الجمعة 22 مارس 2024 08:50 صباحاً
محليات
34
خلال الجلسة الرابعة من برنامج «وآمنهم من خوف» الرمضاني..علماء وشيوخ
الدوحة - الشرق
أكد خبراء وعلماء شريعة على أهمية «الوقف والزكاة» كأدوات فاعلة لتحقيق التنمية المستدامة ومحاربة الفقر في العالم الإسلامي، وذلك في جلسة نقاشية بعنوان «مقاصد الوقف والزكاة في صناعة الاجتهاد» عُقدت ضمن برنامج «وآمنهم من خوف» الذي تُنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر، ناقش المشاركون دور «الوقف والزكاة» في تعزيز التكافل والتضامن بين المسلمين.
وقال فضيلة د. سالم الشيخي، عضو المجلس الأوروبي للإفتاء، رئيس لجنة التدريب في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن مقاصد الوقف والزكاة من العوامل المؤثرة في صناعة الاجتهاد. وأضاف أن نظام الوقف ضمن منظومة إسلامية يعد نظاما ماليا اجتماعيا مستقلا ساهم عبر تاريخ المسلمين الطويل في تقوية وترسيخ البنية الاجتماعية داخل المجتمع المسلم على أسس التكافل والتعاضد والتعاون والتراحم.
وذهب إلى أن الوقف يساهم بشكل مباشر في تحقيق معاني الأخوة التي أرساها النبي صلى الله عليه وسلم لوصف المجتمع المسلم حين قال: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
الزكاة عبادة
كما أوضح الدكتور عبد الفتاح محمد سعد أستاذ بكلية الدراسات الإسلامية – جامعة حمد بن خليفة، أن الزكاة عبادة، كما أنها طهرة للمال، وتحقق الكثير من المقاصد، من بينها تقليل الفوارق في الثروة والدخل على مستوى المجتمع، وتقليل الشحناء وحل الكثير من القضايا الاجتماعية.
وقال د. عبد الفتاح محمد: أما الأوقاف، فهي العنوان الأبرز للحضارة الإسلامية، فالإسلام دين وحضارة، وأن الأوقاف انتقلت من الحضارة الإسلامية إلى أوروبا بعد أن استفاقت من ظلمتها، والكثير من الجامعات الكبرى في أوروبا وأمريكا نسخ للحضارة الوقفية الإسلامية التي انتقلت إلى تلك المجتمعات وتقدمت فيها تقدماً كبيراً.
وأضاف: عندما ننظر إلى العالم الإسلامي والدول الإسلامية يجب أن نسجل أمراً مهماً، أن دول فيها أغلبية مسلمة تتذيل قائمة الدول الأكثر فقراً، كما أن هناك دولا ذات أغلبية مسلمة في أعلى الدول الأكثر مديونية، بل إن هناك منها ما تواجه خطر ارتفاع منسوب المياه بارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم، لتواجه خطر الفناء، كما أن معدل دخل الفرد في عدد ليس بقليل من الدول الإسلامية لا يزال متواضعاً وفي حالة هشاشة.
المقاصد الشرعية للوقف
بدوره قال الدكتور خالد بن محمد بن غانم آل ثاني مدير الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، إن المقاصد الشرعية للوقف والزكاة متعددة ومتجددة وبلغ فيها العلماء مبالغ بعيدة، إذ أصدروا فيها الكتب والمجلدات فصارت حجة لكل شخص يريد أن يخوض في أسرار الأحكام الشرعية والمقاصد المتجددة.
وأكد أن العلماء وجدوا أن المقاصد الشرعية سواء للزكاة أو الوقف تصب في خمسة أمور سميت بالضروريات الخمس وتشمل الدين والنفس والعرض والنسل والمال ولفت في هذه الأثناء إلى أن العلماء حاولوا إيجاد نوع سادس من الضروريات لكنهم اكتفوا بالخمس ضروريات المذكورة.
وأكد الدكتور خالد أن الزكاة والأوقاف يقصدان جميع الضروريات الخمس ويعملون على الحفاظ عليها لأنها تشمل جميع الناس.
وأضاف: الزكاة فريضة وركن لها وقت معين ومقدار معين وأجرها في وقتها بينما الوقف أجره للإنسان في حياته وبعد مماته في حين أنه ليس للوقف مدة معينة ويمكن صرفه في أي وقت وليس هناك مقدار للصرف الذي قد يكون ريالا واحدا أو مليون ريال.
تطهير المال والنفس
كما قال الدكتور سلطان الهاشمي، أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، إن الزكاة والوقف يجتمعان في أمر الإحسان إلى الإنسان، فالزكاة طريقها الإحسان للإنسان بطريق الواجب، والأوقاف الإحسان إلى الإنسان بطريق التبرع، لكنهما في نفس الوقت مهمان في سد كفاية وحاجة الإنسان، وكذلك هما سبب من أسباب القضاء على الفقر إذا أحسن تطبيقهما.
وأوضح د. الهاشمي أن الزكاة هي تزكية للنفس وتطهير لمال المزكي بتخليصه من حق الغير بمجرد أن يبلغ هذا المال نصابه وتتحقق فيه شروط الزكاة، فإذا بلغ المال نصابه أصبح للغير حقا في هذا المال، فأقل مقدار للزكاة «اثنان ونصف بالمائة» أما أكثر مقدار للزكاة هو «20 %»، والمال هما لا يطهر إلا بتخليصه من الحق الذي أصبح حقا للفقراء بمجرد توافر شروط الزكاة فيه.
مساحة إعلانية
المصدر : أخبار قطر : علماء: "الزكاة والوقف" أدوات فاعلة في بناء مجتمع مُتكافل