الجمعة 29 مارس 2024 10:04 مساءً
29 مارس 2024, 7:29 مساءً
في سابقة علمية في مجال الآثار الخاصة بتاريخ الجزيرة العربية بشكل عام، والمملكة العربية السعودية بشكل خاص، نُشرت دراسة مُحكمة باللغة الانجليزية في مجلة دولية، تُعنى بالبحوث والدراسات الخاصة بالعلوم الاجتماعية والإنسانية، هي مجلة IJO الدولية:
IJO- INTERNATIONAL JOURNAL OF SOCIAL SCIENCE AND HUMANITIES RESEARCH, Vol 7, No 03 (2024): ( ISSN 2811-2466 )
وتفصيلاً، تكمن أهمية الدراسة في أنها وضعت تفسيرًا دلاليًّا ورمزيًّا لسؤال شغل الأوساط الأثرية والباحثين في التاريخ القديم للجزيرة العربية على مدى عقود، مفاده: ما هي دلالة التصاميم البنائية لأغلب المدافن المكتشفة في أرض المملكة العربية السعودية، التي تصل أعدادها إلى مئات الآلاف؟
وأجابت الدراسة بشيء من التفصيل لواحد من أهم تلك الرموز، التي تعددت أسماؤها في السابق بين اسم المذيل أو الذنب أو الركامي، لأحد أشهر وأكثر المدافن في حرات وجبال المملكة.
وأعطت الدراسة الاسم ذا الدلالة الرمزية لمدفن أسمته بالمدفن المسماري؛ وذلك للتشابه الكبير من حيث التصميم والدلالة لأول وأقدم كتابة رمزية استُخدم فيها رمز شكل المسمار، وهي الكتابة المسمارية.
وجاءت الدراسة بعنوان "اكتشافات أثرية لمدافن في المملكة العربية السعودية.. المعاني والأشكال والرموز - المدفن المسماري نموذجًا".
وتُعد الدراسة الأولى بخصوص هذا الموضوع، وانفرد بها الباحث الأنثروبولوجي والإعلامي الدكتور عيد اليحيى، الذي استفاد من خبرته الميدانية الطويلة على مدى عقدين من الزمن وفي أرض الميدان مطلعًا على جميع تلك المدافن التي تتجاوز أعدادها -حسب رأي الدكتور عيد اليحيى- مئات الآلاف.
وتعززت الدراسة بمشاركة البروفيسور قصي منصور التركي، المتخصص في آثار الخليج والجزيرة العربي والكتابات المسارية، الذي توافقت آراؤه مع ما طرحه الدكتور عيد اليحيى من آراء تخص دلالة الرموز في الكتابات الرافدينية في مراحلها المختلفة؛ وهو ما أعطى الثقة في ربط الأفكار وتحليل المعلومات التي أبانت المكانة الحضارية للمملكة العربية السعودية باعتبارها الموطن الأول للبشرية.
وبطرح علمي مُحكم وفريد، فإن هذه الدراسة تضع الاكتشافات الأثرية التي تتعلق بالتاريخ السعودي والآثار محط اهتمام من قِبل المتخصصين والمهتمين بتاريخ وحضارة المملكة العربية السعودية، التي تتماشى مع رؤية المملكة 2030، ولاسيما أن الدراسة العلمية هي الأولى من نوعها في تاريخ البحث الأثري لهذا النوع من الأبنية الحجرية في المملكة العربية السعودية.
الدكتور عيد اليحيى
ومن جانبه، أوضح د. عيد اليحيى أن "هذه الدراسة العلمية المُحكمة تأتي لتفسر التاريخ العريق ذا الأصالة الممتدة للمملكة العربية السعودية، وذلك عن طريق التباحث العلمي والمقاربة في معاني وأشكال الرموز التي بنى الإنسان السعودي القديم مدافنه عليها، على نمط ذي دلالة معرفية، ترتبط بعالم ما بعد الموت ومكانة المتوفى. ويأتي نمط المدفن المسماري كنموذج ومثال، يفتح آفاقًا مختلفة في تحليل ودراسة الرموز والأشكال والتصاميم البنائية الأثرية".
وأردف اليحيى: "تعد السعودية بيئة خصبة للبحوث والدراسات التاريخية والأثرية نظرًا لعراقتها وأصالتها، وعمق حضارتها، التي تعود لعصور قديمة، تتجاوز ملايين السنين. وتحمل تلك المدافن والحرات التي تقع على قمم الجبال أسرارًا تاريخية ذات إرث ثقافي متنوع على مدى العصور، وتثبت من جديد المكانة المتميزة لحضارة المملكة العربية السعودية، ودورها الريادي في قيام الحضارة الإنسانية".
وأضاف: "أفخر بهذه الدراسة التي وجدت تميزًا ملموسًا؛ إذ استطعنا من خلالها إبراز تلك المآثر التي تتمتع بها المملكة -بفضل الله-، كما واكبت الدراسة توسيع الدائرة المعرفية والثقافية والتاريخية للمملكة".
يُذكر أن د. عيد اليحيى ود. قصي التركي لديهما دراسة شاملة حول أنماط وأشكال المدافن ودلالاتها في عموم المملكة العربية السعودية، التي ستُنشر قريبًا في كتاب شامل باللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى ما سوف يتم عرضه عبر منصات الإعلام الحديث والقنوات التلفزيونية.
المصدر : نافذة - في سابقة علمية.. دراسة مُحكمة تكشف دلالة التصاميم البنائية لأغلب المدافن المكتشفة بالمملكة