أخبار العالم : محلل سياسى: الاقتصاد السودانى انهار والوضع قبل الثورة كان أفضل

الاقتصاد السودانى

وأكد أن الاقتصاد السوداني قد انهار تمامًا وأصبح الوضع أسوأ بكثير مما كان عليه في عهد البشير، فيكفي أن نعلم أن سعر صرف الدولار أثناء حكم البشير كان لا يتجاوز الـ40 جنيها سودانيا للدولار الواحد، أما اليوم فيقترب سعر الصرف من 400 جنيه للدولار أي بعشرة أضعاف.

وأشار إلى أنه في حكم البشير الذي امتد لثلاثين عاما لم يرتفع سعر الصرف عشرة أضعاف، بينما الحكومة المؤقتة باتت فاشلة وتسببت سياساتها المالية والاقتصادية في جعل سعر الدولار يحلق عاليًا وكأن الثورة التي قام بها الشعب كانت ضد الجنيه السوداني، وليس النظام.

وأوضح أن ما يمثل خطورة حقيقة هو اعتقاد بعض الدوائر السياسية بأن سعر الصرف مجرد أرقام ليس لها معنى، ولكن الواقع هو أن سعر الصرف يؤثر على أسعار السلع الرئيسية والمواد وخصوصا المستوردة منها، وهذا تشهد له الأسعار على السلع الأساسية والخدمات، فمثلًا سعر البنزين ارتفع من 28 جنيها للتر الواحد الى 380 جنيها للتر الواحد حاليًا.

وتابع أن سعر السكر ارتفع وهو مادة هامة للشاي والقهوة ارتفع سعره 10 أضعاف وأصبح سعره يصل الى 500 جنيه للكيلوجرام الواحد، أما الغاز فقد ارتفعت تكلفته بالنسبة للمواطن البسيط من 125 إلى 600 جنيه، منوهًا إلى أن الخبز والذي هو مادة أساسية للعيش والغذاء ارتفع سعره من جنيهين إلى 5 جنيهات، أما كيلو جرام الدجاج فقط ارتفع من 125 إلى 800 جنيه حاليًا أو أكثر حتى.

وشدد على أن هذا الارتفاع الكبير بالأسعار سببه الأساسي هو سياسة الحكومة المتمثلة بإلغاء الدعم تماشيًا مع متطلبات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وشروط الدول المانحة، والمصيبة أن إلغاء الدعم وما ينتج عنه من ارتفاع بالأسعار لا يرافقه أي زيادة بأجور العمل ودخل المواطنين مما يؤدي لازدياد الأعباء المعيشية.

ونوه المحلل السياسي أنه رغم وعود الحكومة المتكررة بأن هذه الإجراءات سوف يكون لها تأثير ايجابي على الاقتصاد السوداني على المدى المتوسط، فالأحوال على أرض الواقع تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.

وتابع انه للاسف من ينتقد السياسات المالية للحكومة الانتقالية ويقارن بين الوضع الاقتصادي والمعيشي في عهد البشير وعهد حمدوك، يتهم اتهامه بأنه من "الكيزان أو أنصار البشير" وهذا بحد ذاته اعتراف بالواقع وبأن الوضع الاقتصادي ازداد سوءًا، مشددًا على ان السياسات الحكومية جعلت المواطن يرحم على أيام البشير ونظامه ولو بالسر.