الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 10:19 صباحاً
12 نوفمبر 2024, 7:42 صباحاً
قال الدكتور سلطان بن رفاع العتيبي المختص في البيانات والذكاء الاصطناعي: إن التنوع الاقتصادي أصبح هاجسًا لجميع الحكومات والمنظمات حول العالم، وبدأت العديد من القطاعات الرسمية والخاصة في السعي إلى إنشاء وتعديل أعمالها بنماذج وأفكار إبداعية وابتكارية لزيادة العائد المالي.
وأشار "العتيبي" إلى أن الاقتصاد الرقمي هو الداعم الأكبر في هذه المرحلة لنمو الاقتصاد العالمي، والذي يعتمد بشكل مباشر على التقنية؛ حيث إن الاقتصاد الرقمي قد يتضمن مجموعة من الأنشطة، والتعاملات المالية في مجالات تقنية متعددة، مثل البيانات والذكاء الاصطناعي. واعتمدت أغلب المشاريع التنموية والاجتماعية والصحية والرياضية في مختلف دول العالم على الحلول التقنية بشكل مباشر أو غير مباشر.
وفي العصر الحالي تبنت المملكة العربية السعودية هدفًا استراتيجيًّا يعتمد على استخدام التقنية؛ بما في ذلك البيانات والذكاء الاصطناعي، وتسعى إلى تعزيز الحوكمة الرقمية وتيسير الأعمال لتحسين جودة الحياة.
وبيّن "العتيبي"، أن المملكة شهدت زيادةً ملحوظة في ثقة المواطنين والمقيمين والمستثمرين في التعامل مع منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي؛ مما سوف ينعكس إيجابيًّا على مستقبل المملكة التقني، وهذا الأمر متوافق مع الرؤية الطموحة لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
واستشهد المختص الرقمي سلطان العتيبي بحديث محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي حول الصندوق الذي أنشأ 92 شركة جديدة، مثل شركة البحر الأحمر ومدينة نيوم وشركة آلات، وقد تبنت هذه المشاريع حلولًا تقنية وابتكارية غير مسبوقة عند مقارنة الوضع بين عام 2015 والوقت الحالي؛ مما أظهر الاختلاف الكبير في التحول الاقتصادي الرقمي للمملكة، والمتوقع أن يتم ضخ 20 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030؛ حيث ستكون البيانات والذكاء الاصطناعي هي المحرك الاقتصادي الرئيسي، وستكون الفرص والصفقات لمن يملك النصيب الأكبر من هذه التقنيات.
وتابع: هنا تتجلى أهمية الاستفادة من البيانات، التي تُعتبر أصولًا لا يمكن التنازل عنها؛ تمامًا مثل النفط والعقار والذهب، كما أن لها قوتها الاقتصادية وأخلاقها المهنية الخاصة بها.
وأكمل: اعتمد الاقتصاد الآن وبشكل مباشر على كمية البيانات، بدءًا من تأسيس النشاط وفهم أنماطه، ثم اتخاذ القرارات المناسبة؛ حيث سيتمكن الذكاء الاصطناعي من تحليل هذه البيانات وتحديد المخاطر المالية والاقتصادية وتقليلها؛ مما يسهم في تخفيض تلك المخاطر.
وتُعَد شركة "نتفليكس" نموذجًا مثاليًّا من النماذج المتميزة، والتي استطاعت استخدام بياناتها بشكل مميز حتى وصلت إلى 270 مليون مشترك، وحققت إيرادات تزيد على 9.4 مليارات دولار في الربع الأول من عام 2024؛ أي ما يقارب 80% من العروض التي يشاهدها الأفراد تعتمد على اهتماماتهم الشخصية؛ حيث جمعت "نتفليكس" بيانات دقيقة عن مستخدميها مثل عدد المشاهدات، وأنواع الأفلام المفضلة، وأوقات المشاهدة.
بعد ذلك تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتقديم توصيات شخصية للمستخدمين؛ مما ساهم في زيادة عدد المشاهدات وتحقيق أعلى الموارد المالية.
وتوقع الدكتور "سلطان" مضاعفة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي خلال السنوات القادمة، ويدعم هذا التوقع كبار مؤسسي الشركات التقنية؛ فقد صرح إيلون ماسك بأن عدد الروبوتات سيتجاوز البشر بحلول عام 2040، مع توقعات بأن تتراوح أسعارها بين 20.000 و25.000 دولار.
وبيّن أنه في نفس السياق، أشار مؤسس منصة "تيك توك"، شو زي تشيو، إلى أن المنصة تُستَخدم من قِبَل 125.000 شركة؛ حيث تصل هذه الشركات إلى جمهور واسع باستخدام بيانات المستخدمين وخوارزميات الذكاء الاصطناعي؛ مما يساهم في زيادة الإنتاج المحلي للدول.
وذكر مؤسس سوفت بانك، ماسايوشي سون، أن الذكاء الاصطناعي الفائق قد يصبح أذكى من العقل البشري بـ10.000 مرة بحلول عام 2035. ويؤكد ذلك أهمية وجود بيانات دقيقة وخوارزميات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لخدمة البشرية.
وختم الدكتور سلطان العتيبي حديثه بأن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أولت اهتمامًا كبيرًا بالبيانات والذكاء الاصطناعي، وانعكس ذلك على التركيز المثمر للمؤتمرات مثل القمة العالمية للذكاء الاصطناعي ومؤتمر مستقبل الاستثمار الذي عقد في سبتمبر وأكتوبر الماضيين.