الخميس 7 نوفمبر 2024 06:22 صباحاً
نافذة على العالم - محليات
6
ضمن المحاور لقمة «ويش» 13 الجاري..❖ الدوحة - الشرق
قال الدكتور محمد مصطفى غالي، أستاذ الدراسات الإسلامية وأخلاقيات الطب الحيوي في مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق بكلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة: إن الذكاء الاصطناعي يعد من أهم محطات التقدم الحضاري الراهن.
وعلى سبيل التطور التقني الذي تمثل في أطفال الأنابيب، والتخصيب الصناعي، أو الاستنساخ أو الخلايا الجزئية، وتشعّب تطبيقاته التي أحدثت ثورة في عالم التكنولوجيا، فإن الذكاء الاصطناعي يرقى من حيث الأهمية إلى اكتشاف الكتاب، أو الطباعة، أو الرقمنة أو حتى الانترنت، وهو وجه من أوجه التقدم التقني.
وسيخصص مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش)، إحدى مبادرات مؤسسة قطر، الذي سيعقد نسخته السابعة في الدوحة يومي 13 و14 نوفمبر 2024 إحدى جلساته لتعميق النقاش بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية.
و من بين التقارير التي سيجري إصدارها في القمة يحمل عنوان «الذكاء الاصطناعي وأخلاقيات الرعاية الصحية: وجهات نظر إسلامية بشأن المساءلة الطبية»، التقرير يبرز مدى إسهام تقنيات الذكاء الاصطناعي في المساعدة على التشخيص والعلاج وتقديم الرعاية الشاملة للمرضى، علاوة على استكشاف التحديات الأخلاقية التي يمثلها الذكاء الاصطناعي، لا سيما في سياق المساءلة الطبية، كما يتوسع التقرير في بحث إشكالية تحديد المساءلة الطبية من منظور التقاليد الأخلاقية والإسلامية.
من جانبها، قالت مها العاكوم، مدير البحوث وتطوير السياسات بالإنابة في مؤتمر (ويش): إن تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من عملية التشخيص والعلاج ورعاية المرضى، وينبغي التأكد من أن هذه الابتكارات تحترم المعايير الأخلاقية.
وأضافت: توفر أخلاقيات الطب الحيوي الإسلامي إطارًا قيّمًا لدراسة المسؤوليات الأخلاقية لمقدمي الرعاية الصحية والمطورين والمؤسسات، ومع استمرار الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل منظومة الرعاية الصحية.
فقد أصبح من الضروري معالجة التبِعات الأخلاقية التي ترافق هذه التحولات العميقة.
في هذا الخصوص، أشار الدكتور غالي إلى أن سطوة الذكاء الاصطناعي على العلوم والطب آخذة في التغلغل في مختلف العلوم، لافتًا إلى أنه لا غرابة أن خمسة علماء فازوا هذا العام بجائزة نوبل للعلوم في مجالي الكيمياء والفيزياء، وذلك نظير أبحاثهم وإسهاماتهم العلمية في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
وأوضح أن هذا الجيل المتطور من التكنولوجيا فرض وجوده بقوة في المجال الطبي من خلال تطبيقات مختلفة، منها على سبيل المثال لا الحصر، تحليل الصور والأشعة الطبية والتشخيص الطبي وتسهيل الخدمات الإدارية في المستشفيات، بل إن الروبوتات المبرمجة صارت تتولى إجراء عمليات جراحية دقيقة واقتراح نوعية الدواء الأمثل الذي يمكن للطبيب صرفه إلى المريض.
وأوضح الدكتور محمد غالي: أن الدور الذي يضطلع به الذكاء الاصطناعي على مستوى منظومة الرعاية الصحية يشكل مصدر قلق وتوجّس، لا سيما في شقه المتعلق بالمسؤولية الطبية في حال وقوع خطأ طبي.
وأقر أن العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي ذات الصلة بالرعاية الصحية تعطي نتائج دقيقة وموثوقة إلى حد كبير، كالمساعدة في التشخيص وتحليل الصور الطبية، والجراحة بمساعدة الروبوتات، وإعطاء نتائج التحاليل الطبية.
في إطار العلوم الإسلامية والشرعية، قال د. غالي: إن الأصل هو حرمة الاعتداء على الجسد لأنه بنيان الله عز وجل؛ وعليه، فلا يُستحل التدخل في الجسد إلا لسبب شرعي مقبول بناء على معرفة طبية. وأبرز أن المسؤولية الطبية في الإسلام تقوم على ثلاثة عناصر رئيسية: أولها الله سبحانه وتعالى بوصفه خالق الجسد؛ العنصر الثاني هو المريض، الذي له سلطة على جسده، لكنها ليست سلطة المالِك، بل سلطة المؤتمَن. أما العنصر الثالث فهو الطبيب، الذي يتدخل في الجسد بناءً على موافقة العنصرين السابقين، بما يراعي المصلحة المنشودة.
وأكد أن التحدي المطروح بخصوص الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته الصحية هو اعتماده على البيانات المتاحة ومدى موثوقيتها وتنوعها وشمولها، وشدد على أن أهم تطور وتغيير أحدثه الذكاء الاصطناعي على منظومة الرعاية الصحية هو أن المسؤولية الطبية تحولت من مسؤولية فردية.
فالعملية العلاجية هي الركن الأساسي فيها هو الطبيب وعلاقته المباشرة بالمريض، إلا أن تدخل الآلة المدعومة بكم هائل من البيانات يمكن أن يفضي إلى حصول خطأ طبي بدرجات مختلفة، وإن اختيار البيانات، التي تعد وقود الذكاء الاصطناعي، تحدد في كثير من الأحيان طبيعة النتائج التي يتعامل معها الأطباء.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
المصدر : محليات قطر : حوار ساخن حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في الصحة