفهم لمجال المناظرات، مبينا انه في إطار حرص المركز على تعزيز النقاش الأكاديمي والثقافي، ينظم برنامج "واحة الحوار" كمساحة حوارية وأكاديمية تجمع بين الخبراء والشباب الطموح، وتهدف الواحة إلى إثراء الساحة الثقافية من خلال استضافة متخصصين يشاركون معرفتهم وخبرتهم، فيما يفسح المجال للشباب للتعبير عن آرائهم وتبادل وجهات النظر، مما يعزز التواصل بين الأجيال ويثري النقاشات في مختلف المجالات.
منتدى الدوحة – النسخة الشبابية
إيماناً بدور الشباب في المنظومة التطويرية للدولة، ينظم مركز مناظرات قطر منتدى الدوحة: “النسخة الشبابية”، بالشراكة مع اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات في وزارة الخارجية منذ عام 2018.
يعد المنتدى منصة سنوية تجمع الشباب من مختلف أنحاء العالم لمناقشة القضايا الراهنة والتحديات الحاسمة، بالإضافة إلى بناء شبكات مبتكرة وتقديم حلول إيجابية. ويتيح المنتدى للشباب من الفئة العمرية 18-33 عاماً المشاركة في حوار عالمي حول قضايا معاصرة، وطرح الأسئلة المحورية التي يتم مناقشتها بين المتحدثين والحضور.
المؤتمر الدولي الأول للمناظرة والحوار
نظم مركز مناظرات قطر المؤتمر الدولي الأول للمناظرة والحوار في 2023 بمركز قطر الوطني للمؤتمرات، بحضور 800 مشارك من مختلف أنحاء العالم. جمع المؤتمر نخبة من الأكاديميين، وباحثي زمالة مناظرات قطر، وأعضاء أكاديمية النخبة، وسفراء المركز، وطلبة الماجستير في فن المناظرة والفقه المقارن، ومدربي المناظرات والتربويين والمتناظرين.
يهدف المؤتمر إلى تمكين جيل شاب مؤثر في الفكر والحوار، وإعداد كفاءات شابة لمواجهة التحديات المستقبلية، كما يوفر منصة قيّمة لتبادل الأفكار بين الشباب والخبراء، والاطلاع على أحدث الأبحاث والنقاشات المتخصصة في مجال المناظرة.
مذكرات التفاهم على هامش المؤتمر
على هامش المؤتمر، وقّع مركز مناظرات قطر عددًا من اتفاقيات التعاون مع مؤسسات مرموقة، من بينها: مؤسسة ولي العهد في الأردن التي تشرف على مبادرات تهدف إلى تمكين الشباب الأردني؛ ومعهد الجزيرة للإعلام لتعزيز المعرفة والتدريب الإعلامي في قطر؛ ومؤسسة التعليم فوق الجميع من خلال برنامج “الفاخورة” الذي يعزز الحق في التعليم في مناطق النزاعات، حيث تعاون المركز في تقديم برنامج تدريبي لمدة 6 أسابيع لتطوير مهارات التناظر والتحكيم.
كما شملت الاتفاقيات جامعة ويندزور الكندية للتعاون البحثي في مجالات الاستدلال والبلاغة، وجامعة لويفيل الأميركية لتعزيز برنامج المناظرات في الفصول الدراسية للغة العربية وإعداد منهج متخصص، وأخيرًا جامعة يوتا، التي كانت من أوائل الجامعات المشاركة في بطولات قطر الدولية منذ 2013.
مؤتمر قمة الشباب
أقيم مؤتمر قمة الشباب في أكتوبر 2024 بالتعاون مع معهد الدوحة الدولي للأسرة ضمن احتفالية الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة تحت شعار “الأسرة والاتجاهات الكبرى المعاصرة.” استضاف مركز مناظرات قطر هذه المنصة الحوارية بهدف تفعيل دور الشباب كمحرك للتغيير، حيث شارك 400 شاب من 80 دولة، منهم 150 من قطر، لمناقشة التحديات الكبرى التي تواجه الأسرة في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية.
في كلمته حول أهمية المؤتمر قال السيد عبد الرحمن السبيعي: " القمة الشبابية التي سبقت مؤتمر السنة الدولية للأسرة، تمثل فرصة تاريخية لتأكيد دور الشباب في دعم تماسك الأسرة وبناء مستقبلها. وأشار إلى مشاركة نخبة من الخبراء العالميين وصنّاع السياسات في جلسات حوارية ومعارض مبتكرة تسلط الضوء على قضايا الأسرة المعاصرة".
وأعرب السبيعي عن فخره بدور مركز مناظرات قطر كشريك شبابي للمؤتمر، وكمنصة وطنية وعالمية للتمكين والشراكة المجتمعية. موضحاً أن القمة تسهم وبشكل كبير في بناء قادة شباب وتمكينهم ليكونوا صناع تغيير ومواجهة التحديات مثل النزاعات، والهجرة، وتغير المناخ، والتحولات التكنولوجية.
كما أكد أن المركز يسعى لبناء جيلٍ واعٍٍ ومنفتح قادر على تعزيز التعاون العالمي وفهم الثقافات المختلفة لتحقيق التنمية المستدامة. مشيداً بمخرجات القمة في بناء جيل جديد من العقول الواعية، والقلوب المنفتحة، القادرة على فهم وتقدير الثقافات المختلفة، وإيجاد أرضية مشتركة للتواصل والتعاون.
جهود مستمرة
وأضاف مدير إدارة البرامج في مركز مناظرات قطر، انه لا شك أن ما نشهده اليوم من حراك ثقافي كبير تقوده دولة قطر، ويجسده مركز مناظرات قطر من خلال المبادرات النوعية، هو ثمرة جهودٍ مستمرة لتدريب وتطوير الشباب القطري على مهارات المناظرة والحوار، وبفضل الله أولاً، ثم بفضل الشراكات المثمرة بين المركز والمؤسسات المحلية والدولية، يمكننا القول بثقة إن قطر باتت تمتلك نخبة من المتحدثين المتمكنين، الذين يتميزون بمستوى عالٍ من الكفاءة والأسلوب الراقي والمعرفة العميقة، هذه الجهود تعزز رؤية قطر في إعداد جيل قادر على التعبير الواعي والتأثير الإيجابي، ليكونوا سفراء للفكر والحوار البنّاء على الساحة العالمية.
مساحة إعلانية
