السبت 30 مارس 2024 06:44 صباحاً
محليات
26
❖ وفاء زايد
أكد عدد من الخبيرات في مجالات البرمجة العقلية والنفسية والتنمية البشرية أهمية وضع جدولة منتظمة للنفس في العشر الأواخر من الشهر الفضيل، بهدف إعادة ترتيب الأولويات وتنظيم أوقات العمل والنوم والقراءة وممارسة الرياضة والهوايات يعزز النجاح في الحياة العامة كما يعزز مشاركة المرأة في المشروعات التنموية..
وقلنّ في لقاءات لـ "الشرق" إنّ الشهر فرصة لوضع برامج قصيرة المدى قابلة للتنفيذ، سعياً للوصول إلى برامج بعيدة المدى وهي التنظيم العام لحياة الإنسان، وأضفنّ أنّ اشتهاء الطعام وتنوع الموائد العامرة واختلاف أوقات النوم والسهر أثرت على البرمجة الحياتية وبالتالي على الصحة والابتعاد عن ممارسة الرياضة والجلوس الطويل أمام المنصات الرقمية والفضائيات.
وحذرن من الاستهانة بالوقت لأنه قيمة حقيقية للإنسان، ومن خلاله يمكن تنظيم أوقات الدراسة والعمل والطعام والنوم وممارسة الرياضة، وفرصة لوضع برنامج ثابت يبدأ من اليوم ويستمر حتى بعد مناسبة العيد السعيد.
واقترحنّ الالتحاق بدورات إثرائية في العلوم والفنون والتكنولوجيا، والانضمام إلى برامج علمية وتقنية وقانونية، ومن الضروري جداً أن يقوم الإنسان بتعليم ذاته من خلال الأحداث المحلية والتفاعل مع المحيط الخارجي. فإلى اللقاءات:
المحامية لولوة الحداد: الثقافة القانونية ضرورة لتنظيم حياة الفرد
أكدت المحامية لولوة عبد الغني الحداد أنّ التطوير المستمر ضرورة في حياة كل شخص، لأنه يثري خبراته ومعارفه ويجعله على مقربة من المستجدات والتطورات العالمية التي تتناول كل شيء من حولنا، مضيفة ً أنّ البرامج المتنوعة والثقافية والقانونية تعمل على إضافة معارف جديدة لها علاقة بالحياة اليومية.
وأكدت أنّ الثقافة القانونية من أهم الركائز في حياة الإنسان لأنّ حياتنا تتطلب التنظيم في كل الأمور سواء العمل أو الدراسة أو السفر وحتى في الهوايات، ومن المفيد أن يتعرف الشخص على الدورات القانونية والبرامج التي تتناول هذا الجانب من خلال الاطلاع وارتياد اللقاءات العامة والندوات أو من خلال قراءة الكتب وتصفح المواقع الإلكترونية المتخصصة.
وأنا أشجع كل سيدة على ضرورة التزود بالثقافة القانونية في حياتها، وألا يقتصر ذلك على فترة الدراسة مثلاً أو العمل الميداني لأنّ الإلمام بالتشريعات المحلية وتعديلاتها مطلب مهم جداً لتتعرف على كيفية تفادي الثغرات، ومن المهم أيضاً اقتناص أوقات الشهر في ارتياد الفعاليات الرمضانية والثقافية المتخصصة في الدين والعبادات التي تتناول في كل جوانبها القوانين أيضاً.
رشا الزمان: إثراء الذات ببرمجة العقل ووضع خطط قابلة للتنفيذ
أكدت السيدة رشا الزمان خبيرة أسرية وتربوية ومدربة تنمية بشرية: أنّ ترتيب الأولويات في حياة كل إنسان ضرورة لتنظيم اليوميات والاستفادة من الأوقات بشكل مرن، فلابد من الاستفادة من الشهر في القيام بالعبادات والشعائر وتخصيص أوقات مناسبة للاطلاع واللقاءات الاجتماعية والتواصل مع الأهل والأقارب والمحيطين، والذكر والدعاء والتقرب إلى الله بالأعمال الخيرية والإنسانية.
وحثت كل إنسان ترتيب أولوياته في شهر رمضان وغيره من الأشهر، لأنّ الوقت قيمة نفسية واجتماعية وتربوية، لذلك ننصح الجميع بالتهيئة النفسية في بداية كل شهر وإعداد خطط صغيرة المدى محددة لتنفيذها، سعياً لوضع أهداف بعيدة المدى لتحقيقها بعد عام كامل.
وقالت إنني دوماً أنصح الأمهات والفتيات بضرورة الاستفادة من الأحداث المحلية والفعاليات التي تنظمها كل الجهات في الشهر الكريم وغيره، والالتحاق بدورات وبرامج وحضور محاضرات وندوات بهدف الاستفادة من الوقت في تنمية العقل وإثراء المعارف الذاتية.
وأضافت أنّ إثراء الذهن والذات يكون ببرمجة العقل وتنظيم الأمور، وتجنب السلبيات إلى جانب إثراء الجانب الروحي في النفس، مشيراً إلى أنه يفترض من كل إنسان وضع أساسيات تبدأ بجدولة النفس والبرمجة العقلية، وتقوية الذاكرة والاستفادة من روحانية الشهر بإنماء المشاعر والذات. وأشارت إلى أنّ شبكة الإنترنت أخذت الكثير من أوقات الشباب والأسر، وأثرت على لقاءاتهم وحواراتهم التي تتم عبر منصات رقمية، مؤكدةً أنّ المائدة الواحدة التي تجمع الأسرة وأفرادها لها تأثير كبير جداً على إثراء الحوار بين كل الأطراف وتغذية الأفكار، ومن المهم تجنب الأشخاص السلبيين والمحبطين والجلوس مع أشخاص محفزين للدافعية وطموحين، فهذا كله يعمل على مكافأة النفس والنهوض بها.
وقالت إنّ أساسيات التفاعل مع المحيط الاجتماعي والخارجي للإنسان يكون بالتعلم والمشاركة والممارسة وتطوير الذات والتفاعل مع المشاركات المحلية، والأهم من ذلك إبعاد وتجنب النظرة السلبية التي تؤدي بالإنسان إلى مسار غير مرضٍ.
اليازي الكواري: صناعة الطاقة الإيجابية تبدأ بالداخل
أكدت السيدة اليازي الكواري خبيرة تنمية بشرية في الكاريزما والطاقة الإيجابية: أنّ صناعة الطاقة الإيجابية تبدأ من الداخل، فالأم مثلاً إذا كانت في حالة حزن فهي مسؤولة عن عائلة وأطفال فلابد أن تنظر للأمور من زاوية أكثر شمولية لأنها ربة أسرة وإيجابيتها ضرورية للاستقرار النفسي للأسرة والأبناء، مضيفة ً أنّ اجترار الألم والمآسي يدخل الإنسان في دوامة جديدة.
وقالت: إنّ الشهر فرصة لتوظيف الروحانية في تدبر الأمور إلى جانب الالتزام بالأذكار والأدعية والصدقات وأعمال الخير وصلة الرحم والتواصل مع الآخرين والحفاظ على الثوابت الدينية التي تزيد من القوة في رمضان.
وأضافت أنّ طبيعة الحياة اليوم اختلفت عن السابق بسبب كثرة المتغيرات والمشتتات التي تؤثر على الإنسان وخاصة أرباب الأسر وهم يتعاملون مع وسائل تكنولوجية وسلوكيات وأساليب وأنماط حياة مختلفة، لذلك لابد من تعزيز الروح الإيجابية بتجنب المغريات، والاستفادة من الوقت في التهيئة النفسية والذهنية من أجل الحفاظ على قيمة الشهر.
خولة البحر: النظام الصحي المتوازن يرتقي بالعقل
أكدت السيدة خولة البحر خبيرة صحة عامة أنّ اتباع النظام الصحي المتوازن يعني العقل والصحة الجسدية والنوم والاستقرار النفسي، وهي مرتكزات ضرورية في حياة أي شخص طوال حياته، مضيفة أنّ الشهر فرصة لاقتناص الفرص في تنظيم أولويات الجسم والصحة من التوازن وتجنب العشوائية وممارسة الرياضة واتباع النصائح العلاجية وممارسة الهوايات.
وقالت إنّ الموائد اختلفت في النصف الثاني من الشهر عن بداياته لأنّ الناس تريد أن تتذوق كل أصناف الطعام أول رمضان وبعد فترة تشعر بالعشوائية في تناول الطعام وتعريض الصحة للخلل والتعب والمرض، ويبدأ كثيرون بعمل برامج منتظمة للذات أولها تنظيم النوم والطعام وممارسة الرياضة والاطلاع على الثقافات، مؤكدةً أنّ هذه الأولويات من شأنها أن ترتب حياة الإنسان بعد انقضاء الشهر والعيد أيضاً.
وأكدت أهمية الالتزام بالنظام الحياتي المتوازن في تناول الوجبات والجلوس مع الأسرة والرياضة والعلاجات والتواصل الاجتماعي من حولنا، فإذا تحققت كل تلك الأمور يكون الإنسان قد حقق ذاته وبالتالي يرتقي بعقله وفكره وذهنه.
وحذرت من العشوائية وإهمال الأساسيات في الحياة مثل الواجبات الدينية والاجتماعية والصحية والعلاجية وخاصة الرياضة والتربية البدنية لتأثيرها البالغ على مسيرة الشخص في حياته.
المهندسة إيمان الحمد: الأعمال الإنسانية استثمار للوقت
قالت المهندسة إيمان الحمد مدربة في التحول الرقمي إنّ توظيف الشهر في الأعمال الإنسانية والخيرية من أفضل الأعمال، لأنه أساس لتعليم وتوعيد النفس كيفية استثمار الوقت بشكل مناسب خاصة في التعليم والتدريب.
وأضافت أنّ التدريب مهارة مهمة للإنسان لأنها قيمة مهنية مضافة توظف الجهد والوقت وتبني الذات في مجال العمل، كما أنّ العنصر البشري يحتاج لمثل هذه المهارات لتطوير ذاته وإنماء فكره وعمله وإثراء معارفه.
وأكدت أنّ التكنولوجيا اليوم باتت لغة العصر، وتسهل على الإنسان القيام بأعماله وخدماته بضغطة زر، مضيفة أنّ الذكاء الاصطناعي سهل الكثير من الأمور واختصر الوقت والجهد.
وحثت الأسرة الاستفادة من المنصات الرقمية في المعارف وتجديد العلوم والخبرات والأساليب، والاستزادة من الدورات التأهيلية والنفسية والتنمية البشرية لأنها طريق لاكتساب مهارات جديدة، وأنّ الهدف هو اكتساب الفائدة التي يحققها.
مساحة إعلانية
المصدر : أخبار قطر : خبيرات لـ الشرق: ترتيب الأولويات يعزز مشاركة المرأة في قضايا التنمية