الاثنين 11 مارس 2024 07:14 صباحاً
محليات
52
❖ غنوة العلواني
تكثف الأسر استعداداتها لاستقبال شهر رمضان المبارك، إذ تحظى هذه المناسبة الدينية العظيمة باحتفاء خاص من قبل المواطنين الذين اعتادوا على عادات وتقاليد معينة ارتبطت بهذا الشهر الكريم.
أهم ما يميز شهر رمضان هو زيادة الترابط والتكافل الاجتماعي واجتماع العائلة على مائدة الإفطار. تتوارث هذه العادات والتقاليد من جيل إلى آخر، من الأجداد والآباء إلى الأحفاد، لتبقى نهجًا يسير عليه المجتمع القطري.
تتهيأ البيوت مبكرًا لاستقبال هذا الضيف الكريم، حيث تبدأ السيدات بشراء احتياجات الشهر الكريم ومستلزماته وسط أجواء مليئة بالبهجة والسعادة.
استقبال الشهر الفضيل
اختلفت مظاهر الاحتفاء بالشهر الكريم عن السابق. مع تسارع وتيرة الحياة والتقدم الكبير الذي تشهده مجتمعاتنا، واختلاف وتنوع السلع، أصبحت مظاهر الاحتفال تبدو بشكل أوسع وأكبر من ذي قبل.
تبدأ الأسر بتكثيف نشاطها عند الانتهاء من ليلة النصف من شعبان واقتراب الشهر الكريم. تعكف ربات البيوت على رصد ما يحتاجونه من مؤن خلال الشهر الفضيل، وتبدأ السيدات بشراء الزينة وتخصيص ركن خاص في المنزل يضفي على الأجواء الرمضانية رونقها الخاص.
تقوم ربات البيوت بشراء الإضاءة الخفيفة وأنواع من الفوانيس والتحف التذكارية المستوحاة من الشهر الكريم.
الموائد لوّل
في السابق كانت الحياة أبسط، حتى المائدة الرمضانية كانت تعد من أنواع محددة من المأكولات مثل الهريس والأرز واللحم والثريد واللقيمات والشوربة والسلطات وبعض أنواع المعجنات. أما الآن فقد اختلفت الموائد الرمضانية وباتت أكثر تنوعًا، ودخل عليها العديد من الإضافات المستوحاة من واقعنا الحالي.
يكثر الازدحام قبل الشهر الكريم في الأسواق، خاصة الأسواق الشعبية، لشراء البهارات والمكسرات والخلطات اللازمة لإعداد الطعام.
لا تزال عادة توزيع الطعام على الجيران والمقربين موجودة إلى وقتنا الحالي. تعكف السيدات قبل أذان المغرب على توزيع عدد من الأطباق على جيرانهن وأقربائهن، وأيضًا يقمن هن باستلام أطباق مميزة، وتكون العملية متبادلة بين الجيران. هذه العادة من أجمل العادات المتواجدة في قطر.
المسحراتي
كان أبرز ما يميز رمضان في الماضي «المسحراتي» الذي كان يضفي رونقًا خاصًا على الشهر. كان يتجول في الأحياء لإيقاظ الناس على السحور ويقوم بترتيل أغنية معينة مخصصة للشهر الكريم.
على صعيد تجهيز المرأة للملابس والعطور، لا تزال المرأة القطرية تعتبر شهر رمضان من المناسبات الدينية الكبيرة وتجهز لها بأقصى طاقاتها. تقوم بشراء الملابس التراثية التقليدية المستوحاة من الشهر الكريم والعطور الخاصة بالمنزل والبخور، وأيضًا تقوم بشراء أوانٍ منزلية جديدة بداية رمضان، وهذا تقليد قائم إلى وقتنا الحالي.
يقع على عاتق الأم العاملة الكثير من الأعباء خلال رمضان. فهي مسئولة عن رعاية بيتها وأبنائها وعليها القيام بواجباتها الدينية وأيضًا إعداد الطعام لأفراد أسرتها، لذا وجب عليها أن تقوم بتجهيز مستلزماتها بوقت مسبق حتى لا يشكل ذلك إرهاقًا عليها خلال أيام الصيام.
بهجة خاصة
لكل زمن بهجته ورونقه الخاص، والأسر منذ القديم تسعى لشراء احتياجات الشهر الكريم منذ وقت مبكر. تتجه للأسواق الشعبية لشراء البهارات والخلطات الجاهزة إلى جانب المكسرات ومستلزمات الحلويات، كما أنها تقوم بشراء اللحم والدجاج قبل حلول الشهر الكريم.
تظل الأكلات الشعبية سيدة الموقف خلال الشهر الفضيل مثل الهريس والثريد والمضروبة إلى جانب اللقيمات والقهوة العربية التي لا غنى عنها بعد الإفطار.
لكل زمان جمالياته الخاصة. ففي وقتنا الحالي، يتميز رمضان أيضًا برونقه ونفحاته الإيمانية، حيث تقوم الأسر بتزيين المنازل وشراء المأكولات المنوعة التي لم تكن موجودة في السابق.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
المصدر : أخبار قطر : رمضان في قطر.. أصالة التراث تزهر في رحاب التطور