الخميس 7 نوفمبر 2024 06:22 صباحاً
نافذة على العالم - عربي ودولي
8
صنعنا التاريخ وتخطينا عقبات لم يظن أحد أنها ممكنة..❖ واشنطن - أ ف ب
نجح دونالد ترامب في العودة إلى البيت الأبيض في فوز بدون منازع أثار مفاجأة واسعة في الولايات المتحدة ترددت أصداؤها عبر العالم. وتعد عودة ترامب استثنائية بشكل إضافي لأن حملته الثالثة تخللتها محاولتا اغتيال وأربع لوائح اتهام وإدانة جنائية. لكن انتصاره في السباق كان واضحا وسريعا، حيث فاز بالولايتين المتنازع عليهما، كارولاينا الشمالية وجورجيا، خلال ساعات قليلة، قبل أن تعطيه بنسلفانيا وويسكونسن الدفع النهائي.
وكان ترامب فجّر في العام 2016 أكبر مفاجأة سياسية في التاريخ الأمريكي الحديث بفوزه برئاسة الولايات المتّحدة.
واستبق ترامب النتائج الرسمية أمس وتوجّه إلى أنصاره ما إن تأكد من فوزه، بالقول «صنعنا التاريخ لسبب الليلة، والسبب أننا ببساطة تخطينا عقبات لم يظن أحد أنها ممكنة»، ووعد بـ «مساعدة البلاد على الشفاء».
ويبدو الرجل البالغ 78 عاما، والذي أعلنت نهايته السياسية أكثر من مرة، ووُجّهت إليه تهم جنائية، وصدرت في حقّه أحكام وغرامات ومحاولات عزل، اليوم، وكأنه لا يُقهر.
ويعتمد ترامب على «حدس» سياسي لطالما تباهى به، وبقدرة على تجاوز كل القواعد المعمول بها، ونجح في تخطي كل الصعوبات، الواحدة تلو الأخرى.
في العام 2016، قال جملة أصبحت شهيرة في ما بعد جاء فيها «يمكنني أن أقف في وسط الجادة الخامسة وأطلق النار على أحدهم، من دون أن أخسر مقترعا واحدا».
وبعد الهجوم الذي شنّه أنصاره على مبنى الكابيتول حيث مقرّ الكونغرس بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها جو بايدن، تخلّى عنه العديد من قيادات وأعضاء الحزب الجمهوري، لكنه استعاد في أربع سنوات، السيطرة التامة على حزبه. وخلال مؤتمر الحزب الجمهوري في يوليو الماضي، تفرّج ترامب على مناهضيه السابقين يتناوبون على المسرح للثناء عليه.
كما شاهد بفخر المئات من أنصاره يضعون ضمادة بيضاء على آذانهم تضامنا معه بعد تعرّضه لإطلاق نار في بنسيلفانيا. وستبقى صورة دونالد ترامب، وهو ينهض عن الأرض مدمّى الوجه وقد رفه قبضته متحدّيا، من أكثر اللحظات تحديا في حملته الانتخابية الثالثة. وتحوّلت صرخته، وهو يتوجّه إلى أنصاره، بينما يساعده عناصر أمن على الخروج من المكان «ناضلوا، ناضلوا، ناضلوا»، إلى شعار يهتف به أنصاره في التجمعات الانتخابية، معبّرين عن قناعتهم بأن ترامب يفهم واقعهم اليومي أكثر من أي كان. وحين وصوله إلى السلطة في نوفمبر 2016 في سيناريو سياسي غير مسبوق قلّما توقّعه أحد، شاهد الأمريكيون، بتعجّب أو صدمة أو خوف أو كل هذه المشاعر مجتمعة، خلال السنوات الأربع التي قضاها في «1600 شارع بنسلفانيا»، رئيسا متفلّتا من كلّ القيود والمعايير.
وتحت شعار «أمريكا أولاً»، كان ترامب مرّة تلو مرّة أبعد ما يكون عن الدبلوماسية، لم يتوانى عن اعتماد المواقف المتشدّدة حتى مع حلفاء الولايات المتّحدة، وخاض تصعيدا خطيرا مع إيران، وأبدى إعجابا مقلقا بزعماء استبداديين من أمثال فلاديمير بوتين وكيم جونغ-أون، ووجّه ضربة قاسية إلى الجهود العالمية لمكافحة التغيّر المناخي.
ولم يتردّد في مهاجمة الإعلام. وهو الرئيس الأمريكي الوحيد الذي وجّه إليه مجلس النواب مرتين لائحة اتّهام وأحاله على مجلس الشيوخ لمحاكمته بقصد عزله.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية