الأربعاء 10 فبراير 2021 04:42 صباحاً
حياته
ولد بوريس في مدينة موسكو لأب كان يهودي الديانة ثم تحول إلى المسيحية، كان رسامًا متميزًا وأستاذًا في معهد الفنون، والدته عازفة البيانو الشهيرة السيدة "روزا كاوفمان"، دخل معهد الكونسرفتوار في موسكو عام 1910، وتركه بعد العام ليدرس الفلسفة في جامعة "ماربورك" الروسية ورغم نجاحه الدراسي إلا أنه رفض أن يعمل في مجال تدريس الفلسفة وترك الجامعة عام 1914، وأصدر ديوانه الأول.
حلم التغيير بعد الثورة البلشيفية
خلال الحرب العالمية الأولى عمل ودرس في مختبر للكيمياء وهي التجربة التي سيقدمها كرواية في "الدكتور ژيڤاگو" وبقى في روسيا وحلم بالتغيير وكان يؤمن بمبادئ الثورات على عكس الكثيرين من أصدقائه وأقاربه وأبناء الطبقات العليا الذين تركوا روسيا بعد الثورة البلشيفية.
في عام 1917 كان بوريس يصيف في سهل ساراتوف، وعاش قصة حب مع فتاة يهودية، وكتب عن قصة الحب تلك مجموعة شعرية خلال ثلاثة أشهر، وامتنع عن نشرها لمدة أربع سنوات، وعندما نشرت في عام 1921 أحدثت صدى كبيرًا جدا ولاقت إعجاب الجمهور وجميع النقاد.
في أواخر العشرينات شعر بوريس أن أسلوبه الشعري لا يناسب المناخ الأدبي للواقعية الاجتماعية التي كان الحزب الشيوعي السوفيتي يدعمها ويروج لها وحاول أن يقدم شعره بطريقة تكون أكثر مقروءة من الجماهير ومن القارئ العادي، حتى أنه أعاد صياغة قسم من قصائده القديمة للتوافق مع المفاهيم الجديدة، وكتب قصيدتين طويلتين في الثورة البلشيفية "طفولة العشاق" و"الوصول الآمن".
خلال حملات التطهير في أواخر الثلاثينات، شعر باسترناك بالخذلان والخيبة من الشعارات الشيوعية الكاذبة وامتنع عن نشر شعره وتوجه إلى ترجمة الشعر العالمي من الإنجليزية والفرنسية إلى الروسية ترجم لشكسبير روايات "هاملت، ماكبث والملك لير" بالإضافة إلى مجموعة من الشعراء الجورجيين الذين كان يحبهم القائد "ستالين".
وترجمته لروايات شكسبير انتشرت في المجتمع الروسي وصدر أمر بإعتقاله، ولكن عبقريته اللغوية انقذته من الاعتقال اثناء حملات التطهير، وعند وضع اسمه امام ستالين قام بحذفه قائلا: لا تلمسوا ساكن الغيوم هذا.
أهم كتاباته
أهم ما كتبه بوريس كان روايته "الدكتور زيفاكو" التي صدرت في إيطاليا عام 1957 وتحكي قصة حياة طبيب ولد أواخر القرن التاسع عشر وأنهى دراسة الطب أثناء الحرب العالمية الأولى، مما أتاح للمؤلف أن يعطي صورًا عن الحياة في روسيا قبل الحرب وأثنائها، ثم أيام اشتعال الثورة ثم الحرب الأهلية وما بعدها.
وتحولت رواته إلى فيلم سينمائى في 1965م، أى بعد رحيله بخمس سنوات، بطولة الفنان الكبير عمر الشريف، وحصد الفيلم 5 جوائز أوسكار، ونشرت الرواية في التحاد السوفيتى بعد رحيله بـ 27 عاما، أى فى عام 1987م.
تنازله عن جائزة نوبل وتعرضه لمضايقات
حاز بورييس على جائزة نوبل للآداب عام 1958 ولكنه تنازل عنها بسبب الضغوط التي واجهها، إلا أن هذا لم ينجيه، وقاموا بفصله من اتحاد الكتاب السوفيييتي وأوقفوا إصدار ترجماته وفرضوا عليه حظرًا كاملًا وتركوه بدون أى دخل أو أى راتب، كتب في أواخر حياته المسرحية الدرامية "الحسناء العمياء" ولكن وافته المنية قبل إتمامها وصدرت طبعتها الأولى عام 1969.
بدأ يعاني آلامًا شديدة في قلبه وقدميه، وأصبح عاجزًا حتى عن الوقوف وتوفي عام 1960 في مدينة بيرديلكينو بالقرب من موسكو، ودفن عند تل صغير، قرب منزله الذي أصبح متحفًا فيما بعد يضم مقتنياته وكل ما كتب بخط يده ومكتبته أيضًا.
" frameborder="0">
المصدر : أخبار العالم : واجه الحرب بالحب.. جوجل يحتفل بذكرى ميلاد عملاق الأدب الروسى «بوريس باسترناك»