الأحد 4 أغسطس 2024 08:34 صباحاً
نافذة على العالم - عربي ودولي
50
لماذا تحول مسلمو بريطانيا إلى الهدف السهل لليمين المتطرف؟
لندن - هويدا باز
تطرح مخاوف المسلمين في بريطانيا من التظاهرات غير المسبوقة لليمين المتطرف، والتي يخطط لها في العاصمة لندن وعدة مدن أخرى إشكالية تحول المسلمين في بريطانيا والمجتمعات الغربية بشكل عام، إلى النقطة الأضعف التي يسعى اليمين الشعبوي إلى استهدافها مع ظهور أية مشكلة حتى وإن كان أبناء الجالية المسلمة غير مسؤولين عنها. وقبيل تظاهرات اليمين المتطرف التي يخشى كثيرون من أن تتحول إلى العنف، شددت المساجد في عموم المملكة المتحدة من إجراءاتها الأمنية في العاصمة لندن وعدة مدن بريطانية أخرى، وقال المجلس الإسلامي في بريطانيا إن مئات المساجد اتخذت تدابير وقائية، مثل فحص النوافذ والأبواب واستقدام موظفي أمن إضافيين، قبل عطلة نهاية الأسبوع.
ولا أحد يعرف حتى الآن لماذا يصب اليمين المتطرف جل نقمته وغضبه على الجالية الإسلامية في بريطانيا، والتهديد باستهداف المساجد خلال الأيام القادمة، بعد حادثة الطعن التي شهدتها بلدة «ساوث بورت» شمال غربي البلاد، والتي استغلها اليمين الشعبوي المتطرف وأنصاره للخروج في مظاهرات تخللتها أعمال عنف واستهداف مسجدين في البلدة، بعد تداول أخبار كاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن هوية القاتل والقول بأنه مسلم.
وكانت الشرطة البريطانية قد ألقت القبض على شاب يبلغ من العمر 17 عاما يوم الاثنين 29 يوليو، بعد أن تمكن من قتل ثلاث فتيات صغيرات وإصابة أحد عشر آخرين بجروح بينهم ستة أطفال في هجوم وحشي بسكين في ساوثبورت شمال إنجلترا، أثناء حضور الأطفال حفل رقص ويوجا كان يحمل عنوان «تايلور سويفت»، غير أنه وقبل الإعلان عن هوية واسم الشاب مرتكب الجريمة ووفقا لصحيفة التايمز، فإن موقعا اخباريا غامضا نشر خبرا يفيد بأن منفذ الجريمة مسلم وطالب لجوء، وهو ما أدى إلى أعمال عنف قام بها أنصار اليمين المتطرف في ساوثبورت القريبة من ليفربول.
وقالت صحيفة «التايمز» البريطانية في تقرير لها إن «القناة 3 ناو» -وهي موقع إخباري روسي مزيف- نشرت معلومات مضللة عبر الإنترنت، ألقت فيها باللوم «زورا» في حادثة الطعن الجماعي للأطفال على طالب لجوء وهمي مدرج على قائمة المراقبة الأمنية.
وقد دفع الخبر المزيف المئات من أنصار اليمين المتطرف إلى الخروج إلى شوارع «ساوثبورت» يوم الثلاثاء 30 يوليو، حيث قاموا بأعمال عنف اعتدوا خلالها على رجال الشرطة،واستهدفوا مسجد البلدة حيث أحرقوا جانبا منه، بينما خرج أنصار اليمين المتطرف ليلة الأربعاء التالي ليستهدفوا بهجومهم بلدة «هارتلبول « في الشمال الشرقي من بريطانيا.
وقد استدعى تفجر أعمال العنف الكشف عن اسم وهوية القاتل القاصر الذي عُرض أمام محكمة ليفربول القريبة من «ساوثبورت» الخميس الماضي، في الوقت الذي توعّد فيه رئيس الحكومة البريطانيّة «كير ستارمر»، بعد اجتماعه مع قادة الشرطة، بملاحقة مثيري الشغب متعهدًا بعدم السماح لانهيار القانون في الشوارع.
ويحشد أنصار اليمين المتطرف، وعلى رأسهم رابطة الدفاع الإنجليزيّة، لخروج مزيد من المظاهرات خلال الأيام القليلة القادمة، وعبّر العديد من قيادات المجتمع المسلم في بريطانيا عن قلقهم جراء استهداف المساجد، واستغلال هذه الحادثة من طرف عناصر اليمين المتطرف، في حين خرجت دعوات إلى قوات الشرطة، من أجل تكثيف الدوريات خارج المساجد وأماكن إقامة طالبي اللجوء، وسط خطط لتنظيم ما لا يقل عن 19 مظاهرة لليمين المتطرف في جميع أنحاء بريطانيا في الأيام المقبلة.
مساحة إعلانية
المصدر : أخبار قطر : لماذا تحول مسلمو بريطانيا إلى الهدف السهل لليمين المتطرف؟