الأربعاء 6 نوفمبر 2024 11:17 مساءً
06 نوفمبر 2024, 6:53 مساءً
في حادثة مؤلمة، فُجعت عائلة الطالب بدر بن محمد الحلافي بفقدان ابنهم، البالغ من العمر 13 عامًا، إثر تعرُّضه للدهس يوم أمس بعد عودته من مدرسته.
بدر طالب في الصف الثاني المتوسط، وكان قد أنهى اختباره الأخير بالأمس، وخرج مبتسمًا وسعيدًا بنتائجه.
وفي حديث مؤلم مع "سبق" كشف عمُّ الفقيد، المهندس عبدالله بن محمد الحلافي، عن تفاصيل الحادث، موضحًا أن بدر كان يستند إلى باب الحافلة المدرسية أثناء عودته بعد أداء آخر اختباراته في الفترة المسائية أمس الثلاثاء إلى المنزل، قبل أن ينفتح الباب فجأة بسبب عدم تأمينه بشكل كامل من قِبل السائق.
وفي لحظة مأساوية سقط بدر من الحافلة، وتعرَّض للدهس تحت عجلاتها؛ ليسلّم روحه على الفور.
وأشار "الحلافي" إلى أن تقرير المرور حمَّل السائق (من الجنسية اليمنية) المسؤولية الكاملة عن الحادث بنسبة 100٪، موضحًا أن السائق لم يلتزم بإجراءات السلامة اللازمة، وهو الآن تحت التوقيف.
وأضاف المهندس عبدالله الحلافي، عمُّ الفقيد، بأن بدر تعرَّض للحادث عند الساعة الثانية والنصف ظهرًا، وباشر المرور والهلال الأحمر السعودي الحادث فورًا، لكن ظلت جثته مغطاة بالقصدير على جانب الطريق حتى أذان المغرب.
وأضاف بأن السبب في تأخُّر نقل جثمانه يعود للإجراءات المتبعة، وزحمة الطرق؛ إذ كان مستشفى الشميسي الأقرب إلى موقع الحادث، وأحضر "الشرشورة" الخاصة بثلاجة الموتى لنقل الجثمان.
وهنا يتساءل ذوو المتوفي عن إمكانية منح صلاحيات نقل جميع حالات الحوادث، بما فيها المتوفون، من قِبل الهلال الأحمر؛ كونه القطاع الأكثر انتشارًا، والمباشر الأول لجميع الحالات.
وعن طريقة وصول خبر وفاته لأسرته أضاف الحلافي لـ"سبق": بعد لحظات قليلة من وقوع الحادث اتصل سائق الحافلة بوالد بدر؛ ليخبره بالفاجعة. كانت كلمات السائق مقتضبة ومفاجئة؛ إذ قال له إن ابنه قد تعرَّض للدهس بشكل مفاجئ؛ ليبدأ الأب في رحلة ألم وحزن عميقة.
وأضاف بأن والد بدر اضطر لاستخدام خدمة نقل مدرسية خاصة، وهي معتمدة، بعد أن تبيَّن عدم توافُر خدمة نقل مدرسية رسمية في المدرسة.
واسترجع العمُّ الحزين تفاصيل آخر يوم في حياة بدر، وقال: "قبل ذهابه للاختبار الأخير في حياته تحدَّث مع والده بابتسامة، وقال له: (اليوم آخر اختبار، وأبشرك بنتائجي الممتازة). ولم يكن يعلم أن هذه ستكون كلماته الأخيرة".
وعن وضع أسرته النفسي أكد الحلافي أن والدته تعاني وضعًا نفسيًّا صعبًا، وجده وأسرته في حالة انهيار بسبب الحادثة الأليمة، مشيرًا إلى أن بدر لم يكن مجرد طالب، بل كان فردًا محبوبًا وسط عائلته وأصدقائه وزملائه، وتسببت وفاته في ألم عميق للجميع.
وقد أُديت صلاة الجنازة على الفقيد عصر اليوم الأربعاء في جامع الأمير فهد بن محمد على طريق الحائر بالرياض، وتم دفنه في مقبرة المنصورية، بحضور أسرته وذويه، وعدد من زملائه ومعلميه ومنسوبي مدرسته.
ويتقبل والده العزاء في منزله بحي العزيزية.
وهذه الحادثة ليست مجرد حادثة عرضية؛ بل هي دعوة صارخة لإعادة النظر في إجراءات السلامة المتبعة في حافلات النقل المدرسية الخاصة، مع الأمل في ألا يفقد آخرون حياتهم بسب إهمال أو تقصير.
وتأتي هذه الحادثة المؤلمة -بعد قضاء الله وقدره- كتذكير بضرورة تطبيق إجراءات السلامة؛ لحماية الطلاب والطالبات، وضمان عودتهم سالمين إلى منازلهم.
المصدر : نافذة - فاجعة في حي العزيزية بالرياض: حافلة مدرسية خاصة تدهس طالبًا وتُنهي حياته