الأحد 3 مارس 2024 01:42 مساءً
محليات
26
وزارة البلدية
الدوحة - قنا
بدأت اليوم أعمال المؤتمر الدولي حول الصون والاستدامة ودور بنوك الجينات في صون الموارد الوراثية وتحقيق الأمن الغذائي المستدام الذي تنظمه وزارة البلدية ممثلة في إدارة البحوث الزراعية، ويستمر خمسة أيام.
يناقش المؤتمر الذي يشارك به 27 متحدثا من سبع دول عربية وأجنبية، حفظ التنوع البيولوجي وحماية الموارد الوراثية والنباتية للزراعة والأغذية، كما يتطرق إلى المعاهدة الدولية باعتبارها أداة رئيسية في دعم المحافظة على الموارد الوراثية النباتية للزراعة والأغذية، واستخدامها بشكل مستدام، إلى جانب اعتماد الإطار العالمي للتنوع البيولوجي كوسيلة مهمة لمواجهة أزمة فقدان التنوع البيولوجي عالميا، ومتابعة سياسة التنوع البيولوجي الدولية، كما يعمل المؤتمر على تنسيق الحوار بين صانعي القرار وأصحاب المصلحة في مجالات النظم البيئية والتنوع البيولوجي، وتعزيز دور المجتمع في الحفاظ على التنوع البيولوجي، ودور بنوك الجينات في مواجهة التغير المناخي ودعم الأمن الغذائي .
ويركز المؤتمر من خلال جلساته وورش العمل التي يتضمنها على تعزيز المحافظة على الموارد الوراثية النباتية للزراعة والأغذية، والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي وأهداف التنمية المستدامة لعام 2030، من خلال مناقشات تفاعلية حول جوانب مختلفة تتعلق بالتنوع البيولوجي والحفاظ عليه، والاستدامة وإدارة الموارد الوراثية، من أجل الأمن الغذائي، وتبادل الخبرات حول حفظ الموارد النباتية واستخدامها المستدام في البحوث الزراعية، واستعادة النظم البيئية.
وفي كلمة له بهذه المناسبة أكد السيد حمد ساكت الشمري مدير إدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية على أهمية المؤتمر الذي يعكس الاهتمام المتزايد بقضايا الأمن الغذائي والاستدامة ذات الأولوية بالنسبة لمستقبل البشرية، مشيرا إلى أن دولة قطر ستستفيد من هذا المؤتمر في تبادل الخبرات، وتعميق الحوار، ووضع الحلول العملية للمحافظة على تنوع الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة واستدامتها.
وأضاف أن هذا التنوع يمثل ضمانة حقيقية لسد الاحتياجات من الغذاء والدواء، لذا فمن الضروري استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والزراعة الرأسية في المحافظة على التنوع البيولوجي والعمل على استدامة الموارد.
ولفت إلى أن دولة قطر باتت اليوم واحة للاستثمار ومركزا إقليميا مهما في شتى المجالات ورغم طبيعتها الصحراوية الجافة، إلا أنها استطاعت أن تضع نفسها في موقع متميز على خريطة المستقبل في البحوث الزراعية والعلمية المتطورة.
وبين أن الموارد الوراثية النباتية تعد إحدى الثروات الوطنية ذات القيمة الإستراتيجية والاقتصادية التي تمتلكها دولة قطر، كما تمثل هذه الثروات الأساس البيولوجي للأمن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة كونها تدعم سبل معيشة الإنسان، من خلال ما توفره من أغذية وأدوية وأعلاف وألياف وملابس وسكن وطاقة وعدة منتجات وخدمات أخرى للكائنات الحية.
وتابع مدير إدارة البحوث الزراعية أن الموارد الوراثية والبرية تؤدي دورا رئيسيا في الإستراتيجية الوطنية، وتسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي للدولة، حيث إن السلالات البرية للمحاصيل وتنوعها الوراثي، توفر الأساس للمزارعين لتنويع أنظمة البذور، إلى جانب جهود العلماء في تطوير أصناف نباتية جديدة ضرورية للتكيف مع التغيرات المناخية والاجتماعية والبيئية.
ونوه إلى أنه في ظل التحديات البيئية التي يوجهها عالم اليوم، من الفقر وانعدام الأمن الغذائي وتغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي ذي الأهمية العالمية، فقد آن الأوان للعمل سويا من أجل صون ما تبقى من موارد طبيعية. وهذا ما تؤكده رؤية قطر الوطنية 2030، وكذلك استراتيجية وزارة البلدية في دعم المحافظة على التنوع البيولوجي واستدامة الموارد والأمن الغذائي.
من جانبها أوضحت السيدة عائشة دسمال الكواري رئيس قسم الموارد الوراثية بوزارة البلدية في كلمتها أن تنظيم المؤتمر وورش العمل تركز على 5 محاور رئيسية: المحافظة على التنوع البيولوجي والاستدامة، وتأهيل النظام البيئي وإعادة التحريج، ودور بنوك الجينات والحدائق النباتية في صون الموارد الطبيعية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في البحوث الزراعية واستدامة الأمن الغذائي، وتأثير الكوارث والأزمات وسياسات التمويل الدولية على حفظ التنوع البيولوجي وإدارته المستدامة، إلى جانب العديد من المحاور المهمة الأخرى.
وأشارت إلى أن الاهتمام بالموارد الوراثية النباتية وصونها أمر بالغ الأهمية لضمان استدامتها واستفادة الأجيال القادمة منها، وقد بذلت دولة قطر جهودا كبيرة في هذا المجال خلال السنوات الـ 10 الماضية متمثلة في إدارة البحوث الزراعية، قسم الموارد الوراثية من خلال إنشاء البنك الوراثي وتجميع وصون النباتات البرية والأغذية والزراعة لأكثر من 1000 مدخل بذري و800 عينة نباتية بالمعشبة.
ولفتت إلى أن التنوع البيولوجي نظام متكامل للحياة يتضمن المنتجات والخدمات التي توفرها الموارد الوراثية وعليه فإن التنوع البيولوجي هو أحد المصادر الرئيسية لرخاء البشرية وتيسير سبل معيشتها وثقافتها، لذا كان صونه صونا للإنسانية، وحفاظا على الكنوز المتجددة من الثروات وحمايتها لصالح الأجيال الحالية والمستقبلية.
بدوره بين الدكتور السيد العزازي خبير التقنية الحيوية والمنظم العام للمؤتمر أنه تمت دعوة وإشراك 27 متحدثا دوليا ومحليا من أعرق الجامعات والمنظمات الدولية العاملة في مجالات التنوع البيولوجي وبنوك الجينات والبحوث الزراعية واستعادة النظم البيئية وإعادة التشجير والمحافظة على الموارد الطبيعية والأمن الغذائي مثل جامعة نزوى بعمان، وجامعة مانيتوبا في كندا، والجامعة الزراعية بالسويد، والحديقة النباتية الملكية بإنجلترا، وجامعة اريزونا، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية، وجامعة قطر، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، ومركز البذور والتقاوي وبنك الاصول الوراثية النباتية.
يذكر أن العالم الآن يواجه تحديات مترابطة من الفقر وانعدام الأمن الغذائي وتغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي الزراعي ذي الأهمية العالمية. وأن السلالات البرية للمحاصيل وتنوعها الوراثي، توفر الأساس للمزارعين لتنويع أنظمة البذور.
مساحة إعلانية