الأحد 4 أغسطس 2024 08:34 صباحاً
نافذة على العالم - محليات
70
برامج إبداعية تصنع جيلاً متمكناً من لغته..الأنشطة الصيفية تحيي جماليات اللغة العربية
وفاء زايد
مبادرات شبابية لإعادة العربية إلى المشهد الرقمي
الاهتمام بجماليات اللغة يقلل من إدمان الشباب على الإنترنت
برامج للأطفال للغة وسرد الحكايات وكتابة النثر والشعر
أكد مختصون أن اهتمام المؤسسات المحلية، من مراكز وأندية، باللغة العربية ينبع من عمق وأصالة الدولة، وسعيها للحفاظ على هوية ومكانة اللغة كرمز للحضارة والتاريخ وركيزة أساسية في التنمية البشرية. فاللغة العربية تُعد مصدراً للنمو النفسي والذهني والاجتماعي والسلوكي. وأشاروا إلى أن العديد من المراكز الشبابية والمدارس، خلال الإجازة الصيفية، بدأت في تطبيق مناهج عملية لتعزيز اللغة العربية، متجاوزة الاقتصار على المحاضرات التقليدية.
وأوضحوا في لقاءات مع «الشرق» أن الأنشطة الصيفية التي تعنى بجماليات اللغة العربية تشمل مجموعة متنوعة من الفعاليات، مثل دورات في الخطوط العربية وأنواعها، ومحاضرات عن الشعر والنثر والتأليف، وسرد الحكايات، وكتابة القصص القصيرة، وصياغة الخواطر. وتهدف هذه الأنشطة إلى تعزيز الاهتمام المجتمعي باللغة العربية، وضمان عدم تأثر مستويات التعليم لدى الأطفال، أو انحراف تركيزهم نحو اللغات الأجنبية. ويعتبر هذا النهج محفزاً للنشء على التعبير بالألفاظ والتراكيب والخيال اللفظي، إضافة إلى التعبير عن الأحاسيس والأفكار، وهي أداة فعّالة للتواصل والتعارف بين المجتمعات. وأشار المختصون إلى التحديات التي تواجه اللغة العربية، والتي تشمل عدم اهتمام بعض المجالات بالبحث العلمي باللغة العربية، وتأثير اللهجات على الكتابة بالفصحى، وقلة المحتوى اللغوي العربي على شبكة الإنترنت، إضافة إلى عدم اعتماد اللغة العربية بشكل كافٍ في الفضاء الرقمي. وأكدوا أن هذا الوضع يتطلب جهوداً مكثفة من الشباب أبناء اللغة لترسيخ مكانتها وقيمتها عبر الفضاء الرقمي.
يوسف شلار: بيئة حاضنة للمواهب الإبداعية
قال السيد يوسف شلار المدير التنفيذي لأكاديمية الخط العربي: إنّ قطر رائدة في مجال الفنون والثقافة ورعاية وتعزيز الانتماء للهوية العربية والإسلامية.
وحيث إن الخط العربي يعتبر الهوية البصرية للغة العربية، جاء الاهتمام به كمكون أساسي من مكونات الهوية.
فالخط هو الذي نقل لنا العلوم والدراسات عبر الزمن، وزين القصور والمساجد، ولا تزال نقوش الحضارة الإسلامية شاهدة على ذلك الرقي والإبداع، وتأتي مسابقة الرقيم لتؤكد على اهتمام الدولة بفنون الهوية العربية، وتشجيع المهتمين بها في كافة أنحاء العالم لممارسة هذا الفن والتعبير به بأبهى صورة
وجدير بالذكر أن اليونسكو قد أدرجت فن الخط العربي ضمن قائمة التراث الإنساني غير المادي، وبذلك يكون الخط العربي قد وصل إلى العالمية، كفن للتعبير الذاتي والثقافي.
وقال: نشهد في الفترة الأخيرة تزايد الاهتمام بفنون الخط العربي والزخرفة الإسلامية، وهذا مؤشر لأهمية واستقلالية هذه الفنون وفرادتها وتميزها، وهنا يأتي دور المؤسسات الثقافية والتعليمية من خلال توفير دروس وورش ودورات تدريبية تعتمد على مناهج علمية تحت إشراف مدربين متخصصين لتنمية وصقل المهارات لدى الطلاب، ويصبح لدينا خطاطون وخطاطات من قطر قادرون على المنافسة في المسابقات الدولية، كمسابقة الرقيم وغيرها، وهذه الجهود لا تكتمل إلا بتوفر البيئة الحاضنة للمواهب الإبداعية ودعمهم لمواصلة مسيرة التطور والإبداع.
محمد المحمدي: تدريب النشء على التعبير وتحسين الخط
أكد السيد محمد حسن المحمدي أنّ انتشار الأنشطة الصيفية التي تعنى باللغة العربية نابع من اهتمام الدولة بها، والجهود المجتمعية التي تركز عليها في كل المحافل.
وقال إنّ الندوات والدورات التي تعنى باللغة العربية تشجع الأطفال على الاهتمام بالكتابة العربية وتحسين الخطوط والتعبير بلغة سليمة في مواقع التواصل الاجتماعي وتساعدهم على تصحيح الخطأ من خلال الممارسة والتعلم.
وأضاف أنّ الفعاليات المتنوعة التي تتناول اللغة من الخط العربي والقصص وكتابة الروايات تساعد الشباب على إيلاء الاهتمام بالكتابة وتحسين خطوطهم والتعبير بأسلوب علمي خال ٍ من الأخطاء عن رغباتهم ويومياتهم، وهذا يقلل من الاعتماد على التكنولوجيا في الكتابة أو بعض المواقع التي تقدم صياغة إلكترونية جاهزة في الأبحاث والكتابة. وأكد أنّ القرآن الكريم بكل ما يحويه من أساليب بيانية وتراكيب لغوية وقصص وإرشادات وتوجيهات هو السبيل لتحسين الذائقة اللغوية والتعبير اللساني القويم، وبالتالي ينعكس على أي فرد عندما يهم بكتابة محتوى إلكتروني أو ينشر قصة أو واقعة أو موقف عبر شبكة الإنترنت.
آلاء الحمد: العربية علاج نفسي وذهني وآفاق للخيال
أوضحت السيدة آلاء هيثم الحمد أنّ اهتمام الدولة باللغة العربية لا يقتصر فقط على تعزيزها في المناهج الدراسية، بل يتجلى أيضاً في مختلف جوانب الحياة اليومية، من خلال الفنون والتراث والندوات الثقافية التي تحتفي بجماليات الخط العربي. وأشارت إلى أنّ هذه الفعاليات تتيح للأسر فرصةً لا تعوّض للتعرف على أنواع الخطوط العربية، واستكشاف تاريخها العريق، وتعلم فنون رسمها، والتعبير عنها بأساليب مبتكرة.
وأردفت أنّ جماليات اللغة العربية لا تقتصر على كونها وسيلة للتواصل، بل هي أيضاً غذاء للروح وراحة للذهن، تساهم في تخفيف الضغوط الحياتية. فاللغة العربية، بما تحتويه من بحور شعرية وأدبية وقصصية، تفتح آفاقاً واسعة للأمل والتفاؤل، وتوفر مجالاً رحباً للتعبير عن الذات عبر القراءة والاطلاع، وارتياد المكتبات، والمشاركة في الأنشطة التي تحتفي بهذه اللغة الغنية والمتنوعة.
المحامي خالد الساعور: قطر أفردت قانوناً خاصاً لحماية اللغة
أكد المحامي خالد الساعور أنّ الدولة تولي اهتماماً بالغاً بعلوم اللغة العربية، وقد أفردت لها في منظومتها القانونية العديد من المواد والإجراءات التي تحافظ عليها من خلال ضوابط فاعلة، منوهاً أنّ القانون رقم 7 لسنة 2019 بشأن حماية اللغة العربية وضع مواد مشددة في كيفية استخدام اللغة في المكاتبات الرسمية وعقوبات رادعة بحق المخالفين.
وقال إنّ قطر من الدول القليلة التي أفردت قانوناً خاصاً للغة العربية بهدف حمايتها والحفاظ على مكوناتها، فالمادة 2 من القانون تنص ( تلتزم الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى والهيئات والمؤسسات العامة باستعمال اللغة العربية في اجتماعاتها ومناقشاتها، وفي جميع ما يصدر عنها من قرارات ولوائح تنظيمية وتعليمات ووثائق وعقود ومراسلات وتسميات وبرامج ومنشورات وإعلانات مرئية أو مسموعة أو مقروءة وغير ذلك من معاملات، ويسري حكم الفقرة السابقة على الجمعيات والمؤسسات الخاصة، والمؤسسات الخاصة ذات النفع العام، والجهات التي تمول موازناتها من الدولة).
كما تنص المادة 8 أنه ( تسمى بأسماء عربية الشركات، والمؤسسات ذات الأغراض التجارية والمالية والصناعية والعلمية والترفيهية أو غير ذلك من الأغراض، ويجوز للشركات والمؤسسات العالمية والمحلية التي يكون لأسمائها الأجنبية أو أسماء منتجاتها شهرة عالمية ذات علامة مسجلة، أن تحتفظ بالاسم الأجنبي، على أن يتم كتابته باللغة العربية إلى جانب اللغة الأجنبية). وأشاد بجهود المؤسسات المحلية الشبابية والثقافية التي تعمد إلى وضع خطط صيفية تعنى بالثقافة العربية والخط العربي واللغة بكل جمالياتها، فهذا يحفز الأطفال للتعرف على أصالتهم وعروبتهم وتاريخهم من خلال مجد وتاريخ اللغة العربية.
مساحة إعلانية
المصدر : أخبار قطر : مختصون ولغويون لـ "الشرق": الأنشطة الصيفية أحيت جماليات اللغة العربية