الثلاثاء 12 مارس 2024 09:20 مساءً
عربي ودولي
98
المنشاوي
موقع الشرق
في حقبة الخمسينيات وما قبلها، كانت نجومية قراء القرآن تبدأ من أثير الإذاعة المصرية، ولم تكن تقبل بث تلاوة أي شيخ قبل أن يتصدّر المسابقات القرآنية ويُقر بجدارته كبار العلماء في قاهرة المعز، لكن الأمر اختلف بالنسبة للشيخ محمد صديق المنشاوي القادم من مركز المنشأة بمحافظة سوهاج، فقد انتقلت له طواقم الإذاعة لتسجيل قراءته دون أن يسعى لذلك.
وتروي "الجزيرة الوثائقية" قصة الشيخ محمد صديق المنشاوي حيث ولد عام 1920 لعائلة قرآنية بصعيد مصر، إذ كان والده صدّيق من أبرز قراء زمانه، واشتهرت قراءته في مصر وخارجها، وكذلك كان جده تايب رجلا قرآنيا.
أتم محمد صديق المنشاوي حفظ الكريم في كتّاب القرية عندما كان في عامه الثامن، ولاحقا انتقل إلى القاهرة فدرس علم القراءات على المشايخ.
وما أن بدأ المنشاوي القراءة في المساجد حتى ذاع صيته في مصر وعبّر شيوخ القرآن عن اندهاشهم أمام جمال صوته.
وفي سابقة من نوعها، انتقلت الإذاعة المصرية إلى المنشاوي لتسجيل قراءته بعد أن أكد شيوخ القرآن حينها أنه من العيب إخضاعه للاختبار.
ويقول قريبون من الشيخ إن المنشاوي لم يكن يتطلع للنجومية، لكن الشهرة سعت إليه وسعت الإذاعة إليه وعن تواضعه وعدم لبسه لما يميزه عن العامة إلى حد أن أحدهم سأله ذات مرة عما إذا كان هو بواب العمارة، فرد عليه: نعم أنا هو.
ويقول عميد كلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان الدكتور عاطف عبد الحميد "إن النسيج اللحني عند المنشاوي يمكن أن يؤدي جملة طولها دقيقة أو اثنتين على أربع درجات صوتية بحيث ينسج الجملة بدقة شديدة جدا، وهو شيء غير تقليدي عند باقي القراء، وهذا ما يسمى الزخرفة والصعود والهبوط".
ولا يختلف اثنان في أن الشيخ المنشاوي جمع في قراءته كل ميزات الجمال، وكان يقرأ آيات التبشير بفرحة القلب.
وكثيرا ما يقرأ القرآن في مقام نهاوند، وينتقل منه إلى نهاوند المرصّع، فيما كان يؤدي الأذان في مقامي راست والحجاز.
مساحة إعلانية
المصدر : أخبار قطر : محمد صديق المنشاوي .. قارئ القرآن الوحيد الذي انتقلت إليه الإذاعة لتسجل صوته