الجمعة 8 مارس 2024 07:14 صباحاً
محليات
30
❖ وفاء زايد
فنانة تشكيلية قطرية تحلق في آفاق الفنون المعبرة عن روح التراث والزمن الجميل، وتنقلنا من عالمنا إلى أحضان الطبيعة المحلية التي تزينها أشجار السدر وثمار الكنار بذكريات الطفولة التي تعبق فرجان الدوحة ومناطقها.
فقد أقامت الفنانة القطرية عائشة راشد المهندي معرضها الشخصي الأول بمركز ملتقى بالمدينة التعليمية، لتزهو بلوحات فنية تعبر عن أشجار السدر ولهو الأطفال هنا وهناك، وهي الشجرة التي اتخذتها مؤسسة قطر شعاراً لها، وأنشأت أكبر مدينة عالمية تعليمية أكاديمية تضاهي الجامعات المرموقة وتحتضن أرقى الجامعات والكليات العلمية والفنية والهندسية في العالم.
قالت السيدة عائشة راشد المهندي رائدة أعمال وفنانة تشكيلية موهوبة منذ الصغر خريجة جامعة قطر: إنّ الأعمال الفنية متنفس وتعبير عن الذات، وتعتبر بوصلة الحياة ورسالة لكل العالم بأهمية الفن في حياة البشرية وهو شغف يفتح الآفاق للإنسان، إضافة لاهتمامي بمجال الحرف الفنية خصوصاً التراثية واليدوية والتي أسعى للاستثمار فيها سواء تعلمها أو أعلمها للآخرين أو أساهم في نقلها كخبرة ثرية لكل شخص من حولي.
وأضافت أنّ معرضها بالمدينة التعليمية يحمل ذكريات الطفولة الجميلة المليئة بأشجار السدر المتواجدة في أنحاء الفريج، والمنازل والشوارع المجاورة، وكان الصغار يتسابقون إلى قطف الثمرة لمشاركة إخوانهم وأفراد عائلاتهم في تناولها.
وأشارت إلى أنّ نظرة الأفراد إلى الأشياء تغيرت من حولهم، لذلك عرضت مجموعة من الأعمال الفنية التي تنقل جماليات السدر والكنار للعودة إلى ذكريات الزمن الجميل بداخلنا.
وأشادت بالتفاعل والتعاون مع مؤسسة قطر، وإنني أشكرهم على استضافة معرض كنار الريان وهو المعرض الشخصي الأول بالنسبة لي ولأنني من مواليد منطقة الريان لذلك حرصت على إقامة معرضي في مؤسسة قطر لأنها مؤسسة عالمية رائدة حافظت بقوة على شجرة السدر في كل مكان بالمؤسسة، لذلك أسميت معرضي ( كنار الريان ).
وعلاقتي من شجرة السدر علاقة قوية جداً من الطفولة وهي علاقة اجتماعية وتراثية وتاريخية مع شجرة الكنار، وأطمح لتعاون مستقبلي آخر.
وتحدثت عن رسوماتها قائلة: إنني أرسم بالألوان الزيتية وقدمت في المعرض الشخصي الأول كنار الريان 17 لوحة فنية نتاج عمل لسنتين، وأغلب اللوحات من تصويري وتعبيري من خلال الواقع، مستوحاة من البيئة المحلية وذكريات البيت القطري، وجميعها تجسد ثمرة الكنار وشجرة السدرة وزهرة السدرة وقطف الطفل لثمرة الكنار وورقة وساق شجر السدرة.
ووجدت إقبالاً وإعجاباً من طلاب وطالبات المدينة التعليمية، وهذا أسعدني بالفخر إنني أوصلت فكرتي الفنية من خلال الرسم والألوان، وكثيرون عبروا عن إعجابهم بالفن القطري وأنّ زيارات الطلاب للمعرض تقربهم من الفنانين القطريين واللوحات المعبرة عن ذكريات الحياة المحلية.
وأشارت إلى هواياتها قائلة: لدي مهارات في صناعة المنسوجات والأشياء التراثية والحرف اليدوية وصناعة العطور والفخار، وأحاول تقريبها للجيل الناشئ من خلال ورش فنية ومهارية وأنقلها للجيل وفق أسس احترافية وعلمية ونظرية حتى يتم استخدامها بدون هدرها، وأقدم برامج للأطفال بمشاريع بسيطة لإتقانها وتعلمها.
وعائشة المهندي.. رائدة أعمال في التجارة ومجال الورش والدورات الفنية والتصميم، وخريجة تخصص سياسات تخطيط وتنمية جامعة قطر، وعن مسارها العلمي، قالت: اخترت المسار العلمي لأنني سعيت لتحقيق أهدافي وفق منظور علمي، وأنّ التخطيط العلمي لكل شيء هو الأساس، وأن أكون في بدايات الأشياء التي لابد أن تبدأ بطريقة صحيحة، أما الفن فقد تعلمته بشكل ذاتي من التجربة والاستكشاف، واليوم أسعى لتعليم الصغار الفنون الجميلة.
توحي بالبهجة والتراث والعلم والمستقبل..
الإبداعات الفنية لمؤسسة قطر غير مسبوقة
نجحت مؤسسة قطر في إرساء مكانة متميزة للفن، وقد افتتحت المؤسسة عدداً من المتاحف المتطورة والمراكز الثقافية المتقدمة الرائدة، وعهدت الأعمال الفنية الحصرية والإبداع إلى أبرز الفنانين حول العالم مما يعكس التزام المؤسسة بتكريس مكانة الفن لديها وسعيها لتصبح وجهة رائدة في عالم الفن.
وتتبوأ 3 متاحف في قطر صدارة المشهد الفني، أحدها المتحف العربي للفن الحديث الذي تمّ افتتاحه بالمدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر 2010، وتمتلك مؤسسة قطر نحو 150 قطعة فنية تمّ اقتناء العديد منها عبر برنامج نسبة مئوية للفن العالمي 3 وتمثل أعمال الفنانين الموجودين في قطر 20% من هذه المقتنيات، و40% من أعمال لفنانين من العالم العربي والمنطقة، واجتذبت قطر مجموعة من ألمع الأسماء في عالم الفن لعرض أعمالهم أمام جمهور ذواق للفن وذوي ثقافات متنوعة، ومن هؤلاء الفنانين بيبيلوتي ريست، وجيف كونز، وفيرجل أبلوه الذي كان معرضه الأول في الشرق الأوسط ب 40 قطعة رئيسية.
وتحتضن قطر منحوتة ريتشارد سيرا المسماة ( شرق غرب وغرب شرق) والتي تتكون من 4 ألواح فولاذية يزيد ارتفاعها عن 14 متراً وتم تركيبها وسط مشهد صحراوي طبيعي، فيما أقامت دار ديور الشهيرة في عامي 2021 و2022 معرضها الأول في الشرق الأوسط تحت عنوان كريستيان ديور مصمم الأحلام وتتضمن مجموعة مختارة من القطع.
ومن المعارض البارزة: معرض عن الصمت في عام 2021 مخصص لأعمال الفنان التشكيلي الفرنسي قادر عطية التي أبدعها خلال عقدين، وفي العام 2020 كان معرض (أوغيت الخوري كالان) باسم وجوه وأماكن وهو أكبر معرض متحفي في العالم مخصص لأعمال الفنانة اللبنانية كالان، وقد جرى تنظيمه في 3 مواقع مختلفة عبر العالم هي بيروت وباريس وكاليفورنيا، وفي العالم 2019 معرض (الأناتسوي مستوى النصر) المنحوتات الكبيرة للفنان الأفريقي الشهير، كما تضمن المعرض منحوتات خشبية ونقوشاً جدارية تعود إلى منتصف السبعينيات وحتى أواخر التسعينيات من القرن الماضي، وكذلك منحوتات خزفية من أواخر السبعينيات ورسومات ومطبوعات.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
المصدر : أخبار قطر : المدينة التعليمية تحفز الإبداع الفني في معرض "كنار الريان"