الأحد 10 نوفمبر 2024 06:47 صباحاً
نافذة على العالم - محليات
30
❖ الدوحة - الشرق
- ندى الخراشي صاحبة المشروع لـ الشرق: يفتح باب الأمل لتوفير الطاقة المستدامة للمجتمعات المحرومة
- صاحبة المشروع شرحت لـ الشرق كيفية بدء الفكرة وكيف تطورت
- مهارات التصنيع التي تعلمتها من الجامعة أفادتني في مشروع توليد الكهرباء من الرطوبة
وصلت ندى الخراشي خريجة التصميم الداخلي من جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر والحاصلة كذلك على درجة ماجستير الفنون الجميلة في التصميم - إلى الدور النهائي في النسخة السادسة عشرة من برنامج نجوم العلوم، كونها أول خريجة من جامعة فرجينيا كومنولث في قطر وتشارك في المسابقة بمشروع بعنوان «BioVolt» أمام لجنة التحكيم، ويقوم BioVolt بتوليد الكهرباء من رطوبة الهواء باستخدام أسلاك نانوية بكتيرية، وتحمل هذه المادة الحيوية ذاتية التشغيل والقابلة للارتداء أملا بتوفير الطاقة المستدامة للمجتمعات المحرومة.
وقد تطور من مشروع سابق بعنوان «Electric Skin»، كانت تعمل عليه منذ عام 2021 بالتعاون مع الباحثات كاثرين إوالي (فنزويلية -إيطالية، مقيمة في المكسيك)، سيكويا فيشر (الولايات المتحدة)، وبيج بيريلات- بيراتوين (فرنسا).
- صاحبة المشروع تحكي
في هذا الحوار، تتحدث ندى عن تجربتها ووصولها إلى المرحلة النهائية، وحصولها على المركز الثالث قائلة: إن وصولي للنهائيات لا أراه كـإنجاز بالمعنى التقليدي، ويبدو الأمر كما لو كنت أتابع ما أستمتع به دائمًا، لم أتعامل أبدًا مع تخصصي أو عملي كوظيفة، بل كوسيلة للتعبير عن هويتي ومن أريد أن أكون، وما أريد أن أكتسبه من الحياة.
لذا حتى الآن، رغم وصولي إلى المراكز الثلاثة الأولى في «نجوم العلوم»، أشعر وكأنني أتابع مسار حياتي وهذه القناة المختلفة التي قادتني وأتبع فضولي، وأتحدى نفسي، وأتعلم على طول الطريق، وهو ما أسميه باللغة العربية السعي، إنه السعي المستمر الذي يدفعني إلى الأمام.
- دمج العلم والثقافة
وعن دورها كمصممة متعددة التخصصات، أوضحت: يعود الأمر كله إلى دراستي الجامعية في التصميم الداخلي في عام 2014، حيث شعرت أن ما يجذبني في التصميم هو دمج العلم والثقافة والناس والسلوك في مشاريعي في التصميم الداخلي.
على سبيل المثال، أذكر بوضوح أنني في بحث التخرج بدرجة البكالوريوس كنت أركز فقط على الاستجابة لحقيقة أن مقاعد الدرجة الاقتصادية في الطائرات ليست «ملائمة» لجميع الأشخاص في الرحلات الطويلة، وكل ما أردته حل المشكلة في ذلك الوقت، رفض قسم التصميم الداخلي اقتراحي لأنه لا يتناسب مع نطاق القسم، هذا الرفض جعلني أميل إلى نهج أكثر تعددية في دراستي لدرجة الماجستير.
- اهتمامات متعددة
خلال دراستي في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، اكتشفت ببطء هويتي الحقيقية وأدركت أنه من الجيد ألا أتخصص في مجال واحد فقط. لديَّ العديد من الاهتمامات المختلفة لاهتمامي بالسلوك والناس والعلوم والتكنولوجيا والثقافة. حتى مجرد الملاحظة تحمل في طياتها احتمالات لا نهاية لها.
- من هنا بدأت الفكرة
وعن التعاون الذي أدى لتطوير «Electric Skin» ومن ثم «BioVolt»، قالت: بعد حصولي على درجة الماجستير في التصميم، عقدت جلسة «معي» فقط، كنت أجلس في مقهى في الإسكندرية، في مصر، ورسمت أربعة محاور رئيسية تثير اهتمامي حقًا. كان أحد هذه المحاور هو «التصميم الحيوي»، وهنا بدأت البحث عن ورش عمل ومسابقات عبر الإنترنت للتعمق، وفي عام 2021، حضرت مسابقة Biodesign X Google عبر الإنترنت، والتقيت بمؤسسي شركة «Electric Skin» - كاثرين إوال، سيكويا فيشر، وبيج بيريلات-بيراتوين، وتناغمت مع الفريق.
وقد انجذبت إلى كيفية توظيف هذا الاتصال العاطفي مع الإلكترونيات، على سبيل المثال، كيف نكوّن ارتباطات مع هواتفنا وكيف «تتقدم» هذه الأجهزة في العمر بمرور الوقت، وساعدتني العقلية في تقبّل الجديد وغير المتوقع، والأشخاص الجدد ووجهات النظر الجديدة في تشكيل هويتي كمصممة وفي متابعة المشاريع التي تثير حماسي.
وقد بدأت العمل على مشروع «Electric Skin»، لم أفهم كلمة واحدة من العلوم، ولكنني انغمست في الموضوع، علمت نفسي ما أحتاج معرفته، ووثقت أنني سأجمع التفاصيل تدريجياً.
مررت بتجارب مشابهة أثناء مشاركتي في «نجوم العلوم»، وكان عليَّ أيضاً الجلوس مع الموجهين، الأطباء، المتخصصين، والباحثين، وفهم آرائهم وتوجيهاتهم وتطبيقها.
وبدأت القصة عندما زرت دبي لعرض مشروع «Electric Skin» في مؤتمر COP 28، ضمن جلسة «Prototype for Humanity». هناك التقيت بأحد خريجي «نجوم العلوم»، وبدأ يتحدث بشكل عابر عن الفوائد التي يقدمها البرنامج.
وخريج «نجوم العلوم» الذي قابلته في دبي أرسل مقطع فيديو لمشروع «Electric Skin» إلى البرنامج، ويبدو أن المشروع أعجبهم. عندها بدأت أفكر بالأمر بجدية، وكان قرار التقدم للمسابقة قراراً جماعياً.
- تطور المشروع
وعن تطور المشروع أوضحت: تغيرت نظرتنا عندما عرضت المشروع على لجنة التحكيم وأبدوا إعجابهم به، كان ذلك نقطة تحول كبيرة، حتى أن كاثرين سافرت إلى الولايات المتحدة لجمع البروتينات اللازمة لتطوير البحث، ثم سافرت إلى قطر. عملنا معاً وأنجزنا قدرًا شبه مستحيل من العمل في وقت قصير جداً.
قبل «نجوم العلوم»، كانت تقنيتنا قادرة على توليد 0.7 فولت من قطعة صغيرة بحجم 0.5 × 0.5 سم. خلال البرنامج، تمكنا من تطويرها لتوليد 8 فولت، وتمكنا من تخزين الطاقة وتشغيل جهاز بها.
وهي لحظات شعرت فيها فجأة بثقل تمثيل الفريق بأكمله، عندما انضمت إليَّ كاثرين في قطر – بعد تأهلنا إلى المراكز الخمسة الأولى – تشاركنا عبء العمل، ولم يعد الأمر يتعلق بالتكنولوجيا أو التصميم أو المنتج، بل أصبح حول كيفية ملاءمتنا للسوق.
- كل يوم تجربة تعليمية
وقالت: كان كل يوم تجربة تعليمية جديدة، رغم أنني كنت أقوم بمشاريع تصميم أخرى في نفس الوقت، وكانت مشاريعي جزءاً من بينالي «دوحة التصميم» وبينالي «غوانغجو» الكوري الذي أقيم هذا العام.
ويأمل المرء دائماً في الفوز حتى بدء التصويت، كان الأمر يتعلق بالمشروع والتقنيات وتحقيق منتج قابل للتسويق. لكن عندما بدأت حملة التصويت، أصبح الأمر شخصياً أكثر. لم يعد الأمر متعلقًا فقط بشركة «Electric Skin» وزميلاتي الباحثات؛ بل أصبح يتعلق بي، وبتمثيلي لجامعة فيرجينيا كومنولث في قطر، وتمثيل بلدي الأم، قطر، وتمثيل المكان الذي جئت منه في الأصل، مصر.
وأشارت إلى أنها كانت تجربة لا تُصدق، فقد درّس لي الدكتور خالد مادة عن «الطاقة» في عام 2014، وها نحن في عام 2024، بعد عشر سنوات بالضبط، ننتج الطاقة حرفيًا.
كان أمرًا مريحًا وجوده كمرشد لي خلال «نجوم العلوم». رؤية شخص مألوف جلبت لي شعوراً بالهدوء والطمأنينة. كنت أستطيع أن أرى في نظراته أنه فخور بي، وكان هذا يعني الكثير.
وبالطبع، كانت المهارات العملية في التصنيع التي تعلمتها في جامعة فرجينيا كومنولث في قطر مفيدة للغاية عندما بدأنا مشروع «BioVolt».
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية