الاثنين 11 مارس 2024 07:14 صباحاً
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
محليات
38
❖ الدوحة - الشرق
قال الدكتور محمد رسلان -اخصائي طب الاسرة في مركز ام صلال الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية-، « إنَّ فترة الصيام هي فترة نشاط بدني معتاد يحتاج فيها الجسم للطاقة لعمل وظائفه الأساسية، بالإضافة إلى الطاقة التي تمد القوى الحركية للجسم، وعندما يتوقف الجسم عن استقبال الماء والغذاء بصفة قطعية، فإن ذلك يؤدي إلى نفاذ مخزون الكربوهيدرات المنتج من الطعام السابق بشكل تدريجي من الجسم، وحينئذ يبحث الجسم عن البدائل لتكوين الطاقة المسؤولة عن وظائفه الحيوية، فيلجأ لمخزون السكر المختزن في الكبد على شكل جليكوجين فيتم استخدامه لتكوين الطاقة ومع استمرار الصيام فإن هذا المخزون يبدأ في التناقص ويبدأ الجسم في البحث عن مصادر لتخليق الطاقة اللازمة فيتجه إلى الدهون المتراكمة والزائدة في الجسم تحت الجلد أو بين الأحشاء الداخلية فيذيبها ويأخذ منها الطاقة».
وتابع الدكتور رسلان» نستطيع القول ان الإنسان إذا صام لمدة تصل إلى عشر ساعات متواصلة يبدأ في استهلاك الكربوهيدرات الممتصة من الطعام السابق، وقد يشعر الفرد عندئذ بالجوع نتيجة خواء المعدة، وفي هذه المرحلة فإن المعدة تفقد سعتها التخزينية للطعام وكذلك حاجتها للامتلاء، وهذه نقطة مهمة للصائم؛ لأن حينئذ يبدأ الجسم في التخلص من السموم المتراكمة والمرتبطة بالخلايا الدهنية الثابتة طوال العام ويبدأ في الخسران من الوزن مما يشعر الصائم بخفة الحركة والشعور بالتحسن في الآلام العامة وعلى الأخص آلام المفاصل وخصوصًا في الركب والظهر، كما يتم تحسن في مستوى السكر النوع الثاني، وإذا زادت فترة الصيام من 13 إلى 16 ساعة يوميَا مثلًا، فإن ذلك سيؤدي إلى استهلاك مخزون الجليكوجين المختزن في الكبد بشكل أكبر، وهذا سيساعد على تقليل السموم بشكل أكبر وملحوظ؛ وسيزيد من نشاط الخلايا المقاومة لتكوين الأورام، والخلايا المحفزة لزيادة أي التهابات وخصوصَا تلك التي يعاني منها الجهاز الهضمي والناجمة عن استمرارية الطعام والشراب أو الفرط في تناولهما.
«ترتيب ذاتي للجسم»
وإذا زادت ساعات الصيام لأكثر من 16 ساعة يوميَا كأن وصلت إلى ثماني عشرة ساعة يوميَا مثلَا فسيؤدي ذلك إلى نفاذ مخزون الجليكوجين من الكبد ويبدأ الكبد في تخليق أجسام الكيتون اللازم لتخليق الطاقة، ويبدأ الجسم في البحث عن أي خلايا زائدة أو خلايا مختلة وظيفيًا أو خلايا هرمة أو بكتريا فيستعملها كمصدر داخلي للطاقة الذاتية السهلة، وهي عملية ترتيب ذاتي للجسم تتم بصورة طبيعية في حالة التوقف عن الطعام والشراب أو التقليل من الأكل والشرب بشكل تدريجي، ولفترات طويلة وهذا ما نلاحظه في مرضى عمليات الجهاز الهضمي لإنقاص الوزن.
إذن الصيام وإن كان عبادة وركنا من أركان الإسلام فهو أعظم استفادة للجسم، ويضاف لهذه الخيرية تأثير الصوم على صحة البدن، والصوم لابد أن يصاحبه إحساس بالجوع، فهذا الإحساس الذي يشعر به الصائم هو المحرك الرئيس في التخلص من السموم والخلايا الدهنية، ولذا فلا يجب على الصائم الإفراط في الطعام والشراب للسماح للجسم باستهلاك جميع الخلايا التي لا فائدة منها والتي لا تٌستهلك إلا بظاهرة الصيام فيكسب المريض الأجر والثواب والتقرب إلى الله ويكسب الصحة والعافية في ذات الوقت، وما أعظم سر الخالق في الأمر بهذه الفريضة وجعلها ركنا من أركان الإسلام.
مساحة إعلانية
المصدر : أخبار قطر : د. محمد رسلان: الصيام فرصة لتخلص الجسم من السموم