أخبار قطر : خبراء التراث لـ الشرق: قرنقعوه لوّل... بساطة في العادات وفرحة للعائلات

أخبار قطر : خبراء التراث لـ الشرق: قرنقعوه لوّل... بساطة في العادات وفرحة للعائلات
أخبار قطر : خبراء التراث لـ الشرق: قرنقعوه لوّل... بساطة في العادات وفرحة للعائلات

الأحد 24 مارس 2024 06:50 صباحاً

محليات

74

24 مارس 2024 , 07:00ص
alsharq

❖ نشوى فكري

روى عدد من الباحثين في التراث الشعبي، ذكرياتهم عن قرنقعوه لول في قطر، وتحدثوا عن التجهيزات والاستعدادات التي كانت تقوم بها العائلات القطرية قديما في ليلة القرنقعوه التي توافق ليلة منتصف شهر رمضان من كل عام، حيث تعتبر المشاركة في هذه الليلة التراثية عادة مهمة، تناقلتها الأجيال منذ القدم وما زالت مستمرة حتى الآن..

وقالوا لـ «الشرق» انه كان يتسم بالبساطة والفرحة التي ينتظرها الأطفال وكذلك الكبار، كما أنه يتميز بالتواصل بين الناس والعائلات في الفريج الواحد، الذين كانوا يعتبرون بمثابة أسرة واحدة، حيث كان الكبار والصغار يتنظرونه ويفرحون به، ويجوبون بيوت الفريج بعد أذان المغرب مباشرة وهم يرددون الأهازيج «قرنقعوه قرقاعوه عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم يا مكة يا المعمورة يا أم السلاسل والذهب يا نورة عطونا من مال الله يسلم لكم عبد الله».

وشددوا على أهمية الاحتفال بليلة القرنقعوه بهدف إحياء الموروث الشعبي، والتعريف بالعادات والتقاليد الرمضانية الأصيلة ليعيش الأطفال وعائلاتهم أجواء احتفالية غاية في البهجة والفرح، ووسط الأهازيج والأغنيات التي تعيد ذكريات الأمس وتجدد تراثه وتقاليده، كما تهدف لتدريب الأطفال والناشئة على اكتساب مهارات شعبية قديمة، وكذلك تعريف أفراد المجتمع بماضي هذه الاحتفالية وقيمتها لدى المجتمع القطري.

    ليلة القرنقعوه

ويبدأ احتفال الأطفال بليلة القرنقعوه، بعد صلاة المغرب مباشرة، فيتجمعون في جماعات تطوف على البيوت، ويتزين الأطفال في ليلة «القرنقعوه» بالملابس التقليدية الشعبية، حيث يرتدي الأولاد الثياب البيضاء الجديدة ويعتمرون «القحفية» وهي طاقية مطرزة عادة بخيوط فضية، بالإضافة إلى «الصديري» المطرز وهو رداء شعبي يلبس على الثوب ويتدلى حتى الخصر. أمّا الفتيات فيرتدين فوق ملابسهن العادية «الثوب الزري» وهو ثوب يشع بالألوان ومطرز بالخيوط الذهبية، ويضعن أيضا «البخنق» لتغطية رؤوسهن، وهو قماش أسود تزينه أيضا خيوط ذهبية في الأطراف، إلى جانب وضع بعض الحلي التقليدية. ويردد الأطفال في ليلة القرنقعوه: «قرنقعوه قرقاعوه عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم يا مكة يالمعمورة يا أم السلاسل والذهب يانورة».




وفي هذا الصدد قال السيد خليفة السيد محمد المالكي، باحث في التراث الشعبي القطري، هناك فرق كبير بين قرنقعوه لول والاحتفال به في الوقت الحالي، إذ كان سابقا به حياة وله طعم ورائحة وفرحة مختلفة، مشيرا إلى أن أهم ما يميزه فرحة الأطفال الكبيرة به، والذين كانوا ينتظرون آذان المغرب، حتى يقوموا بالذهاب عند بيوت الجيران، ويقرقعون بالحصي وهم يرددون الأهازيج الشعبية...

وأوضح أن ابو طبيلة أيضاً، كان له نصيب من ليلة القرنقعوه، حيث انه يشارك الجميع سعادتهم بتجواله بين البيوت بطبله مردداً الأدعية، ويستقبل ما يجود به الأهالي أرز أو تمر او غيرها من الاغراض العينية، إضافة إلى نصيبه من المكسرات والحلوى، وأيضا له مكافأة العيدية بعد انتهاء شهر رمضان، حيث يتم اعطاؤه مبلغا من المال، منوها إلى أن أهل قطر كانوا يطبخون الأكلات الشعبية مثل الثريد والمرقوق والخبيص ويوزعونه على بعضهم البعض.

وأكد السيد على أن قرنقعوه لول أهم ما يميزه الترابط بين أبناء الفريج الواحد، فالبيوت كانت متقاربة، مشيرا إلى حلويات القرنقعوه لول كانت بسيطة جدا، مثل السمبل واللوز او البيذان والجوز والنخى والنقل والذي يشبه نواة ثمرة التفاح، إضافة إلى بعض الحلويات مثل الملبس والتين المجفف والمقاريع وكانت عبارة عن مكسرات مطبوخة بالنشا والسكر ومخلوطة بالألوان، وكلها اشياء بسيطة جدا، ولكنها كانت تعبر عن فرحة الأولاد. وتابع قائلا: لم يكن هناك أزياء خاصة بالقرنقعوه لول، بل كان الأولاد والبنات يرتدون الملابس العادية، وكذلك الأكياس مصنوعة من أي قماش في المنزل، ويتم حياكته منزليا ويكون بأي لون او نوع قماش.

    بساطة وعدم مبالغة

وقالت الوالدة أمينة البدر (أم فيصل)، أن قريقعان لول كان يتميز بالبساطة وعدم المبالغة أو التكلف، ولا يوجد ثياب مخصصة للاحتفال به، بل كان يقتصر على شراء المكسرات والحلوى من السوق، وكانت عبارة عن حلوى وملبس وحمص وجميعها من كانت إيرانية، ثم تطور لتدخل فيه أيضا الحلوى اللبنانية، ثم تطور ليدخل أنواع من البطاطس والشوكولاته، وفي الوقت الحالي تكلف بزيادة...

وأشارت إلى أن اهل البيت كان يشترون الوزن الذي يناسبهم من المكسرات والحلويات، ويخلطونها على بعض في جدر كبير وهو ما يسمى جدر العزيمة، ثم بعد خلطه يتم وضعه في الجفير المصنوع من سعف النخيل، منوهة إلى استعداد الأهالي لهذه المناسبة، وذلك عن طريق قيام الأم او الجدة بحياكة أكياس القرنقعوه من بقايا ملابس قديمة أو من الأقمشة المتوافرة في المنزل، والذي ليس لديه كيس يستخدم كيس البقالة، وكانوا يرتدون ملابسهم العادية، ولا يوجد ملابس مخصصة للقرنقعوه بل فقط ملابس جديدة للعيد، ثم يجوب الاطفال شوارع الفرجان.

مساحة إعلانية


المصدر : أخبار قطر : خبراء التراث لـ الشرق: قرنقعوه لوّل... بساطة في العادات وفرحة للعائلات

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أخبار قطر : صاحبة السمو تشارك في الاستفتاء على مشروع التعديلات الدستورية