الجمعة 9 فبراير 2024 07:41 صباحاً
محليات
62
❖ وفاء زايد
أكد خبراء دوليون معنيون بحقوق الانسان وسياسات الغذاء العالمية أهمية اتخاذ تدابير عاجلة لسلسلة من الإمدادات المرنة لتوصيل الغذاء للمتضررين في كل أنحاء العالم، وضرورة الاتفاق على آليات موحدة ومنهجية لتوصيل المساعدات الإنسانية وإمدادات الغذاء الكافي لسكان قطاع غزة الذين يشهدون معاناة شديدة ستودي بهم إلى التجويع والتشريد وفقدان حقوقهم الإنسانية. وركزت جلسات المؤتمر الدولي للعدالة الغذائية الذي نظمته اللجنة الوطنية لحقوق الانسان على ضرورة الاستجابة العالمية لبناء نظم غذائية تقوم على نهج حقوق الانسان، وأكد السيد خليل الحمداني خبير لجنة حقوق الانسان العربية بجامعة الدول العربية أن هناك ضمانات قانونية، بموجب نصوص دستورية تضمنت الحق في الغذاء، من بينها أوكرانيا والأكوادور والبرازيل وأنه من واجبات الدول تنفيذ هذا الحق. ـ من جانبه أشار السيد جوستوس أوكوكو من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن أهداف التنمية المستدامة مؤسسة على أساس حقوق الإنسان، ومن بينها مرجع مهم جداً بالقضاء على الجوع بحلول عام 2030، مشدداً على أهمية استمرار الدعم للعاملين في القطاع الزراعي.
من جهته، قال السيد عبد الله محمد فودة، خبير علاقات المانحين بقطاع الإغاثة والتنمية الدولية بجمعية الهلال الأحمر القطري: توجد انتهاكات صارخة للمواثيق في الحرب الدائرة على غزة، و تم تدمير واستهداف المزارع والمؤسسات الإنسانية والمخابز ومياه الشرب، كما أن هناك عراقيل تواجه الإغاثة الإنسانية بشكل واضح، إما عن طريق المنع أو عدم الوصول لبعض المناطق، ووجود فجوة شاسعة بين الاحتياج الحقيقي على الأرض وما يُسمح بدخوله إلى القطاع، ما يشير إلى استخدام وصول الغذاء والمياه والمساعدات كوسيلة في الحرب.
تجربة تركيا
ـ وقدم سعادة السيد شريف مالكوتش رئيس ديوان المظالم بتركيا ورقته حول تجربة بلده، وقال إنّ النازحين واللاجئين يمثلون أعداداً كبيرة جداً في تركيا وهؤلاء لهم الحق في الحصول على الغذاء والماء، وتركيا توفر هذا الحق انطلاقاً من التزاماتها الدولية وفي المقابل هناك آلاف الأطنان من الأغذية تهدر على مستوى العالم وأنّ العلة والمشكلة الأساسية ليست في الغذاء إنما في آلية التوزيع. وقال: من المشين أن تتحدث البشرية عن العدالة الغذائية في حين ملايين الأطفال يموتون بسبب نقص الغذاء وإنّ عدم العدالة الغذائية ليست في الحروب إنما في الفلسفة التي تدفع الناس للتفوق في الجانب العسكري بعيداً عن توفير الأمن الغذائي، مضيفاً أنّ البعض ينظر إلى الجوع في أفريقيا وآسيا على أنه أمر طبيعي، وأنّ العديد منهم يموت عن طريق الهجرة من أفريقيا إلى أوروبا بحثاً عن موارد رزق حتى تحول البحر إلى مقبرة.
وألقى باللائمة على المجتمع الدولي في تجاهل مسؤولياته تجاه قطاع غزة وأنّ إسرائيل تقتل الناس والأطفال أمام الكاميرات وتستخدم الغذاء كسلاح حرب وتترك أكثر من مليونيّ فلسطيني بدون غذاء.
د. تركي آل محمود: قطر تهدف لعدم تأثر المساعدات الإنسانية بالحروب
أثنى الدكتور تركي بن عبدالله آل محمود مدير إدارة حقوق الانسان بوزارة الخارجية على تنظيم المؤتمر الدولي للعدالة الغذائية: وأنّ العدالة الغذائية تستهدف شريحة من الأشخاص الذين تأثروا من انعدام العدالة الغذائية بسبب الصراعات والحروب والتقاء خبرات دولية في مؤتمر يسلط الضوء على أهمية توفير الغذاء لعدد كبير من الناس متأثرين من نقص الغذاء بسبب أزمات أو تغير المناخ أو حروب.
وينعقد المؤتمر في ظل أزمة عصيبة تمر بها المنطقة وهي الحرب على قطاع غزة وما يعانيه سكان القطاع وخاصة النساء والأطفال من انعدام العدالة الغذائية. وهناك العديد من التوصيات تؤكد ضرورة رفع الوعي بأهمية العدالة الغذائية للمحرومين بسبب الأزمات والصراعات وعدم جعلهم ضحية من ضحايا الحروب وخصوصاً الأطفال والنساء. وعن طرق وصول الغذاء، أوضح د. تركي آل محمود أنّ دولة قطر تعمل حول هذا الموضوع مع عدد من الدول على تحقيق العدالة الغذائية عن طريق المساعدات الإنسانية التي تقوم بتوفيرها قطر من جراء المتأثرين وتستهدف عدم تأثر المساعدات الإنسانية بالحروب وعلى جميع الدول أن تساهم في توصيل المساعدات الإنسانية بغض النظر عن الجنس والعرق لتحقيق هذه العدالة الغذائية. وقال إنّ جهود قطر بارزة ويسلط المؤتمر عليها ونأمل أن تقوم الدول الأخرى بحذو دولة قطر في تقديم مبادرات إنسانية.
د. ثاني بن علي آل ثاني: تكثيف جهود المجتمع الدولي خلال الأزمات الغذائية
قال سعادة الشيخ الدكتور ثاني بن علي آل ثاني نائب رئيس جمعية المحامين القطرية إنّ جمعية المحامين القطرية تثمن جهود اللجنة الوطنية لحقوق الانسان والجهات المنظمة للمؤتمر الدولي حول العدالة الغذائية، وسيساهم في تكثيف جهود المجتمع الدولي للتعامل مع الأزمات الغذائية والمساهمة في تعزيز وحماية الحق في الغذاء للجميع، ومساهمة في تعزيز فكرة الاستدامة في توفير الغذاء الكافي للأجيال القادمة وتفادي الأزمات المحتملة المستقبلية.
المحامية منى المطوع: الحق في الغذاء عامل جوهري لحياة كريمة
قالت المحامية منى المطوع أمين سر جمعية المحامين القطرية: إنّ العدالة الغذائية تهدف إلى توفير منصة حوار عالمية لتبادل المعرفة والخبرات وبناء القدرات وفرصة كبيرة لمناقشة ومراجعة القوانين التشريعات المعنية بالعدالة الغذائية من منظور حقوق الإنسان، وفرصة لاقتراح ووضع أطر وأسس محدثة يسلكها العاملون في مجال العدالة الغذائية. وأضافت أنّ الحق في الغذاء الكافي هو التزام قانوني بموجب القانون الدولي، إذ يُعد الحق في الغذاء عاملا جوهريًا لحياة كريمة وحيويا لإعمال العديد من الحقوق الأخرى مثل الحق في الصحة والحياة.
د. راشد البلوشي: دور قطر في مجال المساعدات الإنسانية رائد
ثمن الدكتور راشد البلوشي رئيس اللجنة العمانية لحقوق الانسان دور دولة قطر في مجال تعزيز المساعدات الإنسانية والغذائية على مستوى عالمي، وأنّ هذا الدور يسهم في التخفيف من معاناة المتضررين سواء من جراء الحروب أو النزاعات أو الصراعات، لافتاً إلى أنّ توصيات المؤتمر ستأخذ طريقها نحو التفعيل وهذا بجهود المنظمات الدولية وتكاتفها وتعاونها لإنقاذ المجتمعات التي تعاني ويلات الحروب.
د. ريانة أحمد بو حقة: أزمة الغذاء والتجويع في فلسطين مفتعلة
أكدت الدكتورة ريانة أحمد بو حقة مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية بالدوحة أهمية عنوان المؤتمر العدالة الغذائية في مناقشة قضايا تعنى بالغذاء وترتبط أيضاً بالحق في الصحة والحياة وهي من الركائز الأساسية والمحددات المهمة، وأنّ المنظمة تركز على كل الأمور الأخرى التي تتعلق بالصحة مثل التأثير المناخي والكوارث والحروب والحق في الحصول على الغذاء الصحي المتكامل.
وأضافت أنّ الحق في الصحة يتشابك مع الغذاء لأنّ الصحة الجيدة تقوم على الغذاء الجيد، متأملة الخروج من المؤتمر بتوصيات وبرامج وخطط وطنية فاعلة أبرزها تكاتف إقليمي وعالمي للعمل على تسريع وتيرة الخطط الموجودة والتركيز على الأولويات.
وعن طرق توصيل الغذاء، أوضحت د. ريانة بوحقة: انّ تحقيق هذا الهدف يعتمد على وجود مؤسسات تتمكن من توصيل الغذاء وتعمل على إنتاج الغذاء السليم أيضاً حيث تعمل المنظمات الدولية خلال النزاعات على تأمين المواد الزراعية والوصول للإنتاج الفاعل وإمكانية صناعة الغذاء السليم أو منتج زراعي أو حيواني أو نباتي.
وعن أزمة الجوع والغذاء في قطاع غزة، قالت: إنّ أزمة الغذاء والتجويع في فلسطين هي مفتعلة في الأساس تؤدي لعرقلة توصيل الغذاء المتكامل والمساعدات الأساسية التي تحتوي على مواد داعمة والأهم هو متابعة تأثير عدم وصول الغذاء للمحتاجين وللفئات المتضررة وتأثيره على الصحة من ناحية ما يترتب عليه من سوء التغذية والأمراض ثم محاولة تأسيس رد فعل للتصدي للأمراض إن وجدت.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية