الأحد 31 مارس 2024 01:54 صباحاً
عربي ودولي
596
الجيش السوداني
الدوحة – موقع الشرق
تتوسع الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لتشمل، إلى جانب العاصمة الخرطوم، مدناً أخرى غرب وشرق السودان، بعد إحراز الجيش انتصارات بارزة منذ بداية شهر رمضان الجاري، ما يثير تساؤلات عن أسباب التطورات السريعة تلك.
بعد تقدم الجيش السوداني بأمدرمان، فإن أبرز المناطق التي تشهد تصعيداً عسكرياً إلى جانب الخرطوم، هي: مدن الفاشر (غرباً، ولاية شمال دارفور) وبابنوسة (جنوباً، ولاية غرب كردفان) والفاو (شرقاً، ولاية القضارف).
شهدت جبهات القتال، قبل شهر رمضان، هدوءاً نسبياً، إلا أنه منذ بداية الشهر، أعلن الجيش السوداني انتصارات عدة على قوات الدعم السريع، لا سيما في مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم، خرطوم بحري، أم درمان).
تركزت أغلب الانتصارات تلك في مدينة أم درمان، لا سيما بعد إعلان الجيش السوداني السيطرة على مقر الإذاعة والتلفزيون في منطقة أمدرمان القديمة، التي كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ بدء الاشتباكات في الخرطوم في 15 أبريل/نيسان 2023.
يرصد في هذا التقرير أسباب تقدم الجيش السوداني بأمدرمان، بعد أن شهد انتكاسات كبيرة لا سيما في غرب السودان، وتحديداً بولايات إقليم دارفور، وانسحاب محمياته العسكرية منها، إلى جانب انسحابها كذلك شرقي البلاد، وتحديداً من ولاية الجزيرة، ليستعيد السيطرة على العديد من المناطق لا سيما في العاصمة الخرطوم، بحسب عربي بوست.
كما يسلط الضوء على دور الطائرات المسيّرة، في إحراز التقدم العسكري للجيش السوداني على قوات الدعم السريع، كما أوردته مصادر عسكرية خاصة من الجيش.
محاور تقدم الجيش السوداني بأمدرمان
أفادت مصادر عسكرية في الجيش السوداني في أمدرمان لـ"عربي بوست"، بأن عناصره "طوال هذه الأشهر الأخيرة من الحرب، بدأوا في الزحف الواسع من محورين أساسيين في منطقة أمدرمان، انتهت بعملية تحرير الإذاعة وأمدرمان القديمة".
لكنها أوضحت أنه "لا تزال هناك عملية هجوم مستمرة ضد قوات الدعم السريع في هذه المدينة، ابتداء من منطقة كرري العسكرية في شمال أمدرمان، حيث تحرك الجيش هناك في كل الأحياء الشمالية والشرقية للكلية الحربية، إلى أن وصلت تلك التحركات إلى أحياء ومناطق المدينة في أمدرمان".
مدينة أمدرمان
إلى أن وصل الجيش بالقرب من المستشفى "السعودي"، ليسلك طريقين رئيسيين غرباً إلى تقاطع شارع الجميعاب في غرب السوق الشعبي في أم درمان، إلى المستشفى الصيني في الناحية الجنوبية الغربية المحاذية للسوق، كأقرب نقطة إلى جسر ود البشير من الناحية الغربية.
بعد ذلك، تحرك الجيش في المحور الآخر من الناحية الشرقية للمستشفى السعودي، إلى أن وصل حي العرب شرق السوق الشعبي وسوق أمدرمان، ومستشفى الحوادث، وحوش الخليفة، ليتحرك في مجموعات مشاة لتمشيط حي الملازمين وابروف وبيت المال، وصولاً إلى منطقة بانت في أمدرمان، بالقرب من مستشفى التجاني الماحي، ومبنى محلية أمدرمان ودار الرياضة.
أوضحت أن التحركات السابقة، مهدت لتشكيل حصار لمقر الإذاعة والتلفزيون، وتطويق مبانيها من 3 اتجاهات رئيسية، غرباً، وشمالاً، وجنوباً.
دور المسيّرات في إحراز الانتصارات
كشفت المصادر العسكرية من الجيش السوداني، عن دور حاسم للطائرات المسيرة التي استخدمها الجيش في عملياته الأخيرة ضد قوات الدعم السريع، لا سيما في منطقة أمدرمان في العاصمة الخرطوم.
رفضت المصادر الكشف عن مصدر هذه الطائرات، إن كانت تركية أو إيرانية أو غيرها، مؤكدة حصول الجيش السوداني من خلال صفقات مع "دول صديقة" للحصول على عدد من المسيّرات التي ساهمت في إحداث تغيير ميداني لصالح الجيش.
لفت كذلك إلى أن استخدام الجيش السوداني للمسيرات في حربه ضد قوات الدعم السريع، ليس بالجديد، ولكن التطورات الأخيرة على الأرض، كان لاستخدامها دور مهم.
في المقابل، قال إبراهيم المخير، مستشار قائد قوات الدعم السريع، لـ"عربي بوست"، إنه "فيما يخص المسيّرات الإيرانية، هناك ضجة مبالغ فيها حول هذا السلاح، فلقد أسقطت قوات الدعم السريع أكثر من 70 طائرة حربية كانت تقصف المناطق المدنية، ولا يزال مقاتلونا يسقطون المسيّرات الإيرانية باستمرار"، وفق قوله.
وقال: "خسائر قواتنا بسبب المسيّرات في أمدرمان تُعدّ لا تذكر، ولا تقارن بالنسبة للمدنيين"، متسائلاً: "ما الذي تعنيه عدة مركبات طائرة مسلحة لا تتجاوز عدد أصابع اليد، في حين أن قوات الدعم السريع لديها في أمدرمان وحدها أكثر من ألف وسبعمائة مركبة مدججة بالسلاح والأفراد".
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
المصدر : أخبار قطر : المسيرات كلمة السر.. ما أسباب انتصارات الجيش السوداني على الدعم السريع وما محاور تقدمه؟