الأحد 10 نوفمبر 2024 06:20 صباحاً
نافذة على العالم - عربي ودولي
16
في مؤتمر صحفي بمناسبة انتهاء فترة عمله..السفير ساتوشي مايدا، سفير اليابان لدى الدولة
❖ حسن البشاري
- الحوار الإستراتيجي الثالث بين قطر واليابان بالدوحة قريبا
- الروابط الجوية ستعزز السياحة والتبادل الشعبي بين البلدين
- تعزيز التعاون مع قطر في مجالات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الاتصالات
- قطر تحتل مكانة خاصة في قلبي وأنا ممتن لفرصة العمل في هذا البلد الجميل
أعلن سعادة السفير ساتوشي مايدا، سفير اليابان لدى الدولة أن الدوحة ستستضيف الحوار الاستراتيجي الثالث بين قطر واليابان، بهدف البناء على الشراكة الاستراتيجية القوية التي تأسست بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في الزيارة التي تمت بتاريخ يوليو 2023.
وقال سعادة السفير ساتوشي مايدا ردا على أسئلة الشرق في مؤتمر صحفي بمناسبة انتهاء فترة عمله بالدوحة، «رغم أنه لم يتم تأكيد موعد محدد بعد لجلسة الحوار الاستراتيجي الثالثة، إلا أن اليابان تتطلع إلى انعقاد جلسة الحوار قريبا، مشيرا إلى أن هناك لقاءات ومناقشات منتظمة تجري بين كبار المسؤولين في البلدين لتعزيز العلاقات في مجموعة واسعة من المجالات بما في ذلك التعاون الثنائي في التطورات الإقليمية والعلاقات الاقتصادية والحوار السياسي حول القضايا الأمنية والتبادل الثقافي».
ووصف العلاقات الممتدة بين البلدين لأكثر من نصف قرن، بأنها قوية ومبنية على الثقة والصداقة المتبادلة، حيث ساهمت الشركات اليابانية في بناء محطات الغاز الطبيعي المسال في قطر على نطاق واسع، فيما كان لإمدادات قطر الموثوقة من الغاز الطبيعي المسال والنفط دور فعال في دعم النمو الاقتصادي الياباني، موضحا أن السنوات الأخيرة شهدت توسعا في العلاقات الثنائية بين البلدين إلى ما هو أبعد من الطاقة لتشمل مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك السياسة الخارجية والاستثمار الاقتصادي والأمن والتعليم والثقافة.
واعتبر أن الذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية، التي جرى الاحتفال بها خلال زيارة رئيس الوزراء كيشيدا للدوحة العام الماضي، كانت علامة فارقة في العلاقات الثنائية، حيث تم رفع مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، مما يمهد الطريق لتعاون أكبر في العقود القادمة. وأضاف «لقد أثمرت هذه الشراكة المرتفعة بالفعل عن نتائج ملموسة. فقد أطلقت الخطوط الجوية اليابانية هذا العام رحلة مباشرة بين طوكيو والدوحة، بينما استأنفت الخطوط الجوية القطرية رحلاتها المباشرة بين أوساكا والدوحة». وتوقع أن تؤدي هذه الروابط الجوية المتزايدة إلى تعزيز السياحة والتبادل الشعبي بين البلدين.
وإلى جانب السياحة، تستكشف اليابان فرصًا في القطاعات الناشئة مثل أشباه الموصلات والبطاريات، وهي مجالات استثمارية واعدة في اليابان، فضلا عن التحول الرقمي والتكنولوجيا الخضراء والرعاية الصحية.
وأشار أيضا تعزيز التعاون الأمني وتعميق العلاقات الدفاعية بين البلدين، من خلال عُقد الحوار العسكري الياباني القطري الأول في الدوحة في نوفمبر 2023 في الدوحة. وكذلك الاجتماع الوزاري الدفاعي بين اليابان وقطر الذي عُقد في يونيو الماضي في سنغافورة التعاون الأمني، فضلا عن الزيارة الأخيرة للمدمرة اليابانية التابعة لقوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية ”موراسامي“ إلى ميناء الدوحة.
- الوساطة القطرية
وردا على سؤال «الشرق» بشأن موقف اليابان من جهود الوساطة القطرية المشتركة لوقف إطلاق النار في غزة وجهود خفض التصعيد في المنطقة، قال سعادة السفير ساتوشي مايدا، إن اليابان تقدر عالياً وتثني على الجهود القيمة والدؤوبة التي تبذلها قطر كوسيط لتحقيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وتأمين إطلاق سراح الرهائن. وأكد دعم بلاده القوي لجهود هذه الوساطة، مشيرا إلى أن اليابان ستواصل المشاركة في الجهود الدبلوماسية، استناداً إلى علاقاتها مع دول المنطقة وبوصفها عضواً في مجموعة الدول السبع وفي مجلس الأمن الدولي، وبالتنسيق الوثيق مع الدول الأخرى، من أجل تهدئة الوضع في أقرب وقت ممكن، وتحقيق حل الدولتين، وإرساء سلام واستقرار على المدى المتوسط إلى الطويل في المنطقة.
وقال سعادته إن اليابان تشعر بقلق بالغ إزاء التوترات المتصاعدة خارج إسرائيل وقطاع غزة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الضفة الغربية ولبنان والبحر الأحمر وخليج عدن وإيران. وأضاف: «ويظل تجنب المزيد من تبادل الهجمات وتهدئة الوضع ذا أهمية قصوى. وتحث اليابان بقوة جميع الأطراف على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع وقوع إصابات بين المدنيين وتجنب المزيد من التصعيد».
وأوضح سعادة السفير أن اليابان تدعم رؤية قطر الوطنية من قبل القطاعين العام والخاص على حد سواء. وأضاف أن الرؤية الوطنية لقطر، التي تعزز التنمية الاجتماعية والثقافية والبيئية والتنوع الصناعي وتنمية الموارد البشرية، تمثل فرصة كبيرة لتوسيع نطاق التعاون بين البلدين في تلك المجالات، مؤكدا أن بلاده ستواصل التعاون مع قطر من أجل تحقيقها.
وأشار إلى هناك العديد من الشركات في اليابان التي تتمتع بتقنيات ممتازة، ونحن نعمل على تحقيق المزيد من التعاون مع قطر في مجالات الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والروبوتات وتكنولوجيا الاتصالات، حيث تولي اليابان أهمية كبيرة لاستخدام التقنيات الجديدة لحل المشكلات الاجتماعية. وتابع «نحن واثقون من قدرتها على دفع عجلة النمو الاقتصادي في المنطقة. ومع تركيز قطر القوي على قطاعي الرعاية الصحية والتعليم، نأمل أن تنشأ فرص جديدة للتعاون والشراكة في هذه المجالات».
- مكانة خاصة
وردا على سؤال حول انطباعات وتأثير الحياة الاجتماعية والثقافية في قطر عليه خلال فترة عمله، قال سعادة السفير: «تحتل قطر مكانة خاصة في قلبي. فقد أتاحت لي فرصة فريدة للانغماس في هذه الثقافة الغنية والحيوية التي لم أكن أعرفها تمامًا من قبل، وذلك لكونها أول زيارة لي إلى الشرق الأوسط. ولقد تزامن وصولي إلى الدوحة مع لحظة حاسمة في التاريخ. فقد كانت البلاد بأكملها تستعد لاستضافة كأس العالم لكرة القدم، وكنا نحن في السفارة نقيم في نفس الوقت حدثًا كبيرًا خاصًا بنا للاحتفال بالذكرى الخمسين لإقامة علاقاتنا الثنائية. ومن هذا المنطلق، أعتبر نفسي محظوظًا جدًا لأنني شهدت مثل هذه الأحداث الرائعة التي نادرًا ما تجتمع معاً في مثل هذا الوقت القصير».
وأضاف: «خلال الفترة التي قضيتها هنا، كان لي شرف أن أشهد عن كثب كرم الضيافة وكرم الشعب القطري. أعجبني كيف يجتمع الناس في كثير من الأحيان في المجالس للتجمعات الاجتماعية، وكيف أن الروابط العائلية تحظى بتقدير كبير وكذلك تركيز المجتمع على رعاية الأقارب المسنين. لكن إحدى التجارب الثقافية الآسرة بشكل خاص كانت مشاهدة رقصة السيف التقليدية (العارضة) في حفل زفاف تشرفت بحضوره. كان مشهد الرجال وهم يحركون سيوفهم برشاقة تمثيلاً فريداً للتراث القطري. وبالمثل، فإن مشاهدة العمال في سوق الصقور وهم يصنعون الأقنعة الجلدية للصقور المعصوبة العينين قد أتاح لي أيضاً لمحة لفهم التقاليد القطرية. لقد أثرت هذه التجارب فهمي للثقافة القطرية وعززت علاقاتي الدبلوماسية. لذا أنا ممتن للفرصة التي أتيحت لي للعمل في هذا البلد الجميل».
وقال سعادة السفير في ختام تصريحاته إنه كان محظوظًا لوجوده في قلب العديد من الأحداث الهامة في مسيرة العلاقات بين البلدين، وابرزها الاحتفال بالذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية، والزيارات رفيعة المستوى التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى اليابان ورئيس الوزراء كيشيدا إلى قطر، بجانب زيارة صاحبة السمو الإمبراطورة الأميرة تاكامادو إلى قطر لدعم المنتخب الياباني في كأس العالم لكرة القدم، ومساهمة هذه الزيارات في الارتقاء بالعلاقة بين اليابان وقطر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
واضاف: «أنا فخور بمساهمتي في تعزيز العلاقات اليابانية القطرية. وآمل أن تستمر في الازدهار في السنوات القادمة».
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
المصدر : أخبار العالم : السفير ساتوشي مايدا: اليابان تقدر عالياً وساطة قطر لإنهاء حرب غزة
أخبار متعلقة :