الجمعة 8 مارس 2024 07:14 صباحاً
ثقافة وفنون
28
وزير الثقافة والحضور يتابعون الندوة
❖ طه عبدالرحمن
شهد موسم الندوات أمس الذي تنظمه وزارة الثقافة ندوة «العرب والغرب ما بعد حرب غزة»، بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وذلك بحضور سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، ود. عزمي بشارة المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وجمع من الأكاديميين والمثقفين.
وشارك في الندوة كل من د. عبد الوهاب الأفندي رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا، ود. محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر ، ود. باسم الطويسي رئيس برنامج دراسات الإعلام في معهد الدوحة للدراسات، ود. عائشة البصري الباحثة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات والدبلوماسية السابقة في منظمة الأمم المتحدة.
دعم قطر
ونوه د. محمد المسفر إلى موقف قطر الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، والتي أصبحت تحظى بمكانة كبيرة على الساحة الدولية، بعد مرور خمسة شهور على الحرب على غزة، وهي سابقة تعد الأولى في تاريخ القضية منذ 1948، حتى أصبحت قضية العالم بامتياز، وغطت على كل الأزمات والحروب الدائرة في العالم بدءا بصراع أمريكا والصين في المياه الآسيوية، ثم الحرب في أوكرانيا، والصراعات المختلفة في العالم. مرجعاً الفضل في ذلك إلى المقاومة الباسلة.
ووصف صمود المقاومة الفلسطينية في غزة بأنه فاجأ الجميع بشجاعة المحارب الفلسطيني أمام قوة «إسرائيل» بتفوقها عددا وعدة ودعما من عدة دول. واصفاً جرائم الإبادة التي يمارسها الاحتلال في غزة بأنها «تصرف ثأري وانتقامي بكل ما تحمله الكلمة من معاني الحقد والكراهية». واعتبر ذلك نتيجة للصدمة التي أصيب بها الكيان الصهيوني برمته بعد طوفان الأقصى.
وتعرض د. محمد المسفر إلى حجم التعاطف الغربي الذي حازت عليه «إسرائيل» في أعقاب 7 أكتوبر، وما تخلله من دعايات وأكاذيب روجت لها الرواية «الإسرائيلية». لافتاً إلى اختلاف الوضع بعد ذلك، بتغير الخطاب السياسي لكثير من قادة أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لصالح القضية الفلسطينية والدعوة لإنهاء الحرب في غزة ورفع الحصار عنها.
غياب عربي
وحمل د. عبد الوهاب الأفندي بشدة على عدم وجود تكتل عربي موحد يقف أمام آلة الحرب «الإسرائيلية»، ما أدى إلى غياب الصوت العربي الموحد، فضلاً عن وجود فجوة بين المقاومة في غزة والسلطة الفلسطينية، علاوة على الدعم الغربي المتواصل للاحتلال خلال حرب الإبادة.
وشدد على ضرورة عدم الاكتفاء بنقد الغرب، وخاصة بعدما كشفت دوائره الرسمية عن نفسها، وسقوط مبادئها وشعاراتها. داعياً إلى ضرورة التركيز على تغيير الوضع العربي الراهن، بالشكل الذي يجعله قادراً على المواجهة والصمود.
دعم غربي
وقالت د. عائشة البصري: إنه على الرغم من قتامة صورة المشهد العالمي فإن هناك مؤشرات تدل على أنه ما زال هناك أمل تجسده الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد «إسرائيل» بتهمة الإبادة الجماعية، ووقوف ما يزيد على 40 دولة أمام محكمة العدل الدولية مطالبة بوقف الاحتلال «الإسرائيلي»، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وهو أمل يدعمه زخم التضامن مع صمود الفلسطينيين في وجه الاحتلال.لافتة إلى أن الحرب على غزة أظهرت أن العالم يفتقد إلى نظام دولي قائم على القانون.
منظور ثقافي
وتطرق د. باسم الطويسي للاستهداف الممنهج من جانب الاحتلال «الإسرائيلي» للثقافة في غزة وتعمده تدمير كافة الممتلكات الثقافية من مواقع تراثية ومكتبات ومتاحف ومؤسسات تعليمية. وقال إن الاحتلال دمر 9 مواقع أثرية، و195 مبنى تاريخيا، و12 متحفا، و24 مركزا ثقافيا، وكليات جامعية، علاوة على استهداف المثقفين والأكاديميين بالقتل، مما يظهر أنها حرب إبادة للثقافة الفلسطينية. وتعرض بالنقد للآلة الإعلامية والدعائية بأبعادها «الإسرائيلية» والغربية حيث عمدت معظم الدول الغربية إلى تسخير قواها الصلبة والناعمة في دعم رواية الاحتلال المضللة، مؤكدا أن هناك نخبا سياسية وثقافية وأكاديمية غربية اعترفت بأن العدوان على غزة يهدد فعليا القوة الأخلاقية والمعيارية للغرب.
جلسة المثقفين
يشهد موسم الندوات هذا العام برنامجا يتنوع ما بين الندوات والأمسيات الشعرية والمحاضرات، وهو ما يثري الحوار بين المفكرين والمثقفين حول أبرز القضايا الثقافية والمجتمعية الراهنة، حيث يجسد موسم الندوات رؤية وزارة الثقافة الهادفة إلى تعزيز الهوية الثقافية والفكرية لأبناء الوطن، ودعم المشهد الثقافي المحلي، من خلال مد جسور التواصل بين المثقفين والمفكرين، وما ينتج عن هذا التواصل المثمر من أطروحات وأفكار ومبادرات قيمة تسهم في دعم مسيرة التنمية، وإيجاد حلول لقضايا المجتمع.
وتقام اليوم جلسة حوارية قطرية عامة يشارك فيها ثلة من المثقفين والمفكرين والمبدعين، لمناقشة موضوع «المتغيرات الثقافية في المجتمع القطري».
في ندوة حضرها عبدالرحمن بن حمد..
د. مبروك زيد الخير: الأمة بحاجة إلى قوة في تماسكها وعلمها ورؤاها للحياة
بحضور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، شهد موسم الندوات ندوة «مفهوم التعايش في الحضارة الإسلامية وأثره في بناء الأمة واستقرارها»، تحدث فيها الداعية الجزائري د. مبروك زيد الخير، عضو المجلس الإسلامي الأعلى في الحزائر وأستاذ اللغويات والبلاغة القرآنية، وأدارها الداعية د. يوسف عاشير، وذلك بحضور جمهور لافت.
واستهل د. مبروك زيد الخير مداخلته موجها الشكر لسعادة وزير الثقافة على دعوته له للمشاركة في موسم الندوات ودعم سعادته للثقافة. وأكد د. زيد الخير أن مفهوم التعاش موجود منذ انبثاق المولد الأول، وأن القرآن الكريم استعمل العيش في العديد من الألفاظ القرآنية.
وعرج على وثيقة المدينة، مؤكدا أنها أعطت الحقوق لجميع الأطراف، «ومن هنا ينبغي علينا العودة للأصول التي بناها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في تلك الوثيقة المهمة، وأنها تستدعي أن نستخلص منها المنافع التي يمكن إسقاطها على واقعنا، وأن التساهل يجب أن يكون ضمن حدود، تجنبا للدخول في حيز المحاذير، فلا يجوز للمؤمن أن يكون ممن يسهل خداعه، بل عليه أن يكون كيسا فطنا، خاصة في ظل المؤامرات التي تحاك ضد المسلمين حاليا، وهو ما يتطلب منا مجابهتها وصدها عن أمتنا».
وعن طرق التعايش مع الآخر، قال د. زيد الخير إن الاسلام صالح لكل زمان ومكان، «فقد خلق الله البشر مختلفين، والاختلاف أمر طبيعي وموجود في فطرة الإنسان، والتعايش يضمن القدرة على تقبل الاختلاف، وهذه الصفة من سمات المؤمنين، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يغرس معاني الإيمان في نفوس الناس، ووجب علينا الاقتداء بأخلاقه وتعاملاته».وتابع: إن الدعوة ليست حكرا على الدعاة فقط، بل هي تحقيق لمراد الله من أجل إيصال فضائل هذا الدين، شريطة ألا يكون ذلك بغلظة، مع بقاء عزة المسلم وتشبثه بقيمه».لافتاً إلى أن المسلمين أقاموا الحضارة عندما كانوا خلائف قبل أن يصبحوا طوائف، وأن الأمة تحتاج لقوة في تماسكها وعلمها ورؤاها للحياة، مع ضرورة التمسك بكتاب الله وسنة رسوله.
نماذج إسلامية
وتطرق د. زيد الخير إلى نماذج من التعايش في التاريخ الإسلامي، وأن هذا التعايش انطلق من البيئة التي نبع منها الإسلام، وتحولت بعد البعثة النبوية إلى وضعية إسلامية خالصة، بعدما كانت تعاني من فوضى كانت تسود هذه البيئة آنذاك، علاوة على فقدها للعديد من المقومات.وقال إن الدين الإسلامي هو الخاتم لجميع الأديان ويمكن اعتباره الشمس المشرقة التي أشرقت حول كواكب منيرة في الكون، وأن بعث النبي عليه الصلاة والسلام بالرسالة قد سبقه علامات كثيرة وقد بشرت به الكتب السماوية.
ثقافة التعايش
شدد د. مبروك زيد الخير على أهمية التعاون بين المتعايشين في إطار من الشراكة والمبادلة، مع أهمية توفر الإحسان فيما بينهم، علاوة على ضرورة الفاعلية والإيجابية بما يحقق النفع، بعيدا عن السلبية. واسترجع بدايات البعثة المحمدية، وما واجهه الرسول صلى الله عليه وسلم من أذى وعنت من جانب المشركين، حتى إقامته صلى الله عليه وسلم للدولة الإسلامية في المدينة المنورة، وتدعيمه لأواصر التعايش بين المهاجرين والأنصار، حتى أصبحت العلاقة قوية ومتينة بين الصحابة رضوان الله عليهم من خلال المسجد الذي شكل رابطا جامعا بينهم.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية