السبت 16 مارس 2024 11:12 صباحاً
محليات
32
الدوحة - قنا
ناقشت الندوة الثانية لبرنامج الخيمة الخضراء، رأي الشرع والطب في صيام الأشخاص ذوي الأمراض المزمنة، والتعليمات الطبية الواجب اتباعها لأصحاب الأمراض خلال النهار وكذلك رأي الشرع والدين الإسلامي الحنيف في صيام هذه الفئة من المسلمين، حيث حدد المشاركون بالندوة من الأطباء والأكاديميين وعلماء الدين، الحالات التي يجب عليها الصوم، أو الإفطار.
وتناولت الندوة من خلال النقاشات التي دارت بين مجموعة من علماء الدين الإسلامي وعلماء الطب الحديث العديد من المحاور، منها، الرخص الشرعية وأدلتها من القرآن والسنة، وعواقب تجاهل المحاذير الطبية للصائمين، الأمراض التي جلبتها المدنية المعاصرة، وأثرها على الصائم، بالإضافة للآثار النفسية المترتبة على عدم صوم المريض.
أدار ندوة الخيمة الخضراء التابعة لبرنامج لكل ربيع زهرة الدكتور سيف بن علي الحجري، رئيس البرنامج وشارك في النقاشات عدد من المتخصصين الذين أكدوا على أهمية اتباع الصائمين من أصحاب الأمراض المزمنة لتعليمات الطب الحديث في شأن الصوم أو الإفطار، وذلك للمُحافظة على صحتهم وحياتهم، منوهين إلى أن الصوم في بعض الحالات قد يمثل خطورة بالغة على صحة المريض، والتي قد تؤدي لفقدان الحياة أو حدوث مضاعفات بالغة قد تؤثر على وظائف الجسم الحيوية.
وشددوا على أهمية أن يقوم المريض باستشارة الطبيب المشرف على حالته قبل الشروع في الصوم، ليقرر إمكانية صيامه من عدمه، وذلك للمحافظة على حياة الشخص وهي من ضمن مقاصد الشريعة بالدين الإسلامي، محذرين من المخاطر الكبيرة التي تترتب على إهمال توصيات الأطباء.
وعن الأمراض التي تحتاج رعاية خاصة خلال الصوم، بين المشاركون في الندوة أن الأمراض المزمنة تحتاج إلى عناية خاصة لا سيما أصحاب الحالات غير المستقرة كمرضى السكري وضغط الدم والشيخوخة ومرضى الكبد وقرحة المعدة والقلب والكلى والتهاب الغشاء البريتوني والأمراض السرطانية، مشيرين إلى أن صيام أحد هذه الحالات يتطلب الإكثار من السوائل في فترة الإفطار، وبالنسبة لأصحاب الحالات المتأخرة فيجب عليهم عدم الصوم مع أهمية الاعتماد على رأي الطبيب المعالج حتى لا تتفاقم حالتهم الصحية.
وعن أهمية الصوم كعلاج لبعض الأمراض، أشار الأطباء المتحدثون إلى فوائد الصوم الكبيرة للمريض الصائم، بينما في حالة الأمراض المزمنة أو الحادة فلا بد من الأخذ بالنصائح الطبية، واضعين في الاعتبار الأثر النفسي السيئ على المُسلم في حالة إفطاره بسبب المرض.
من جانبهم أكد علماء الدين الإسلامي على أنه بالنسبة لرأي الشرع في صوم المرضى، فيرجع إلى رأي الأطباء، وذلك لأن المحافظة على حياة الإنسان من مقاصد الشريعة، لذلك فإن رأي الأطباء المشرفين على الحالة هي الفيصل في الصوم أو الإفطار، لافتين إلى أنه لا إثم على المريض الذي يفطر في رمضان، ويجب عليه أداء الكفارة، بينما المريض الذي يرجى شفاؤه فعليه القضاء، خاصة أن الإسلام جاء ليحافظ على النفس البشرية من أي أضرار جسدية أو نفسية.
وفي نهاية الندوة قال الدكتور سيف بن علي الحجري من خلال النقاشات التي تناولتها الجلسة فإنه يجب التذكير بالرخص وأدلتها من الكتاب والسنة، فإذا كنا نصوم طاعة لله الذي شَرّع الصيام، فمن الكراهة عدم الأخذ بالرخص، وهذا ما يؤكده الحديث "إن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما تؤتى عزائمه"، لا سيما أن هذه الرخص تُجنِب المسلمَ العديد من المخاطر التي تهدد حياته.
وأضاف الدكتور الحجري، أن تعاضد الشرع مع العلوم الطبية قد واجه المخاطر التي تمثل تهديدا للإنسان سواء على المستوى الروحي أو على المستوى النفسي والجسدي، لافتاً إلى أن الأطباء كشفوا عن مستجدات الأمراض المستعصية والتي جلبها التقدم العلمي، والحداثة التي تعيشها الإنسانية خلال وقتنا الحالي، كما أنهم قدموا العديد من الابتكارات الحديثة التي تساهم في تقديم العلاج لهذه الأمراض .
وأشار أن علماء الدين الإسلامي أهابوا بالمرضى المسلمين بضرورة الإفطار في حال تعرضت حياته للخطر، وأن يأخذوا بالرخصة التي أعطاها الله لهم، دون أن يعني ذلك تقصيرًا في أداء الفريضة، خاصة إذا ما كان الأمر بنصيحة طبيب مشهود له، لافتاً إلى أنه قد يكون لإفطار صاحب المرض المزمن الفضل في توفير طعام لمعوز أو فقير.
وأشار الدكتور الحجري إلى أن الدين الإسلامي يُعنى بالفرد في صحته وسقمه، وحياته ومماته، وطفولته وهِرمه، كما يُعنى بإنماء قدرة الفرد على الصمود، وسلامة الصحة النفسية للصائم.
وختم رئيس الخيمة الخضراء بدعوته لكافة المسلمين بأهمية الأخذ برأي الأطباء في الأمراض المزمنة، معتبرًا هذه القضية جزءا من التحديات لمن ابتلاهم الله - سبحانه وتعالى - ببعض الأمراض المستعصية التي تتعارض مع الصيام، مبينا أنَّ الدين الإسلامي الحنيف أباح إتيان الرخصة الشرعية للمرضى كنوع من التخفيف عنهم.
مساحة إعلانية
المصدر : محليات قطر : الخيمة الخضراء تناقش رأي الطب والشرع في صيام ذوي الأمراض المزمنة