الاثنين 11 مارس 2024 07:14 صباحاً
محليات
16
❖ هديل صابر
حذر مختصون ومواطنون مما يعرف بالدعم المباشر لـ (البثوث) على منصة «تيك توك»، وصفوها بأنها طريقة من طرق النصب والاحتيال على المتابعين لتحقيق كسب سريع للمشاهير. حيث إنَّ المقصود بـ»الدعم المباشر» وهي وسيلة تقدم لمستخدمي التيك توك خلال خدمات البث المباشر، حيث يقدم أي مستخدم «تبرعا» لصاحب المقطع المصور للتعبير عن إعجابه بالمحتوى، هذا التبرع يكون في شكل نقاط يتم تحويلها فيما بعد إلى أموال، يخصم التطبيق جزءا ضئيلا من هذه الأموال قبل إرسال بقية التبرع لصاحب البث المباشر.وحملَّ مواطنون في حديثهم لـ»الشرق» أولياء الأمور المسؤولية كاملة للأفعال الصادرة عن أبنائهم لاسيما المراهقين، إذ إنَّ بعض الأهالي أصبحوا يعوضون غيابهم عن أبنائهم بالمال الذي يُنفق دون أن يسأل ولي الأمر ابنه أو ابنته عن الوجهة التي أنفق فيها المال مما يزيد من انحرافات أبنائه السلوكية مع انتفاء الرقابة الوالدية. وأكدوا أن هذا الدعم يعد نوعا من أنواع «القمار»، لذا من المهم أن تخضع هذه المنصات للرقابة ولا ضير من حجبها في حال تمت مقارنة فوائدها إلى مضارها.. فيما أكد أحد أولياء الأمور أنَّ البعض يقومون بدعم المشاهير على التيك توك بملايين الريالات.
حمَّل السيد نايف اليافعي، الوالدين مسؤولية التصرفات والأفعال الخطأ التي تصدر عن الأبناء، متسائلا عن دورهما في تنشئة أبنائهما التنشئة التي تحميهم من وحل المفاسد التي تُصَدِّرُها منصات التواصل الاجتماعي يوما بعد يوم. وأشار اليافعي إلى أنَّ من يقف وراء هذه المنصات يعلم الأساليب والطرق التي تجذب المراهقين وحتى الشباب في أعمار ما بعد المراهقة لاستغلالهم والنصب عليهم، وتمرير فكرة أن من يقوم بالدعم شخص يستحق أن يقال عنه «كفو» وهو بفعلته هذه بعيد كل البعد عن قيمة هذه الكلمة سواء دعم من ماله أو من مال أحد والديه، والمشكلة الأكبر من يحمل نفسه ديونا لدعم مشهوره !.
وشدد اليافعي على دور وزارة التربية والتعليم وأولياء الأمور في رفع الوعي، والتحذير من هذه الأفخاخ التي ينصبها بعض المشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي للكسب المادي السريع والخاسر هو هذا المراهق وأسرته، معتقدا أنَّ الحل ليس بحظر المنصة هذه وإنما بالوعي والرقابة والتوجيه وتوضيح مغبة هذه الأفعال التي تنم فعلا عن عدم مسؤولية من الشخص، ويجب أن يوصف بالسفه.
وصف الدكتور خالد المهندي- استشاري نفسي-، إنفاق المال لدعم مشاهير التيك توك بـ»القمار»، مؤكداً خطر انسياق المراهقين والشباب من عمر 15 عاما حتى 25 عاما وراء هذه المنصات دون وعي، مشيرا إلى أنَّ «البثوث المباشرة» نصب لتحقيق الثراء السريع للمشاهير، كما أنَّ الذين ينفقون أموالهم فيما يضر ولا ينفع مصابون دون شك باعتلالات نفسية، كما أنه يعكس جنون العظمة لديهم.
وشدد د. المهندي على أهمية توعية الوالدين بطرق التعامل مع منصات التواصل الاجتماعي، سيما وأنَّ وعي الوالدين سيقلل من المخاطر التي تحيط باستخدام هذه المنصات إلى حد كبير، لافتا إلى أهمية الدور التوعوي لوزارات الدولة لاسيما وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي والأوقاف والشؤون الإسلامية في رفع وعي الطلبة من كلا الجنسين في المدارس في كافة المراحل، مشيرا إلى دور الخطاب الديني الذي يعد ركيزة لتوعية الشباب والفتيات بخطورة التعامل مع هذه المنصات، والحث على استثمار أوقات الفراغ فيما ينفع، إلى جانب الرقابة على أبنائهما وعلى الأموال التي تعطى لهم فيما تنفق، والاستفادة من نفحات رمضان لتعزيز السلوك الإيجابي لهذه الفئة من الشباب والفتيات.
الكسب السريع
وأشار إلى أنَّ هذه المنصات لاسيما التيك توك تعمل بإستراتيجية ذكية للكسب السريع من خلال دفع الأموال للمشاهير الذين لديهم قاعدة جماهيرية، فما يكون منهم إلا فتح بث مباشر لأفعال وتحديات تجذب المراهقين خاصة الذين يقومون بالتنافس فيما بينهم لدعم هذا المشهور دون أي عائد عليهم، خاصة وأنَّ المكسب سيعود للمنصة وللمشهور الذي يكون استغل مشاهديه بحثا عن الكسب السريع، الأمر الذي له انعكاس سلبي على المراهقين الذين يتخذون من هؤلاء قدوات فيصبحوا مهملين في تحصيلهم العلمي بحثا عن هذا الكسب السريع من خلال تحديات خطيرة وبالتالي زيادة عدد المتابعين والمشاهدات للحصول على الكسب السريع. ويعتقد د. المهندي أنَّ حظر هذه المنصة على وجه التحديد أحد هذه الحلول أسوة بعدد من الدول التي حظرتها لخطورتها لحجم الفساد عبر هذه المنصة، حتى وإن قدمت المفيد في ركن ما، إلا أنَّ مفسدتها أكثر.
الرقابة والمسؤولية
من جانبه انتقد أحمد الحوسني أولياء الأمور الذين يعوضون غيابهم بوضع مبالغ كبيرة في تصرف أبنائهم من المراهقين دون رقابة من قبلهم في الوجهة التي ينفق بها ابنه أو ابنته المال، فهذا أولى الخطوات نحو الفساد، والدليل على هذا هي المبالغ التي ينفقها هؤلاء على دعم «التيك توكر» بمبالغ طائلة تنم عن انعدام مسؤولية من يقومون بالدعم وأولياء أمورهم، مشيرا إلى أنَّ المشكلة تتضاعف عندما يقوم بهذا التصرف أشخاص بالغون راشدون. وحذر الحوسني من الانسياق وراء هذه المنصات والأفعال التي لربما تكون جريمة يعاقب عليها القانون أو غسيل أموال لذا من المهم أن يكون الشخص واعياً عند متابعته لمحتوى المنصات. بدوره وصف جبر البوعينين إنفاق بعض المراهقين على مشاهير «التيك توك» بعدم الوعي، والذي ينم عن خواء الشخص الذي يبدد مصروفه على هذه الأفعال التي لا نفع منها، متسائلا في هذا السياق عن دور أولياء الأمور في متابعة أبنائهم ومراقبة تصرفاتهم وتقويم الخطأ، وتوعيتهم بأنَّ هذه الأفعال والتصرفات لن تضيف إلى الفاعل سوى أنه بمثابة مطية يستخدمها المشهور كي يصل إلى ما يريد دون جهد أو تعب.
ورأى البوعينين أنَّ لا فائدة من حجب المنصة لكن الأهم هو التركيز على التنشئة الصحيحة، وتقويم السلوكيات الخطأ التي لا تشبه العادات والتقاليد وطبيعة المجتمع المحلي الذي نشأ على إنفاق ماله على ما ينفع كخدمة الغير، وليس على مشهور يقوم بأعمال بهلوانية فقط لإقناع من يشاهده أن يستحق الدعم.
السيطرة على عقول المراهقين
جاء رأي ناصر يوسف مرجحا أن الحل بحظر المنصة لدورها حقيقة في السيطرة على عقول جيل بأكمله من المراهقين الذين باتوا يقضون ساعات وساعات، بل بلغ الأمر أنَّ البعض ينفق على مشاهير «البثوث» فقط متحدياً شخصا آخر يقوم بدعم مشهور آخر !.، الأمر الذي يتطلب رادعا.
وأكد ناصر يوسف أنَّ هذه الأفعال لا تشبه المجتمع المحلي في شيء، بل هذه أفعال دخيلة أدخلتها هذه المنصات التي تدار من أشخاص بعيدين كل البعد عن الثقافة العربية، بهدف توسيع قاعدة الانتشار من خلال استهداف المراهقين وليس أي مراهق بل من ترك هذه المنصات تقوده دون أن يفكر بالعواقب في حال إنفاقه هذه المبالغ على أمر لا ينفع.
وتساءل ناصر يوسف عن دور الآباء الذين يضعون بين يدي أبنائهم مبالغ كبيرة للتصرف بها، لاعتقادهم بأنَّ هذا التصرف في إطار التنشئة السليمة، رغم أن هذا التصرف خطأ، إذ إنَّ هذه الأعمار لا تحسن التصرف في المال لذا لابد من مراقبتهم.
مساحة إعلانية
المصدر : أخبار قطر : مواطنون ومختصون لـ الشرق: دعم «بثوث» تيك توك نصب لتحقيق الثراء السريع للمشاهير