أخبار عاجلة

أخبار قطر : د. القديدي: قطر منحتنى الملجأ الآمن

أخبار قطر : د. القديدي: قطر منحتنى الملجأ الآمن
أخبار قطر : د. القديدي: قطر منحتنى الملجأ الآمن

الخميس 16 نوفمبر 2023 07:14 صباحاً

محليات

66

16 نوفمبر 2023 , 07:00ص
alsharq

القديدي يتحدث للزميل محمد المهندي

حوار: محمد علي المهندي

ضيف مجلس الشرق الدكتور أحمد القديدي خريج جامعة السوربون بفرنسا والإعلامي والكاتب القدير، وهو رجل مناضل وسياسي وأستاذ جامعي ونائب رئيس الاتحاد الوطني الحر، عاصر فترة حكم الحبيب بورقيبة وفترة حكم زين العابدين بن علي، عمل في عدة وظائف منها محرر بصحيفة العمل لسان الحزب الدستوري الحاكم، ثم أصبح رئيساً لتحرير جريدة العمل التونسية لمدة ست سنوات، قام بتأليف كتب عديدة، كما عمل في جامعة قطر وسفارة قطر في فرنسا وحضر عدة مؤتمرات، وكان محاضراً مرموقاً، شارك في عدة ندوات ومؤتمرات، وساهم في الكتابة في جريدة الشرق القطرية وما زال حتى الآن، وبعد الإعفاء الرئاسي عنه من قبل زين العابدين بن علي، عيّنه بمنصب سفير تونس لدى دولة قطر، الشرق زارته في بيته بمنطقة الدفنة ونبشت في ذاكرته المثقلة بهموم الوطن، وكان هذا اللقاء...

 أنا من مواليد مدينة القيروان التونسية التاريخية في 18 يناير من عام 1946، تربيت في بيت فيه مناضلون ومقاومون وسياسيون، لأن والدتي هي من أصول جزائرية من قرية المناضل عبدالقادر الجزائري، وأخذت منها جينات النضال والمقاومة، وأصول عائلة (القديدي) من وادي قديد بالسعودية، فجدي هاجر من السعودية إلى تونس، واستقررنا في مدينة القيروان التي كان فيها أول جامعة للطب والصيدلية، وقد درست الابتدائي في مدرسة الفتح القرآنية ثم المعهد الإعدادي والمعهد الثانوي المختلط بالقيروان، بعد ذلك حصلت على بكالوريوس في علوم الصحافة وتقنيات الإعلام من الجامعة التونسية عام 1967م، ومنذ تخرجي اشتغلت في وظائف متعددة في التدريس والمكتبات والإعلام وغيرها، وكنت من المقربين من الرئيس الحبيب بورقيبة وقلدني وسام الاستقلال ووسام الجمهورية، ثم فجأة أصابني غضب بورقيبة وزين العابدين بن علي وانقلبوا ضدي، ومنعوني من السفر ووضعوا عليَّ حراسة.

20231116_1700087809-117.jpg?1700087809

 قصة هروبي للمنفى

أما عن قصة هروبي للمنفى فبعد عدة سنوات ضاق عليَّ الخناق بعد أن كنت مقرباً من الرئيس الحبيب بورقيبة وكلفني بوظائف ومناصب عديده، ثم حدث خلاف، ومنعوني من السفر وكانت عليَّ حراسة مشددة، وبحثت عن أكثر من طريقة لكي أهرب من تونس، وأخيراً استقررت على الذهاب عن طريق المطار رغم خطورتها، وطلبت دعوة من زملاء ألمان وفرنسيين وأمريكان للمشاركة في اجتماع في فرانكفورت، وبالفعل جاءت الدعوة وطلبت من السفارة الألمانية منحي تأشيرة دخول فتمت الموافقة، فقبل ذهابي للمطار كنت خائفاً من القبض عليَّ والعودة إلى تونس مرة ثانية، ومن المعجزات أو من محاسن الصدف وجدت ضابطا بالمطار واسمه العقيد محمد بالأجفان (رحمه الله) وعرفني وقابلني بترحاب حار وحفاوة بالغة، وأخذ مني شنطتي اليدوية وجوازي لإنهاء إجراءات سفري وسألني عن وجهة سفري فأخبرته بأنني مسافر إلى فرانكفورت لحضور مؤتمر هناك، وقد طلب مني المساعدة في إنهاء بعض إجراءات نقل ابنته للعمل بالقرب من منزلهم، وبالفعل أنهيتها وأنا خارج تونس، ورغم أنني كنت خائفا وغير مصدق بما يحدث ولكن كان تعامل الضابط معي ممتازاً، ولم يهدأ روعي إلا بعد أن تحركت وغادرت الطائرة تونس متجهة إلى مطار فرانكفورت بألمانيا وذلك بتاريخ 24 أغسطس 1986، وبعد فترة اخترت الذهاب إلى فرنسا للاستقرار هناك، ولحق بي بعد ذلك رئيس الحكومة محمد مزالي الذي كانت قصة هروبه معجزة عجيبة.

 سبب اختيار فرنسا

في فرنسا عشنا هناك في المنفى بعيداً عن أرض الوطن لمدة تجاوزت (14) عاماً، وكان سبب اختيارنا لفرنسا هو معرفتنا باللغة الفرنسية ووجود حرية التعبير هناك، وكذلك وجود وسائل إعلام تستطيع إيصال صوتنا إلى المسؤولين بتونس، وأيضاً وجود مجموعة مناضلين أحرار للدفاع عن حرية الشعب التونسي، حيث نلتقي كلنا نحو هدف واحد وهو طلب الحرية للشعب التونسي، ونطالب بعودة جميع المنفيين في الخارج إلى بلادهم تونس، وقد مررت بظروف صعبة قاسية خلال تواجدي في فرنسا وقد تأثرت كثيراً عندما تم بيع بيتي بالمزاد في تونس وقد آلمتني كثيراً هذه القصة، ولكن كان هناك جانب مضيء إيجابي في الغربة، حيث نجحت في تحقيق حلم طويل راودني منذ فترة طويلة حيث اغتنمت الفرصة وبدأت الإعداد والحصول على درجة الماجستير في الدراسات المتعمقة (DEA) من جامعة السوربون (قسم تاريخ الأفكار السياسية عام 1988)، كما أنني بعد حصولي على درجة الماجستير تشجعت وارتفعت معنوياتي وبذلت قصارى جهدي من أجل الحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون في فرنسا عام 1991 م بعنوان (الصحوة السياسية للإسلام وكيف حللتها في الصحافة الفرنسية؟) وذلك من عام (1980 – 1990)، فكانت أسعد أيامي عندما تحقق الحلم وحصلت على شهادة الدكتوراه، وعشت في فرنسا أتنقل من قرية إلى مدينة طوال فترة تواجدي بالمنفى ولكن احتضان قطر لي كان بمثابة بزوغ فجر جديد في حياتي وبدأت منه الانخراط في المجتمع القطري والانفتاح على العالم وشعرت بأجواء نسائم الحرية.

 سكنت في فندق (بسم الله) بخمسة ريالات

لدولة قطر ذكريات كثيرة ومتعددة، أذكر منها زيارتي الأولى إلى قطر وذلك في نوفمبر من عام 1977 أثناء إقامة معرض الكتاب العربي الذي أقيم بالقاعة بمنطقة (اللقطة) وكنت برفقة إحدى المكتبات التونسية (الدار التونسية للنشر) حيث كنت أعمل معهم، وأذكر سكنت في فندق (بسم الله) هوتيل، وكنت أعطيه يومياً خمسة ريالات، وقلت لصاحب الفندق المبلغ كبير وأسكني لمدة عشرة أيام يعني أدفع لك خمسين ريالا، قال سأعطيك مع السكن كل يوم غداء (مجبوس) مجاناً، وقبلت العرض وأنا مرتاح، وكانت زيارة ناجحة حيث إن الكتب التي لم يتم شراؤها، قامت الجهة المنظمة بشرائها ولم نخسر في المعرض، كما زرت قطر في نوفمبر عام 1978 وشاركنا في معرض الكتاب العربي أيضاً مع نفس الدار التونسية، والذي تشارك فيه عدة دول عربية لأنه ما فيه خسارة حيث نبيع الكتب لوزارة التربية لتقوم بدورها بتوزيعها على المكتبات.

 زيارة قطر مع محمد مزالي عام 1991

بدعوة من دولة قطر رافقت رئيس حكومة تونس الأسبق الوزير محمد مزالي نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، وذلك لزيارة قطر وصلنا للعاصمة الدوحة بتاريخ 6 يناير 1991، وقابلنا كبار المسؤولين في الدولة، وأكرمونا وتناقشنا في العديد من القضايا التي تهم العالم العربي، وألقى محمد مزالي محاضرة في نادي الجسرة حضرها جمهور غفير، وكذلك تم إجراء لقاء خاص في تلفزيون قطر أجراه الأستاذ محمد المسفر، وكنا في قطر قبل اندلاع حرب تحرير الكويت 1991، وكانت الأجواء مشحونة تنذر باندلاع حرب في الخليج، جلسنا لمدة أسبوع في الدوحة وتعرفنا على العديد من الفعاليات القطرية، كانت هذه الرحلة بداية علاقتي وربط الصلة بجامعة قطر.

20231116_1700087747-77.jpg?1700087747

 قطر احتضنتني وفتحت لي أبواب العمل

في قطر شرحت وضعي للمسؤولين في قطر، فرحبوا بي وأكرموني، وقد تم استدعائي إلى جامعة قطر للعمل كمحاضر، ثم بعد ذلك انتدبت للعمل خبيرا إعلاميا في مكتب مدير الجامعة الدكتور عبدالله جمعة الكبيسي وذلك خلال الفترة من (1993 – 1999)، وكنت كذلك عضو هيئة التدريس بكلية الإنسانيات في الجامعة قسم الإعلام، وخلال فترة تواجدي اندمجت مع المجتمع القطري، كما شاركت بقسط في نشأة وتطور المجتمع المدني بدولة قطر معتبرا قطر وطني الثاني، كما ساهمت مع الزملاء في إنشاء قناة الجزيرة عام 1996 واستمررت معهم فترة طويلة، وكنا نركز على منطقة شمال أفريقيا، وفي دولة قطر أصدرت كتابين الأول (نحو مشروع حضاري للإسلام) نشر من قبل وزارة الأوقاف القطرية وذلك سنة 1996م والثاني (نحو مشروع حضاري للإسلام) نشر من قبل رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة سنة 1997م، ساهمت بهما في عمل اجتهادي تأصيلي، كما ساهمت في تقديم محاضرات وندوات لضباط أركان الجيش القطري وكذلك ألقيت محاضرات للشرطة، وفي نادي الجسرة ونادي الخور وجمعية بيوت الشباب، ومركز استشراف المستقبل، وجامعة قطر.

ولا أنسى ما حييت فضل دولة قطر عليَّ، وأنا مدين لصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني باني نهضة قطر الحديثة، وذلك عندما كان وليا للعهد سنة 1990 بمنحي الملجأ الآمن والرزق الحلال عندما كنت مطلوبا من (الإنتربول) من قبل الرئيس السابق زين العابدين بن علي، أنا وصديق العمر محمد مزالي رئيس حكومة تونس الأسبق، وتواصلت الأفضال مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله.

 ساهمت في تأسيس المعهد الدبلوماسي

 في أواسط التسعينيات كنت تعرفت على دبلوماسي شاب هو خالد راشد الخاطر وترددت على وزارة الخارجية في عدة مناسبات ووجدت خالد منشغلا بموضوع تدريب الدبلوماسيين الشباب واطلاعهم على المهارات الدبلوماسية وخفايا العلاقات الدولية فاقترحت عليه وعلى الأخ محمد جهام الكواري الذي كان في تلك الفترة مدير مكتب سعادة الوزير بأن تنشئ الوزارة معهدا ينشط في صلبها ومع مرور الزمن تبلورت الفكرة، وتم ذلك وهو الآن معهد متكامل ومتميز ساهمت بقسطي في الإشراف على بعض الدورات التدريبية في تاريخ الدبلوماسية وقوانينها، ومن جهة أخرى كنت ساهمت في التأسيس الأول لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وهو المشروع الرائد الذي أنشأته صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر وتطور اليوم إلى أبرز مؤسسة علمية وأكاديمية في الشرق الأوسط، أما عن البداية فكانت في فيلا صغيرة تقع في سوق العلي يشرف عليها الزميل الدكتور سيف الحجري، ومعنا محاسب وسكرتيرة هذا لأقول لك إن الأفكار التي تبدأ صغيرة سريعا ما تتجسد بفضل إرادة مؤسسيها، وحين استقرت المؤسسة في طريق الوجبة كلفتني صاحبة السمو مع مدير المؤسسة بإعداد مشروع تعليم أكاديمي دبلوماسي، فزرنا بريطانيا وفرنسا والأردن وتونس لأن هذه الدول فيها معاهد دبلومسية وأنا شاكر لهم كونهم شرفوني بالإسهام في خدمة التعليم والمجتمع المدني القطري وذلك في وطني الثاني قطر.

 أنا من كُتاب جريدة الشرق

 منذ أن وطئت قدماي أرض قطر وعندما كان الأستاذ ناصر محمد العثمان رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية، وأنا أكتب في هذه الجريدة التي فتحت صفحاتها لي واهتمت بي وبكتاباتي ومقالاتي، وأصبحت همزة التواصل بيني وبين القراء في كل مكان، ثم تابعت الكتابة في الجريدة بمن جاء بعده من رؤساء تحرير جريدة الشرق الأفاضل، وهي أنقذتني من العزلة وفتحت صفحاتها لكي أعبر عن رأيي وأطرح قضايا تهم المجتمع والأمة العربية والإسلامية، وأصبح لي قراء كثر في كل مكان، وما زالت مقالاتي تنشر حتى الآن 2023 ولها صدى كبير لدى القراء.




20231116_1700087778-669.jpg?1700087778

بن علي حل مشكلتنا وتصالحنا ورجعنا

بعد مرور ( 14) سنة في المنفى ومقاومة الاستبداد قام الرئيس زين العابدين بن علي رئيس تونس بحل مشكلتنا وصالحنا واستدعاني إلى تونس عام 1999م وتم حل مشكلة مزالي ورجع إلى تونس ولكنه لم يستمر طويلا وانتقل إلى رحمة الله، ولم يتم تكريمه، وقد عرض عليَّ تعييني كسفير تونس لدى دولة قطر بحكم علاقتي بالمسؤولين في قطر وبحكم قضاء خمس عشرة سنة بالدوحة وسفارة قطر في فرنسا، فتربطني بالمجتمع القطري الكريم أواصر المحبة والثقة الغالية.

 مستشار بسفارة قطر في باريس

بعد انتهاء عقد عملي مع جامعة قطر عام 2004، عدت إلى العاصمة الفرنسية باريس، وهناك عملت كمستشار في سفارة قطر بباريس منذ عام 2004 وحتى عام 2007، وكان سعادة السفير محمد جهام الكواري تربطني به علاقة قوية.

 بن علي رد اعتباري

 لقد رد الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية اعتباري وعينني سفيراً وزيرا مفوضا فوق العادة لدى دولة قطر بعد أن كنت معارضا شرسا له، وذلك لكي تعود العلاقات التونسية القطرية التي كانت شبه مقطوعة بسبب قناة الجزيرة، وقد عينت في سبتمبر 2009 وقدمت أوراق اعتمادي، واستمررت إلى غاية شهر أبريل من عام 2011م لأن الرئيس يعرف علاقاتي القديمة والقوية مع كل طبقات المجتمع القطري وشيوخ قطر بحكم تدريسي بجامعة قطر لمدة سنوات طويلة.

وخلال تولي منصب السفير قدمت لبلادي خدمات تتميّز بالاستثمارات وإنشاء الأقطاب الصناعية والسياحية والزراعية، مما كان له تأثير واسع على تشغيل شبابنا التونسي وتطور اقتصادنا ونهضتنا، وبفضل الله سبحانه ومحبة الشعب القطري والمسؤولين في قطر للشعب التونسي، واجتمعت اللجنة العليا المشتركة بين البلدين ودفعت مسار التعاون إلى حدوده القصوى يومي (15 -16) ديسمبر عام 2010.

كما أن تعييني سفيراً لدى دولة قطر، فقد رأى أصدقائي من خبراء القانون الدستوري أن هذا التعيين يعتبر دستورياً إلغاء الأحكام القضائية التي صدرت ضدي، استرجاعاً آلياً للحقوق المدنية.

 مؤلفات القديدي

صدر له العديد من المؤلفات أهمها:

- كتاب (الإسلام وصراع الحضارات) صدر عن وزارة الأوقاف بدولة قطر عام 1996.

- سنابل الحرية عن الدار التونسية عام 1970.

- أحلام قرطاج عن الدار التونسية عام 1974.

- الرحلات الفضائية عن الدار التونسية عام 1976.

- صدر له بالفرنسية كتاب الإسلام والغرب، صراع الألف من الحروب الصليبية إلى حرب الخليج عام 1992. - كتاب نحو مشروع حضاري للإسلام – صدر عن رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة 1998.

- كتاب باللغة الفرنسية بعنوان (صورة الإسلام في الغرب وصورة الغرب في الإسلام) – يونيو 2002.

- نقل للعربية ثلاثين كتاباً من أدب الطفولة العالمي.

وفي الختام أشكر جريدة (الشرق الغراء) على هذا اللقاء وأنا سعيد بذلك.

20231116_1700087631-585.jpg?1700087631

مساحة إعلانية


المصدر : أخبار قطر : د. القديدي: قطر منحتنى الملجأ الآمن

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى محليات قطر : الأرصاد الجوية: طقس حار نهارا وأعلى درجة حرارة 39 مئوية