الثلاثاء 13 أغسطس 2024 08:00 صباحاً
نافذة على العالم - عربي ودولي
46
مجزرة التابعين شاهد جديد على سادية الاحتلال وإجرامه
❖ غزة - محمـد الرنتيسي
قبل 30 عاماً، ومع صلاة الفجر، ضغط السفاح الصهيوني «باروخ غولدشتاين» على زناد رشاشه ليحصد أرواح العشرات من الركع السجود، الذين كانوا في صلاتهم آمنين مطمئنين في ساحات الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل، فترك حقد رصاصه نحو (30) شهيداً.
واليوم تتجدد حرب الإبادة في ذات العبادة، بمجزرة مدرسة التابعين في حي الدرج بمدينة غزة، على أيدي سفاحي العصر، فالكيان الذي تربى على الإرهاب وسفك الدماء، يختار وقتاً ذا مغزى في عقيدة الفلسطينيين، كي يقتل أكبر حشد ممكن من المصلين، فيلقي بحمم صواريخه الأشد فتكاً، على جموع الساجدين الخاشعين في حضرة ربهم، منتهكاً حرمة العبادة، ولم يكن شبح المجرم «غولدشتاين» وحيداً هذه المرة، بل كان هناك من يترسم خطاه بذات العقيدة الإجرامية.
في ذروة الفجر الدامي، استهدف جيش الاحتلال المدجج بالوحشية الركع السجود في ملجأ للنازحين اللائذين من جحيم الحرب، والباحثين عن أمان مفقود في ظل عدوان هستيري، وجرائم حرب مروعة يندى لها جبين الإنسانية.وتعد مجزرة «التابعين» الثالثة من حيث حجم الكارثة والسادية الصهيونية، بعد مجزرتي المستشفى المعمداني و»مواصي خان يونس» وهي المجزرة الحادية والعشرون التي تستهدف مراكز الإيواء وتحديداً مدارس النازحين، والأنكى أن جيش الكيان يعرف هذا، لكنه يتعمد استهداف المدنيين، بذريعة عارية من الصحة بوجود مقاومين فلسطينيين، في تبرير يرفضه أولو الألباب، وكل ما يناقض حرب الاحتلال مكتملة الأركان، التي يشنها على شعب أعزل.حسب الكثير من شهود العيان الذين التقتهم «الشرق» فإن مجزرة مدرسة التابعين التي استهدف الاحتلال من خلالها النازحين في مراكز الإيواء، إنما تؤشر بوضوح على فشل جيش الكيان في تحقيق أهداف الحرب، وبالتالي سعيه للانتقام من المدنيين، وضربه عرض الحائط كل الاتفاقيات الدولية والمواثيق والقوانين الأممية، وحتى تلك التي صدرت بحقه أخيراً من مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية.
يوضح المواطن هاشم بني عامر (48) عاماً: «كان المصلى مكتظاً بالمصلين، وتم قصف المكان بثلاثة صواريخ شديدة الانفجار والتدمير، ما تسبب بمجزرة مروعة، ولم تخل عائلة من ضحايا الفجر الدامي». ويضيف لـ «الشرق»: «كنت في الطريق إلى المصلى، وقذفتني قوة الانفجار على بعد عدة أمتار، وشعرت بالأرض تهتز من حولي، وبعد انقشاع سحب الدخان التي كانت كثيفة، خيم الصمت والذهول على المكان، فمنظر الأشلاء المتطايرة والمقطعة كان مفزعاً، وشعرنا بحجم الكارثة ومدى الإجرام الصهيوني».
وحسب مراقبين، ففي مذبحة التابعين، رسالة واضحة من حكومة الاحتلال المتطرفة بزعامة بنيامين نتنياهو إلى العالم أجمع، بنيتها مواصلة حربها الشعواء والمجنونة بحق الشعب الفلسطيني، مستغلة صمت المجتمع الدولي، ولا يمكن تفسير ما جرى إلا أنه رد عملي على الجهود السياسية.
يقول المحلل السياسي هاني المصري: «سياسة الاحتلال واضحة، وليس في جوهرها أي اهتمام بالمساعي الدبلوماسية، مجازر الاحتلال تمضي بحرب الإبادة والتطهير، ولا يمكن فهم الحديث المتكرر عن وقف الحرب من قبل احتلال أخذ يتفنن في جرائمه اليومية في مواجهة شعب أعزل.
مساحة إعلانية
المصدر : أخبار العالم : مجزرة الفجر الدامي رسالة رفض للمبادرات السياسية