أخبار عاجلة

أخبار قطر : دعاة وتربويون لـ الشرق: انحسار دور الوالدين وضعف المناهج أسهما في «تمييع الدين»

أخبار قطر : دعاة وتربويون لـ الشرق: انحسار دور الوالدين وضعف المناهج أسهما في «تمييع الدين»
أخبار قطر : دعاة وتربويون لـ الشرق: انحسار دور الوالدين وضعف المناهج أسهما في «تمييع الدين»

الخميس 28 مارس 2024 08:08 صباحاً

محليات

102

28 مارس 2024 , 07:00ص
alsharq

❖ هديل صابر

أكد دعاة ومختصون تربويون ونفسيون أن تخلي الوالدين عن دورهما وضعف المناهج الدراسية أسهما في تمييع الدين وتفريغ العبادات من جوهرها، مع سيادة وسائل التواصل الاجتماعي التي تبث بخبث كل ما هو باعتقادها جاذب لفئة المراهقين مع انعدام التنشئة السليمة.

ورأى عدد من الذين استطلعت «الشرق» آراءهم أن هذا التفريغ بات ملحوظا في شهر رمضان الذي جرد من محتواه وشوه مضمونة واختزاله بممارسات لا تعكس حكمة مشروعية الصيام بخيمة رمضانية ومسلسل رمضان، داعين إلى أهمية بناء القدوة لهذا الجيل، ومحاربة الأفكار السامة التي تتسرب من وسائل التواصل الاجتماعي بنفس الأداة أي بإنشاء منصات تسهم في دحض الأفكار المسمومة وتعمق دور العبادة، كما أن على الوالدين دور في تقويم سلوك أبنائهم وتدريبهم على الشعائر الدينية منذ الطفولة حتى ينشؤوا عليها ويرفضوا كل ما هو مناف لها.

د. جعفر الطلحاوي: تفريغ رمضان من مضمونه مسؤوليتنا جميعاً

أوضح الشيخ الدكتور جعفر الطلحاوي-عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين-، قائلا «إن كلمة التفريغ تعني الإبقاء على الاسم مع تحريف المحتوى وتشويه المضمون، وهذا ما نلمسه جلياً واضحاً في الخطاب الإعلامي للقنوات الفضائية ووسائل الإعلام عند استقبال وحلول شهر رمضان، حيث نشأت مصطلحات إعلامية رسخت في أذهان الناس لا علاقة لها بشهر رمضان، شهر الصيام والقرآن، شهر العبادة والتهجد والقيام، بل لا أبالغ إذ قلت إن بعض غير المسلمين أشد فرحاً بقدوم شهر رمضان من المسلمين أنفسهم، فرمضان بالنسبة لهم شهر المأكولات الرمضانية والبرامج التلفزيونية الرمضانية (الخاصة) وشهر الفوازير الرمضانية والأفلام والمسلسلات وشهر السهرات الرمضانية فيما يُعرف بالخيمة الرمضانية، رمضان بالنسبة لهم شهر التجديد وكسر الحياة الرتيبة (الروتين) سهر الليل ونوم النهار، وغير ذلك من الأمور التي لا تمت لشهر رمضان بصلة ومن المصطلحات التي ركزت في عقول الناس مصطلح الأكلات الرمضانية، وكأنما شهر رمضان شهر الطعام والشراب، بل الأصل أن المسلم يتخفف من الطعام في شهر رمضان حتى يؤدي العبادات من صيام وصلاة وصلاة التراويح بخفة ونشاط».

وأشار الدكتور الطلحاوي إلى أن من صور تفريغ رمضان من مضمونه تضييع الأوقات في تتبع القنوات الفضائية، وفي الزيارات، والمكالمات الهاتفية غير الهادفة والمشاحنات والخلافات التي لا طائل من ورائها إلا إهدار الأوقات وارتياد الأسواق وبخاصة في العشر الأواخر، والوقوع في المحرمات، تضييع أغلب ساعات النهار في النوم، فإن بعض الناس ينامون بعد الفجر، ولا يستيقظون إلا قُرب المغرب ويترتب على ذلك تضييع أغلب صلوات النهار، والخروج من البيت لغير ضرورة شرعية.

وحمل الدكتور الطلحاوي مسؤولية تفريغ رمضان من مضمونه كل أفراد الأمة، رعاة ورعية، الآباء والأبناء، الأمهات والبنات، المعلمون والمعلمات، المدارس والمعاهد والجامعات، المحاضن التربوية المتعددة في المجتمع، كافة الوسائل التي تسهم في تكوين الرأي قال تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}.

محمد العمادي: غياب القدوة أبرز الأسباب




أكد السيد محمد العمادي-باحث اجتماعي-أن انعدام القدوة أسهم في انتصار الغث على السمين، فأصبح الآباء والأمهات منشغلين عن أبنائهم بحجة تأمين حياة كريمة لأبنائهم موكلين المهمة للمربيات وهن غير مسؤولات عن تنشئة الأطفال على القيم والمثل والدين الأمر الذي قلب الكثير من الموازين، وأسهم في صعوبة تعليم وتربية الأبناء في مرحلة المراهقة لتفريط الوالدين بدورهما عندما كان طفلهما كالصلصال سهل التشكيل والتنشئة على القيم وعلى الحلال والحرام وعلى ما يتنساب مع المجتمع ومع ما يتعارض مع قيمه، فالتربية هي لبنة على لبنة أي أنها خبرات تراكمية وليس بالإمكان تغيير أفكار النشء بكبسة زر، لذا على الوالدين أن يستثمروا في أبنائهم منذ الصغر وتعزيز قيمة العبادة بشكلها و صورتها الحقيقيتين حتى يستطيع الأبناء فيما بعد أن يفرق بين الغث والسمين.

عائشة الجابر: الوالدان والمدرسة عليهما الدور الأكبر

حملت السيدة عائشة الجابر - خبير تربوي -، مسؤولية تفريغ العبادات من جوهرها لعدة أطراف، فالوالدان عليهما الدور الأكبر ومن ثم المناهج الدراسية، فالمنهج الدراسي كان في السباق يركز على القيم الدينية وعلى العبادات وجوهر العبادات، بعكس المناهج الحالية حيث بات الجانب الديني مقتصرا على الدرس في الفصل بعيدا عن الممارسة أي أن بعض المدارس تخلت عن دورها في تعميق العبادات من خلال تخصيص أوقات للصلاة أو بيان فضل الصيام وغيرها من العبادات، كما سيطرت وسائل التواصل الاجتماعي على عقول أبناء هذا الجيل الذي أصبح مهووسا بكل ما تقدمه دون غربلة مع انعدام دور الوالدين لاسيما الأم التي تنحت عن دورها وهي المربية الأولى للأطفال حيث كان الطفل ينشأ على الصلاة وعلى الصيام قبل ذهابه للمدرسة أما الآن فالأمر لم يعد كما السابق، لذا على الأم دور في تنشئة أبنائها على الدين من خلال متابعة بعض البرامج الدينية مع أبنائها وتنفيرهم من المسلسلات التي أصبح معول هدم بحجة مناقشة القضايا المجتمعية إلا أن الطرح غير اخلاقي ولا يراعي اختلاف الفئات العمرية التي قد تتأثر بالمطروح بطريقة عكسية.

محمد كمال: عوامل نفسية واجتماعية أثرت على القيم

قال السيد محمد كمال - باحث وأخصائي علم النفس الاجتماعي-، إن شهر رمضان منذ 40 عاما يختلف عن رمضان الآن والأسباب عدة، منها أسباب اجتماعية وأخرى نفسية، فالأسباب الاجتماعية تتلخص فيما يعرف بالمقارنة الاجتماعية كتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الجمهور إذ إن البعض يريد فقط تقليد المشهور الفلاني في احتفاله برمضان، فضلا عن أن منظومة القيم أصبحت تشهد انقلابا، إلى جانب الضغوط النفسية بالرغم من أن الضغوط النفسية يجب أن تعيد الشخص إلى الله إلا أن البعض يتعامل بطريقة عكسية.

وأضاف السيد محمد كمال قائلا «أما من الناحية النفسية فالأسباب تعود إلى إيقاع الحياة السريع الذي يختلف عن الماضي، ففي الماضي كان وقت الفراغ والبيئة الاجتماعية مشجعة على العبادة فلم يكن هناك تأثير لوسائل التواصل الاجتماعي، فالكل الآن يبحث عن المنفذ ولم تصبح العبادة عند الكثيرين هي المتنفس بكل أسف».

وعرج السيد محمد كمال على العلاج من خلال إنشاء منصات تسهم في تعزيز القيم حتى لا تترك الساحة للمفسدين فكما غزت البيوت وغزت العقول فلابد من استخدامها للتوعية لدحض الأفكار الهدامة، مناشدا المتخصصين أن ينشطوا على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي والقيم التي يسعى البعض لهدمها ولتمييع العبادات.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية


المصدر : أخبار قطر : دعاة وتربويون لـ الشرق: انحسار دور الوالدين وضعف المناهج أسهما في «تمييع الدين»

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أخبار قطر : صاحبة السمو تشارك في الاستفتاء على مشروع التعديلات الدستورية