الأحد 5 نوفمبر 2023 07:22 صباحاً
اقتصاد
36
حوار: حسين عرقاب
توقع المهندس عبد اللطيف اليافعي رئيس مؤتمر استمرارية الأعمال والمرونة، والحائز على جائزة شخصية العام في 2018 ضمن استمرارية الأعمال والمرونة عن منطقة الشرق الأوسط، أن تشهد النسخة الثالثة من مؤتمر استمرارية الأعمال والمرونة في حوار خص به جريدة "الشرق" مشاركة أكثر من 130 شركة قطرية على الأقل، المقام في 27 نوفمبر برعاية إعلامية من "الشرق" ، كاشفا عن نجاح قطر عبر المؤتمر في الانضمام للمنظمة الدولية للتعافي من الكوارث " DRII " والتي ستتواجد كشريك رئيسي هذا العام، مؤكدا على الدور الكبير الذي باتت تلعبه اليوم إدارة المخاطر وخطط المرونة في ضمان عملية تطور المشاريع على اختلافها واستمرار أعمال المؤسسات والشركات بقطاعاتها. ودعا اليافعي الإطارات القطرية إلى الاهتمام أكثر بهذا المجال، والتوجه نحو ممارسة أعماله، في ظل أهميته الكبيرة لاستقرار الاستثمارات وتخطي الاستثمارات، منوها بالدعم الحكومي لهذا القطاع، وحرص شتى الجهات المسؤولة على المجال الاقتصادي في قطر على توجيه الشركات نحو اعتماد أحدث الأساليب المتعلقة باستمرارية الأعمال وإدارة المخاطر، إيمانا منها بإسهامات قطاع المشاريع الناشئة في تحقيق رؤية قطر 2030، الرامية إلى تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال تنويع مصادر الدخل والتقليل من الاعتماد على النواتج المالية المرتبطة بصادراتنا من الطاقة، وهو ما تجدونه في الحوار التالي:
كيف تسير استعداداتكم لاطلاق النسخة الثالثة من مؤتمر استمرارية الأعمال والمرونة؟
أولا شكرًا لكم في جريدة الشرق على تغطية التقدم المحرز لمؤتمر استمرارية الأعمال والمرونة، والذي يعتمد على الأساس الناجح للنسخة الثانية للمؤتمر في عام 2018، حيث نعمل حاليا على الانتهاء من جميع تفاصيل هذا الملتقى المنتظر في 27 من الشهر الحالي تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وذلك من خلال التوقيع مع العديد من الرعاة والداعمين والشركاء المرموقين، والترتيبات اللوجستية المكتملة تقريباً.
ما هو برنامج المؤتمر، والهدف منه؟
برنامج المؤتمر سيتضمن 5 جلسات بحضور العديد من الخبراء، بحضور متحدث رسمي رائد في هذا القطاع، حيث سيهدف المؤتمر إلى ضرورة الحفاظ على الإرث الذي حققناه في فترة استعدادنا للتحضير لكأس العالم قطر 2020 حيث تم تطبيق أنظمة إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال وإدارة الأزمات في العديد من الشركات والمؤسسات الكبرى والمتوسطة في مختلف المجالات كريادة الأعمال والتجارة والصناعة والنفط والغاز والأمن الغذائي والخدمات اللوجستية والصحية والاتصالات والمواصلات وغيرها، ما من شأنه الإسهام في تطوير هذا المجال أكثر على المستوى المحلي ونشر وتعزيز أهمية تواجد تلك الأنظمة في الشركات الصغرى والمشاريع الأخرى التي لم تستند بعد على هذه الأنظمة، التي تعد اليوم أحد الركائز الأساسية لضمان استمرار واستقرار ونمو الشركات والمؤسسات والمشاريع في القطاعين العام والخاص.
أكثر من 130 شركة
كم سيبلغ عدد الشركات المتواجدة، ومن أبرز شركاء نسخة هذا العام ؟
نحن نتوقع مشاركة أكثر من 130 شركة في ظل التسهيلات الكبيرة التي قدمناها للراغبين في المشاركة، والذي سيكون بإمكانهم التسجيل إلى غاية 26 نوفمبر الحالي عبر موقعنا « www.bcrc.qa « ودون أي شروط، أما فيما يتعلق بأبرز الشركاء فبعيدا عن شركائنا المحليين وعلى رأسهم الشريك الإستراتيجي - وزارة التجارة والصناعة، نجحنا هذا العام في ضم المنظمة الدولية للتعافي من الكوارث « DRII «، الرائدة في قطاع استمرارية الأعمال وإدارة الأزمات والتعافي من الكوارث، والتي ستكون شريكا رئيسيا في مؤتمرنا لسنة 2023، من خلال تواجدها في جلسات المؤتمر وفي لجنة التحكيم الخاصة بجوائز التميز الوطنية 2023.
كم بلغ عدد الجهات المعنية بجوائز المؤتمر؟ وما هي فئاتها؟
الكشف عن الشركات والأفراد المعنيين بهذه الجوائز سيكون متاحا إن شاء الله مع نهاية فترة التسجيلات التي ستسمر إلى غاية موعد المؤتمر، وأما عن أنواع جوائز التميز الوطنية 2023، فستقدم نسخة هذا العام 6 جوائز هي أفضل مهني في مجال استمرارية الأعمال والمرونة من القطاع العام، وجائزة أفضل مهني في مجال استمرارية الأعمال والمرونة من القطاع الخاص، وأفضل وافد جديد في مجال استمرارية الأعمال والمرونة، بالإضافة إلى جائزة أفضل مقدِّم خدمة منتج في مجال استمرارية الأعمال والمرونة، وأفضل وأسرع تعاف فعّال، وجائزة أفضل وأسرع تعاف فعّال، وذلك في إطار العمل على تحفيز التميز المؤسسي والفردي بمعيار شفاف وآلية واضحة.
6 فئات للجوائز
ما هي المعايير التي سيتم من خلالها اختيار الشركات الفائزة في هذا المؤتمر؟
كما تعلم هناك 6 فئات للجوائز، ولكل منها معايير مختلفة سيتبعها الحكام الخبراء والمستقلون في تحديد من هم المرشحون لها بشكل نهائي، والذين سيخضعون لتقييم عال تمس معايير تقيم كيفية استخدام الفرد أو الشركات للنهج الإبداعية والأصلية داخل مؤسساتهم او في المؤسسات، ومعايير تقييم التخطيط الفعال والاستجابة للأزمات والكوارث، والتطوير المستمر في المجال والتحديث، بالإضافة إلى العديد من المعايير الأخرى من بينها خبرة الشركة التي يجب أن تتجاوز 4 أعوام، وأمثلة على المساهمة في توسيع استخدام مجال استمرارية الأعمال والمرونة في قطر، حيث سيبحث أعضاء لجنة التقييم عن دلالات قوية تبرهن كيفية استخدام الشركات او الاشخاص المتقدمين للجائزة للنهج الإبداعية والأصلية داخل المؤسسة التي يعمل بها لتحسين المرونة بشكل عام.
ما هي أبرز المحاور التي سيركز عليها المؤتمر خلال هذه النسخة؟
المؤتمر سيركز خلال نسخة هذا العام على العديد من المحاور المهمة ضمن استمرارية الأعمال والمرونة، ومن بينها المقاومة الوطنية وتطلعاتها المستقبلية، ومرونة المؤسسات المالية والوطنية، بالإضافة إلى المرونة في عمليات ادارة المدينة وتخطيط إدارة الأزمات، والأمن السيبراني للوجهات السياحية والمجتمعات الكبرى، والأمن الغذائي الوطني وسلسلة التوريد في حالات الطوارئ المعقدة، وجاهزية أنظمة مجتمع الأعمال والتكامل مع الأمن السيبراني.
دروس للشركات الناشئة
ما هي أبرز الدروس التي استنتجتها الشركات الصغيرة والمتوسطة محليا بعد الأزمات الأخيرة، وآخرها انتشار فيروس كورونا المستجد؟
واجهت مراكز التسوق والشركات المتوسطة العديد من التحديات وتعلمت دروسًا قيمة من الأزمات الأخيرة، ولا سيما جائحة كوفيد-19، وهي الدروس التي من الممكن أن تختلف اعتماداً على الصناعة والموقع، إلا أن بعض الأمثلة السريعة الشائعة تشمل تسريع الحاجة إلى الرقمنة، حيث أدركت الشركات الناشئة أهمية هذا الجانب بالذات، بالإضافة إلى اكتشافها لدور المرونة في استمرارية الأعمال، بالإضافة إلى المرونة المالية ووجوب وجود احتياطي مالي، ناهيك عن ضرورة تنويع سلسلة التوريد وعدم التركيز على مصدر واحد، وتطوير البروتوكولات الصحية اللازمة للتماشي مع مختلف الظروف، وكذا الاستدامة والاعتبارات البيئية، ومن الممكن أن تساعد هذه الدروس المشاريع الناشئة على أن تصبح أكثر مرونة واستعدادًا لمواجهة الأزمات المستقبلية.
ما مدى أهمية إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال في تطور المشاريع ؟
إدارة المخاطر وخطط استمرارية الأعمال والمرونة باتت في وقتنا الحالي ركيزة أساسية لضمان استمرارية أي مشروع كان أو شركة كانت، بالنظر إلى توفيرها البديل الجاهز للأصحاب المشاريع والشركات في حال الوقوع في أي أزمة كانت، مثل ما حدث خلال فترة انتشار فيروس كورونا المستجد.
مرونة الأعمال
هل الدعم الحكومي المقدم يعتبر كافيا لضمان مرونة القطاع واستمرارية أعمال المشاريع الموجودة؟
يمكن أن تختلف كفاية الدعم الحكومي لضمان مرونة الأعمال واستمرارية العمل في المشاريع القائمة بشكل كبير حسب القطاع وطبيعة المشاريع والسياسات المحددة المعمول بها، وباختصار فإن كفاية الدعم الحكومي لريادة الأعمال واستمرارية الاعمال والمشاريع تعتمد على تصميم وتنفيذ السياسات ومواءمتها مع احتياجات قطاع ريادة الأعمال، ومن الممكن أن يحدث الدعم الفعال فارقاً كبيراً في تعزيز المرونة والابتكار واستدامة المشاريع، ولكن لابد أن يكون موجهاً بشكل جيد واتاحت الفرص للتدريب والخبرات الوطنية، وفي الوقت المناسب، وقابلاً للتكيف مع الظروف المتغيرة.
ما تقييمك للبيئة المحلية بالذات من حيث المرونة واستمرارية الأعمال، وهل تراها مساعدة على تحفيز الاستثمارات الأجنبية في الدولة ضمن رؤية قطر 2030؟
في الواقع، تم بناء البيئة الاقتصادية المحلية واعتمادها على أساس متكامل وتبادل الخبرات في جميع القطاعات التي ساعدت في توجيه المرونة الوطنية الشاملة التي تم تحقيقها من خلال اعتماد نظام إدارة استمرارية الأعمال وادارة المخاطر وتطبيق وأفضل الممارسات التي تظهر الرغبة في التميز وتجاوز المعايير الدولية، مما سيؤدي إلى تشجيع المستثمرين على الاستثمار والتفوق في العديد من الصناعات.
كيف تقيم الإقبال القطري على ممارسة هذا النوع من الأعمال ؟
للأمانة مقارنة بما كانت عليه الأوضاع في الفترة الماضية، هناك نمو واضح في إقبال القطريين على ممارسة هذا النوع من التخصص خلال المرحلة الأخيرة، إلا أننا وبالرغم من ذلك لازلنا بحاجة إلى المزيد من الاهتمام، والزج بالمزيد من المواطنين في هذا العالم، الذي لازال متسعا لاحتضان المزيد من المختصين فيه، وهو ما يمكن لإطاراتنا القطرية استغلاله من خلال إثبات قدراتهم في إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال وإدارة الكوارث والأزمات.
التمويل يمثل تحديًا كبيرًا أمام المشاريع
ما هي المشاكل التي تعاني منها ريادة الأعمال خلال الفترة الحالية؟
ريادة الأعمال مهمة جدا للنمو الاقتصادي والابتكار، لكنها تواجه تحديات مختلفة، خاصة في الفترة الحالية، ويتيح المؤتمر فرصة لمناقشة أفضل الممارسات والمعايير لمواجهة هذه التحديات، وتشمل بعض المشاكل والعقبات الرئيسية ما يلي عدم اليقين الاقتصادي الذي قد يصعب على رواد الأعمال تأمين التمويل والتخطيط للنمو واتخاذ قرارات استراتيجية طويلة المدى، وجعل من الصعب على رواد الأعمال تأمين التمويل والتخطيط للنمو واتخاذ قرارات استراتيجية طويلة المدى، بالإضافة إلى الوصول إلى رأس المال، حيث لا يزال التمويل يمثل تحديًا كبيرًا للشركات الناشئة والشركات الصغيرة. قد يكون الوصول إلى القروض المصرفية التقليدية، أو رأس المال الاستثماري، خاصة بالنسبة لأولئك الذين ليس لديهم سجل حافل أو أفكار مبتكرة في أسواق لم يتم اختبارها، ناهيك عن العقبات التنظيمية بما في ذلك التراخيص والتصاريح، بالإضافة إلى اضطرابات سلسلة التوريد العالمية، وتهديدات الأمن السيبراني، والتحول الرقمي.
مساحة إعلانية
