الجمعة 8 مارس 2024 07:14 صباحاً
عربي ودولي
42
❖ عواطف بن علي
قالت صحيفة «هافينغتون بوست» إنه منذ أن بدأت إسرائيل حملتها في غزة لم يتمكن سوى عدد قليل من سكان المنطقة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من الوصول إلى بر الأمان. ويُعتقد أن ما يصل إلى ألف شخص يعيشون في مصر بعد الاعتماد على جنسياتهم المزدوجة. وقد تغلب البعض من الطواقم الطبية والدبلوماسية على العقبات البيروقراطية واللوجستية لإجلاء بعض الفلسطينيين، الذين كانوا بحاجة إلى رعاية عاجلة ومتخصصة. وأشارت الصحيفة أن حوالي 700 مدني فلسطيني- من بينهم 300 طفل- موجودون الآن في قطر، اغلبهم من الجرحى وبعض مرافقيهم حيث تخطط الدوحة لعلاج ما لا يقل عن 1500 جريح من سكان غزة، وفي مقابلات مع هافينغتون بوست وصف الفلسطينون الذين تم إجلاؤهم في الدوحة وجع القلب بسبب الانفصال عن أحبائهم الذين يعيشون ويلات الحرب وخيبة الأمل العميقة بشأن الرد العالمي على الوضع في غزة.
قال التقرير: تعيش ثاري في قطر منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، منذ أن استيقظت هناك بعد إصابتها في غارة إسرائيلية على مدرسة تابعة للأمم المتحدة. وأدى الهجوم إلى مقتل حفيدتها البالغة من العمر 3 سنوات، التي كانت تجلس مع ثاري بينما كانت تصنع الخبز لعائلتها، وأصاب ثاري بجروح بالغة لدرجة أن عمال الطوارئ وضعوها في كيس الجثث - ولم يدركوا أنها على قيد الحياة إلا عندما لاحظت أختها أن عيون ثاري لا تزال تتحرك. قامت الفرق الطبية بنقل ثاري وزوجها المصاب من مستشفيات غزة إلى سفينة مستشفى إيطالية، ثم إلى مصر وفي نهاية المطاف إلى قطر. لقد خضعت حتى الآن لخمس عمليات جراحية، وتنتظر واحدة أخرى في ظهرها. وقالت ثاري، 39 عاماً:»إذا كان لدي خيار التوقف عن العلاج، فسوف أعود بنبض القلب». وبالإضافة إلى القلق على أطفالها، فإن «قلبها يحترق» على والديها، اللذين يبلغان من العمر 70 و75 عاماً. وتابعت ثاري: «لست قادرة على الشفاء بسبب عقلي وحالتي العاطفية يطلب مني معالجي النفسي التوقف عن مشاهدة الأخبار، ولكن كيف يمكنني التوقف؟ لا بد لي من التحقق من قوائم الأشخاص الذين استشهدوا. كيف يمكنني التوقف؟».
وتابع التقرير: محمد عبيد (42 عاما) وابنه بهاء (13 عاما) موجودان في قطر منذ 18 يناير. ومنذ تعرضهما لغارة جوية إسرائيلية في 6 نوفمبر، خضعا لعمليات جراحية معقدة. لقد فقد بهاء ساقه اليسرى ويأمل في الحصول على طرف صناعي قريبًا، قال عبيد: «لقد تعبنا». «نحن نريد السلام فقط..»قاوم دموعه وهو يتذكر كيف حاول الإمساك بيد زوجته بعد الضربة، وكيف أدرك، بمجرد نقلهما إلى المستشفى، أنها فقدت الكثير من السائل الشوكي بحيث لا تستطيع البقاء على قيد الحياة.
وقال الكثيرون في الدوحة إن لم شملهم مع أحبائهم هو أولويتهم الرئيسية. وقد انفصل البعض بالفعل عن أفراد عائلاتهم خلال الحرب، حيث تم تهجير أكثر من 70٪ من سكان غزة إلى ملاجئ مؤقتة وسط أوامر الإخلاء الإسرائيلية وعمليات القصف وتقدم القوات الإسرائيلية.
وقالت إيمان، وهي شابة من مدينة غزة، لـ»هافينغتون بوست» إنها تفكر باستمرار في قرارها ركوب سيارة الإسعاف مع ابنتها ألين بعد إصابة الفتاة بشظية على شرفة شقتهم في 10 ديسمبر. وقد أحضرهما موظفو الطوارئ إلى المستشفى عبر الحواجز الإسرائيلية وبسبب اتساع جرح ألين، الذي ترك فجوة كبيرة في جانب وجهها، احتفظ بها الأطباء في المستشفى وأرسلوها في النهاية إلى مصر، ثم قطر.
وبين التقرير: «إن وجهات نظر كهذه لا تعكس فقط مدى الصدمة التي سببتها الحرب المستمرة للفلسطينيين، بل إنها تعكس أيضاً الحذر واسع النطاق بشأن المناقشات في واشنطن، والعواصم الإقليمية، وخارجها، بشأن وقف القتال والتفاوض على سلام إسرائيلي فلسطيني دائم. في الوقت نفسه، تؤكد قصص الأشخاص الذين تم إجلاؤهم على التوق إلى فترة راحة بين أولئك الذين يفهمون الظروف في غزة ــ وهو الهدف الذي يقول بايدن وغيره من الشخصيات الرئيسية إنهم يعملون بجد لتحقيقه قبل أن يبدأ شهر رمضان المبارك في 10من مارس».
ويقول خبراء الأمم المتحدة إن شمال غزة، حيث يعيش 300 ألف فلسطيني آخر، يعاني من ظروف شبه مجاعة ويموت الأطفال هناك من الجوع. وعلى الرغم من سيطرة إسرائيل على المنطقة، إلا أنها لم تقدم سوى القليل من الدعم للجهود التي تبذلها المجموعات المانحة والشركاء الآخرون مثل الولايات المتحدة لإرسال كميات كبيرة من المواد الغذائية والإمدادات الأخرى. وأدى تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، والمخاوف من أن يؤدي استمرار إراقة الدماء هناك إلى إثارة أعمال عنف أوسع نطاقاً خلال شهر رمضان، إلى تكثيف المحاولات التي تقودها الولايات المتحدة للتفاوض على وقف القتال والسماح بدخول المزيد من المساعدات وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين.
مساحة إعلانية
المصدر : أخبار قطر : هافينغتون بوست: قطر توفر عناية صحية فائقة لجرحى غزة