الثلاثاء 29 أكتوبر 2024 06:52 صباحاً
نافذة على العالم - عربي ودولي
36
جنود الاحتلال يضعون السكان بين خيارين: النزوح أو القتل..❖ غزة - محمـد الرنتيسي
تبدو غزة في حال يشبه «هيروشيما» اليابانية عندما ألقيت عليها القنبلة الذرية قبل نحو 80 عاماً، بعد قصف مراكز إيواء النازحين المحاصرين في شمال غزة، النار تشتعل في الخيام البدائية بعد قصفها بالقذائف الحارقة، والنازحون يتراكضون على غير هدى، كل يهيم على وجهه ولا يعرف إلى أين يذهب.
عداد الشهداء يرتفع بسرعة جنونية، وموجات جديدة من النازحين من جحيم الحرب، التي تؤجج نيرانها طائرات «كواد كابتر» الإسرائيلية، وهي تصب طوفان من القذائف الحارقة نحوهم.
غزة الحرب ليست في أحسن أحوالها، فقد ضاقت مساحتها بالفارين من الحرب الضروس، وبات الناس يفترشون أرصفتها، طلباً للأمان المفقود في منازلهم أو «خيام نومهم» الأكثر عرضة للاستهداف بالقصف، وبدت شوارعها وساحات مدارسها بالنسبة لهم الأرض والسقف. ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها مراكز إيواء النازحين في شمال غزة، إذ داهمتها غارات الاحتلال غير مرة، وسقط في ساحاتها المئات من الشهداء وأضعافهم من الجرحى، الفارين من حزام النار الذي يزنرها.
تخطت الحرب حاجز الـ386 يوماً، بعد أن ظن كثيرون بأنها موجة تصعيد عابرة، وسرعان ما تنتهي كسابقاتها، فإذا بها تنفجر حرباً ولا كل الحروب، فمغول العصر أحرقوا غزة، فيما مضى عداد الشهداء مسجلاً أرقاماً مرعبة، وسط تدافع المؤشرات المقلقة، بأن قطار الحرب انطلق ومن الصعب ايقافه.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على البشرية والإنسانية في شمال غزة، مستهدفة الإنسان والعمران، والقضية الفلسطينية، بحسابانها الهدف الاستراتيجي الأكبر، الذي يسعى كيان الاحتلال لتصفيته والنيل منه.
وتصاعدت جرائم ومجازر جيش الاحتلال في شمال قطاع غزة، لا سيما في مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا، عرفت بعض هذه الجرائم وكشف عن فصولها وتفاصيلها، فيما لا زالت جرائم أخرى مجهولة، بعد قطع كل خدمات الاتصال، وحسب شهادات المواطنين، يجري قصف المنازل المأهولة بقسوة، ويقضي مواطنون تحت الركام، دون أن تصل إليهم الأطقم الطبية.
نازحون تمكنوا بصعوبة من مغادرة مخيم جباليا، أفادوا لـ»الشرق» أن الجرائم المروعة التي يقارفها جيش الكيان داخل المخيم لا يستوعبها عقل بشر، فالجنود يضعون الأهالي بين خيارين لا ثالث لهما: النزوح أو القتل، ومن يختار النزوح يتعرض للإعدام الميداني لمجرد الخروج من بيته!.
يقول المسن علي الحوراني: «هناك جثث في الشوارع، وجرحى تحت الركام لا أحد يستطيع الوصول إليهم، لقد عاصرت العديد من الحروب مع الاحتلال، لكن ما يجري حالياً في شمال غزة، غير مسبوق في تاريخ الشعب الفلسطيني، الموت يجوب البيوت والخيام والشوارع ويخيم على الأرجاء». وأضاف: «ننام في ظلام دامس، ونعاني الجوع والعطش، وجنود الاحتلال يتعمدون إرهاب النساء والأطفال، ومن تكتب له النجاه من إرهابهم، يواجه الموت بالجوع، الناس تعيش في حالة هلع لم يسبق لها مثيل». بينما تروي سلطانة حمودة (52) عاماً: «يطلب منا جيش الاحتلال النزوح باتجاه وادي غزة، ويأمرنا بالتحرك بسرعة، ولكن الدمار الذي يملأ الشوارع يعيق حركتنا، فيصب غضبه علينا ويطلق النار نحونا بصورة جنونية». وتابعت وبالكاد كانت تلتقط أنفاسها: «هذه المشاهد لا نراها إلا في أفلام الرعب، وجيش الاحتلال يعمد إلى حرق ما تبقى من مواد غذائية في مراكز الإيواء، وتدمير خطوط المياه، لجعل الحياة مستحيلة».
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
المصدر : أخبار قطر : شمال غزة.. أهوال «هيروشيما» تستوطن المكان