السبت 16 مارس 2024 07:21 صباحاً
محليات
64
❖ الدوحة - الشرق
قال فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب إن الله ابتدأكم بإحسانه وأتم عليكم نعمه وافضاله سبحانه وتعالى حلم مع الاقتدار، فلا يغترن عبد بالإمهال، ولا يغفلن من خوف الاستدراج عفانا الله من الاغترار بعد الإمهال.
وأضاف الخطيب: اعلموا أن من الغفلة السفر من غير زاد، والذهاب إلى القبور الموحشة بغير أنيس، ومن التفريط القدوم على الحكم العدل بغير حجة، ومن وقف على غير باب الله طال هوانه، ومن أمل في غير فضل ربه، خابت آماله، ومن ابتغى غير وجه ربه ضاعت أعماله، إن محاسبة النفوس هي ديدن العاملين المخلصين، ومنهج عباد الله الصالحين، وانظروا ماذا ادخرتم ليوم ميعادكم؟ وماذا قدمتم للعرض على ربكم؟ ويا لله كم من الأعمار أمضيتم؟ وكم من الأحباب فقدتم؟ وكم من الأقارب دفنتم؟ وكم من عزيز في اللحود قد واريتم؟ عاجلتهم آجالهم، وقطع الموت آمالهم، والله يجزيهم ويثيبهم على صالح نياتهم.
مغفرة من الذنوب
وأردف: كنتم فيما مضى من الأيام والليالي تتطلعون وتشفقوا وتتطلعون وتلهج ألسنتكم بالذكر والدعاء ليبلغكم ربكم شهر الصيام، فلقد هبت نسائم الشهر عليكم، ونزل رمضان ضيفا عليكم، فأروا الله من أنفسكم خيرا، واصدقوا الله تعالى في إيمانكم وتوحيدكم له، وفي إخلاصكم وتقديركم للفرص الربانية والمواسم الخيرية «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان»، قفوا عباد الله وتدبروا ما أرشد الله به والرسول وبين من فضل الشهر وعظيم مقامه وما نثر لكم من بركاته ونفحاته «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» اعتنوا عباد الله بهذه العبادة المباركة الصيام، يورث التقوى «وتزودوا فإن خير الزاد التقوا واتقون يا أولي الألباب».
الصيام جنة
وتابع: «اعتنوا بالصيام عباد الله فإن من ورائه جنات تجري من تحتها الأنهار «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، من صام الشهر بهذين الضابطين إيمانا واحتسابا، كافأه الله تعالى بمغفرة ذنوبه كلها، غفر له ما تقدم من ذنبه، الصيام عباد الله وقاية وستر وجنة حسية ومعنوية في الدنيا والآخرة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «الصيام جنة»، يعني وقاية من سوء الخلق والسفه والجهل، وهو من لوازم الوقار، ومكارم الأخلاق، وهو سترة من النار يوم القيامة، يقول عليه الصلاة والسلام «من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا»، فاعتنوا رحمكم الله بالصيام كما أمر الله تعالى الصيام بالصيام الذي ترجون ثوابه في القبور، ودار النشور الذي يأتي للميت في قبره، فيفرح الميت به، يقول له أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له من أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير، فيقول أنا عملك الصالح، فصوموا عباد الله الصيام الذي يشفع لصاحبه، يقول لربه أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه.
شهر القرآن
وأكد الشيخ د. محمد المريخي أن الأمة على موعد مع القرآن في شهر القرآن المهجور عند كثيرين المؤخر عند الغافلين في هذا الزمان، إن الأمة عباد الله في شهر رمضان لتجتمع على القرآن الكريم في صورة وهيئة لا تتكرر في غير رمضان، ينصتون إليه بخشوع ووقار، يلامس شغاف قلوبهم، يتلون كتاب الله في مشهد عظيم، يتأملون كتاب ربهم وآياته وكلامه، ويسمعون وعده ووعيده، ونصحه وإرشاده، وقصصه، وأخبار من كان على وجه هذه الأرض، يسمعهم الله ويريهم عاقبة من آمن به واتقى، ومن كفر وجحد به وأعرض عنه، ويخبرهم لماذا خلقوا؟ وما المطلوب منهم، وإلى أين المصير، والقرآن كلام يدهش العقول، ويحرر الألباب، ويبكي العيون، ويحيي القلوب، القرآن أدهش عتبة بن ربيعة، وهو كافر مشرك، سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فواتح سورة فصلت، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم «حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون»، فعاد عتبة إلى قومه وقد عرفوا تغيره وتأثره، عرفوا ذلك في وجهه فقالوا له ما وراءك يا أبا الوليد؟ قال ورائي أني والله ما سمعت قولا مثله قط.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية