الاثنين 11 مارس 2024 03:42 مساءً
محليات
22
فواكه في أحد المجمعات التجارية
الدوحة - قنا
شهر رمضان هو شهر الرحمة والرأفة، والبذل والعطاء، والإمساك عن الطعام والشراب، طمعا في الأجر المضاعف وغفران الذنوب حيث يستعد الجميع لشهر التعفف والزهد.. ومع اقتراب الشهر الفضيل تصدر دعوات لترشيد الاستهلاك وضبط الإنفاق والابتعاد عن التبذير والإسراف، خاصة وأن الصوم يعد فرصة لمراجعة النفس وتزكيتها والصبر على الجوع والعطش، وفرصة لتعظيم الأجر والثواب والأعمال الصالحة والابتعاد عن المعاصي والمغريات الدنيوية.
ويمثل الاقتصاد في الاستهلاك أحد أهداف الصيام من وجهة نظر دينية وشرعية، ولتحقيق ترشيد الاستهلاك يمكن الاستعانة ببعض النصائح لعل أبرزها: تحديد ميزانية للشهر الفضيل وضبط الأنفاق والتقيّد بشراء الحاجات الأساسية، وتفادي العروض والتخفيضات بالمراكز التجارية، والاقتصار على طهي أنواع محددة من الطعام حسب حاجة العائلة وتجنب الهدر الغذائي، فضلا عن تخزين الأكل المتبقي بالطرق الصحيحة.
وفي هذا الشأن، قال الداعية ثابت سعد القحطاني، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية/ قنا/: لابد من التوازن في الشهر الفضيل، من حيث متطلبات الصيام والالتزامات الأسرية بما فيها مراعاة جوانب الأكل والشرب والإنفاق وكذلك جوانب الرياضة والترفيه، مضيفا "حتى نشعر بخير الشهور عند الله، والشهر أيامه قليلة ومعدودة فالمنافسة الحقيقة هي في الصلاة، وختم القران، وزيادة الخيرات، وازدياد معدل الإنتاج، وتنظيم الوقت، وصلة الرحم، وحسن الخلق مع الناس جميعا، وأن نستغل كل لحظة في هذا الشهر الكريم ونطبق تعاليم ديننا الحنيف".
وأضاف: لذلك لابد من كبح بعض توجهاتنا العاطفية المتعلقة بالكميات المطلوب شرائها واستهلاكها على مستوى الأطفال والنساء والأسر، والابتعاد عن تقليد المجتمعات المترفة ذات النمط الاستهلاكي، مشيرا إلى أن بعض الدول الإسلامية يتضاعف معدل استهلاكها في شهر رمضان، وتشير بعض الدراسات التي أجريت حديثا إلى أن ما يلقى ويتلف من مواد غذائية ويوضع في صناديق القمامة كبير إلى الحد الذي قد تبلغ نسبته في بعض الدول الإسلامية 45 بالمئة من حجم القمامة.
والصيام في رمضان هدفه في نطاق المأكولات والمشروبات حمية تعين على الصبر، وتضبط الوزن، واتباع هذا النهج يجعل الشهر الفضيل شهر حمية وصيام لا إسراف في الطعام، والنتيجة العملية خفض ميزانية الغذاء عن حجمها المعتاد، وخفض الوزن، وهذا هو مغزى قوله صلى الله عليه وسلم: "صوموا تصحوا".
وأشار إلى أنه وفي كثير من بلاد المسلمين تزيد ميزانية المأكولات والمشروبات على مستوى الأفراد والأسر بينما الواجب أن تنقص، داعيا إلى رفع درجة التكافل لإزالة حرمان المحرومين، وإخراج صدقة الفطر والعدالة في توزيعها، الإكثار من الصدقات.
وشدد على أهمية التمسك بالسنن الحميدة في التكافل الاجتماعي والإكثار من الصدقات، خاصة في ظل احتياجات عدد المسلمين في بعض الدول التي تعاني من حروب ونزاعات مما يزيد من ضائقة العيش ونسبة المحتاجين من الفقراء والمساكين.
وفي السياق ذاته، أكد رجل الأعمال أحمد الخلف، أن عملية تدبير المعيشة والاقتصاد في الاستهلاك والابتعاد عن الصرف غير الضروري تمثل أحد أهداف ومقاصد الصوم، لافتا إلى أنه وفي السنوات الأخيرة برزت عادات وسلوكيات غير محبذة في المجتمعات الإسلامية أنها تثقل كاهل رب الأسرة ماديا، على الرغم من أن فضائل شهر رمضان المبارك كثيرة ولا ينبغي أن تلهينا موائد الطعام وكثرة التسوق والتبضع لإعداد شتى أصناف المأكولات.
وشدد في إفادته لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، على أهمية الوعي بضرورة الاتزان في الإنفاق بدءا من الفرد والبيت إلى مؤسسات المجتمع المدني كالجمعيات الخيرية والأندية التعاونية وغيرها، ورفع مستوى وعي الأفراد بأهمية الترشيد في الإنفاق، منوها إلى أن الصرف الكبير على شراء المواد الاستهلاكية وتقديم الموائد ذات الأصناف المتنوعة يعد من العادات الاستهلاكية غير المحببة.
وقدم الخلف حزمة من النصائح أبرزها: التحكم في إدارة المحفظة المالية للأسرة بالتفريق بين الحاجيات الضرورية والمتطلبات الترفيهية، حيث يجب التركيز على المهم وخاصة السلع الأساسية، إضافة إلى تحديد ميزانية للتسوق، وقائمة لشراء الحاجات الأساسية والتقيد بها، وتجنب شراء السلع والمواد الغذائية غير الضرورية، فضلا عن تجنب التسوق خلال ساعات الصيام لجهة أن الشعور بالجوع يعزز دوافع الشراء أكثر مما هو مطلوب، وأيضا تجنب الانجرار وراء العروض والتخفيضات التي تقدمها المراكز والمحال التجارية، والتركيز على طهي أصناف محددة من الطعام حسب حاجة العائلة، وتخزين الأكل المتبقي بطريقة صحية وصحية وتجنب الهدر الغذائي.
وأشار رجل الأعمال أحمد الخلف، إلى زيادة وتيرة الإقبال على الشراء خلال الشهر الفضيل، مشيرا إلى أن أعلى معدلات الشراء من قبل المستهلكين تسجل خلال الفترة التي تسبق بدء رمضان بيومين وتستمر حتى الأسبوع الأول منه، وتتركز عمليات الشراء في السلع والمنتجات الغذائية كالخضروات والفواكه واللحوم والمواد الأساسية، وخلال الأسبوع الثاني والثالث من الشهر الفضيل تتراجع عمليات الشراء إلى مستوياتها الطبيعية، بينما خلال الأسبوع الأخير يزيد الإقبال على الأزياء والحلويات ترقبا للعيد.
ويعد الصيام تمرين في الصبر، والصبر من مكارم الأخلاق، وفيه كسر لعادات المعيشة، وهو وقاية من العلل والأدواء الناشئة من الإفراط في تناول الملذات، ولذلك فإن في الصيام مع التحكم على سلطان البدن ومادته سموا لروح العبد لأن الصوم هو باب العبادة. والصوم يكسر سلطان العادات، ويغسل الذنوب، ويفتح الباب للنجاة.
وتشير الإحصائيات إلى أن استهلاك الأفراد من الطعام يتضاعف في رمضان مقارنة ببقية الشهور الأخرى بالرغم من فترة الصيام الطويلة التي تصل إلى أكثر من 13 ساعة يوميا، ويعد الشهر الفضيل فرصة لتعظيم الأجر والثواب والأعمال الصالحة والابتعاد عن المعاصي والمغريات الدنيوية، وهو الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتقيد الشياطين لقول النبي صل الله عليه وسلم: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين، ولذلك من الضروري والمهم أن تتغير العادات الاستهلاكية في شهر رمضان بالابتعاد عن المبالغة في إعداد الأطعمة تلغي الكثير منها في صناديق القمامة، فنحن بحاجة إلى الترشيد في الاستهلاك والالتزام بالوسطية التي أمرنا بها ديننا الإسلامي.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
المصدر : محليات قطر : مع حلول شهر رمضان المبارك.. دعوة لضبط الاستهلاك وترشيد الإنفاق