الأحد 17 مارس 2024 07:22 صباحاً
محليات
28
خبراء ومختصون يحذرون من تفاقم الظاهرة..❖ عبدالرحيم ضرار
أكد عدد من الخبراء والمختصين، أن الثقافة الإسرافية في المجتمع أدت إلى عزوف الشباب عن الزواج وارتفاع نسب الطلاق والعنوسة، مشيرين إلى أهمية الدورات التدريبية والتوعوية للمقبلين على الزواج، ونشر الوعي المجتمعي بأساسيات الحياة الزوجية وتعريف الزوجين بالحقوق والواجبات، لافتين إلى أن الأسرة تلعب دورا مهما في تثقيف الشباب بالحياة الزوجية ومدى أهميتها في تأسيس أسرة ناجحة في المستقبل.
وفي هذا السياق، قال سعادة السيد خالد كمال العمادي، عضو مجلس الشورى، أن المجلس شكل لجنة لدراسة أسباب ارتفاع ظاهرة الطلاق، من 11 عضوا، برئاسة سعادة السيد علي بن شبيب العطية، وقد عقدت اللجنة 11 اجتماعا، وخلال 4 أشهر رصدت اللجنة بعض النقاط الأساسية لاسباب ظاهرة الطلاق، ومن بينها الثقافة الإسرافية في المجتمع، حيث إن البذخ في المناسبات نتج عنه عزوف الشباب عن الزواج، وارتفاع نسبة الطلاق وانتشار العنوسة، مشيرا إلى ان الاسراف في حفلات الزواج امتد من الأسر الثرية ليشمل الاسر محدودة الدخل، الأمر الذي ترتب عليه وقوع مديونيات مالية على الزوج، بالاضافة إلى الإسراف في الأكل، وبعض الظواهر التي أدت الى ارتفاع مستوى المعيشة في المجتمع القطري، وأوضح أن هناك اسبابا متعددة لهذه الظاهرة، حيث اصبحت هناك ثقافة تنافسية بين الأسر، وكذلك تقييم الأسر بمستوى الصرف في مناسبات الزواج.
وقال السيد العمادي في حديثه أمس لبرنامج «الغبقة» عبر تلفزيون قطر، إن الحكومة أنشأت قاعات للزواج بمبالغ رمزية، مشيرا إلى انه ورغم ذلك فإن المشكلة تكمن في إرتفاع تكاليف ديكورات القاعات، لافتا إلى أهمية الجهود التوعوية في المجتمع من قبل وزارتي الأوقاف ، والتنمية الاجتماعية والأسرة، والتي تعتبر اساسية للحد من ظواهر الإسراف في الزواج وخفض معدلات الطلاق.
وكشف سعادته عن أن تكلفة عرس الرجال تتراوح بين 100 - 160 ألف ريال، وزفاف النساء تتجاوز تكاليفه المليون ريال أحيانا.
دورات للمقبلين عن الزواج
من جانبه قال السيد ناصر الهاجري، مستشار أسري بمركز الاستشارات العائلية «وفاق»، ان المركز عقد عدة دورات للمقبلين على الزواج في كلية أحمد بن محمد العسكرية، بالإضافة إلى مبادرة مجالسنا الخاصة بتوعية أولياء الأمور لحث أبنائهم على الحضور. وقال إن الدورات تستهدف تثقيف الشباب عن الحياة الزوجية، وكيفية السيطرة عليها من جميع النواحي. وأضاف أن المركز نظم سلسلة محاضرات بالتعاون مع نادي «بنيان» بجامعة قطر، حيث عقدت ندوات وجلسات حوارية مع الطلاب والشباب المقبلين على الزواج وأولياء الأمور لتوعيتهم بأهمية الزواج. لافتا إلى أن دخول الشباب الى الحياة الزوجية دون معرفة أساسياتها تعرضهم لتدخل اشخاص يدعون معرفة الثقافة الزوجية ويضيعون بهذا الادعاء حياة الشباب الزوجية. وأضاف، أن الكل يبحث عن البركة في الزواج دون استيعاب قضية ارتفاع المهور، داعيا العائلات إلى خفض تكاليف الزواج لتحقيق البركة، مؤكدا على الدور المحوري للأم والأب في نجاح الزواج.
دور والد الزوجة
بدوره، أكد الدكتور خالد النعمة، مدير إدارة بحوث وسياسات الأسرة بمعهد الدوحة الدولي للأسرة، كمية المبالغ التي تصرف ليس معياراً لنجاح الزواج، مضيفا أن والد البنت هو المتحكم في المهر، ويجب ألا يضع لابنته ثمنا، وان يركز على اختيار الزوج الصالح لابنته. وقال د. النعمة إن المعهد أجرى دراستين حول هذه القضية، الأولى تتعلق بمشكلة الخصوبة في قطر، والثانية استعراض لحالة الزواج في الوطن العربي، وأضاف أنه عند الحديث عن البذخ واتساع رقعة الصرف المبالغ فيه في الزواج يجب التأكيد على أن كمية المبالغ التي تدفع ليس معيارا للزواج الناجح، ولكن في اعداد الزوجين لتحمل المسؤولية. وقال، اذا كانت الثقافة المجتمعية تقوم على تيسير الزواج فبالتأكيد سيكون الزواج ناجحا. وأكد د. النعمة أن دور أب الزوجة مهم جدا من حيث اختيار الزوج الصالح، بدلا من ان يقول إن ابنته لا تقدر بثمن.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية