نافذة - قارة آسيا تستعدّ للمرحلة الأخيرة من الطريق إلى كأس العالم 2026

أصبح خطّ النهاية في الأفق لـ18 من منتخبات القارة؛ حيث يستعدون لاستئناف رحلتهم من أجل التأهل لكأس العالم 2026، اعتبارًا من يوم الخميس الموافق 5 سبتمبر 2024.

من المقرَّر أن تستمرّ التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026 حتى يونيو 2025، وتضم ثلاثّ مجموعات، كل مجموعة تتكون من ستة منتخبات تتنافس على بطاقات التأهل إلى كأس العالم في نسختها الثالثة والعشرين والمقررة في كندا والمكسيك والولايات المتحدة.

ويتأهّل المنتخبان الحاصلان على المركزين الأول والثاني في كل مجموعة مباشرة إلى نهائيات كأس العالم، في حين يتوفر مكانان آخران من خلال منافسات الملحق "الدور الرابع" للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، مع فرصة إضافية متاحة من خلال الملحق العالمي.

بعد الانتهاء من الدور الثاني من التصفيات الذي اختتمت منافساته في يونيو، ستحوّل المنتخبات الـ18 تركيزها الآن على حجز إحدى البطاقات الست المتاحة مباشرة في هذا الدور الثالث من التصفيات.

وصلت ثلاثة منتخبات إلى هذا الدور لأول مرة منذ اعتماد النظام الحالي من التصفيات، الذي بدأ في عام 2015، ويجمع بين التأهل لكأس آسيا وكأس العالم في الدوريين الأولين، وهذه المنتخبات هي: إندونيسيا وقرغيزستان وفلسطين. وستكون هذه المنتخبات جنبًا إلى جنب مع أربعة منتخبات أخرى؛ وهي: البحرين والأردن وعُمان وأوزبكستان، الذين يتطلّعون إلى تأمين ظهورهم لأول في نهائيات كأس العالم.

في المقابل يتنافس ممثّلو آسيا الستة في بطولة كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في قطر عام 2022، أستراليا وإيران واليابان وجمهورية كوريا وقطر والسعودية، على العودة مرة أخرى للحدث الكروي الأهم.

تقام المباراة الأولى من هذا الدور في أستراليا؛ حيث يستقبل المنتخب الأسترالي نظيره البحريني على استاد روبينا؛ لبدء مباريات المجموعة الثالثة، ومن المقرر أن يلعب المنتخب الأسترالي في غولد كوست لأول مرة، وهو يتطلع إلى التأهل السادس على التوالي إلى نهائيات كأس العالم. وقد نجحت أستراليا في اجتياز الدور الثاني بسجل مثالي؛ حيث سجل الفريق 22 هدفًا ولم يتلقّوا أي هدف، وهو يأمل في حسم الظهور السابع في كأس العالم بطريقة أكثر سهولة بعد أنْ سلك الطريق الطويل عبر خوض الملحق العالمي في آخر نسختين.

في المقابل سقط منتخب البحرين مرتين في مرحلة الملحق العالمي "2006، 2010"، وهو يتطلّع إلى تحقيق أول فوز دولي ضد أستراليا، بعد أنْ كان خسر جميع المباريات الست السابقة.

المنتخب الوحيد الآخر الذي تقدم من الدور السابق دون أن تستقبل شباكه أي هدف، هو اليابان، وهو التالي الذي سوف ينزل إلى أرضية الملعب ضمن المجموعة الثالثة بمباراة على أرضه ضد الصين على استاد سايتاما 2002. ويتطلّع مُضيف نهائيات كأس العالم 2002 بالتشارك إلى التأهل الثامن إلى البطولة العالمية، والذي سيكون على التوالي، علمًا بأنه لم يخسر في آخر 13 مباراة ضمن التصفيات، وقد فاز في 12 منها.

من جهته شارك منتخب الصين مرة واحدة فقط في نهائيات كأس العالم، وذلك في نسخة عام 2002، وقد تمكّن من تجاوز الدور الثاني بفارق الأهداف أمام تايلاند، وهو سيواجه اليابان للمرة الأربعين، علمًا بأن آخر فوز للصين على بطل كأس آسيا أربع مرات كان في مارس 1998 "قبل 16 مباراة".

بعد ظهوره في النسختين الأخيرتين، يتطلّع المنتخب السعودي إلى حسم التأهل الثالث على التوالي والسابع بشكل عام، وذلك عندما يبدأ مشواره في المجموعة الثالثة على استاد مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة، وفاز المنتخب السعودي بـ12 من 15 مباراة حتى الآن، وانتهت المباريات الثلاث الأخرى بالتعادل.

المنتخب الإندونيسي هو المنتخب الوحيد من جنوب شرق آسيا الذي ما زال صامدًا، وهو أيضًا الفريق الوحيد من الدور الأول الذي وصل إلى هذه المرحلة. وقد حقق الفريق لغاية الآن خمسة انتصارات في الدور السابق، وهو أكبر عدد له على الإطلاق في مسيرة واحدة من التصفيات، وهو يحلم بالظهور لأول مرة في نهائيات كأس العالم؛ حيث كانت مشاركته في عام 1938، باسم جزر الهند الشرقية الهولندية، قبل الاستقلال.

مع 11 مشاركة في كأس العالم حتى الآن، فإن جمهورية كوريا تمتلك الرقم القياسي على صعيد قارة آسيا، ومن المتوقع أن تمدد سلسلة نجاحاتها بالتأهل؛ حيث سيواجه محاربو التايغوك "الذين تعرضوا لآخر خسارة على أرضهم في التصفيات في يونيو 2013"، منتخب فلسطين لأول مرة على استاد كأس العالم في سيؤول، في افتتاح مباريات المجموعة الثانية.

كانت أربع مشاركات في الدور الثاني من التصفيات هي أبعد ما وصل إليه الفريق الضيف قبل هذه النسخة، ويأمل المنتخب الفلسطيني الذي تألق في كأس آسيا 2023 في قطر، بعدما حقق الفوز الأول على الإطلاق في تاريخ البطولة القارية ليتأهل إلى الأدوار الإقصائية، في صنع المزيد من التاريخ.

تُقام المباراة الثانية ضمن المجموعة الثانية على استاد البصرة الدولي؛ حيث سيواصل منتخب العراق بحثه عن تأهُّل ثانٍ لنهائيات كأس العالم منذ ظهوره الأول عام 1986، خرج أسود الرافدين من الدور الثاني بسجل مثالي "لأول مرة يفوزون بست مباريات متتالية خلال التصفيات منذ عام 1993"، وسوف يستقبلون منتخب عُمان، ليكون اللقاء الدولي الثلاثين الذي يجمع المنتخبين، انتهت نتيجة المباريات الخمسة الأخيرة فيما بينهما بالتعادل؛ حيث لم يفز الضيوف أبدًا في العراق، وقد خسروا في ست من أصل سبع مناسبات سابقة.

يتطلّع منتخب الأردن إلى تحقيق تأهل تاريخي لنهائيات كأس العالم، وهو سوف يواجه الكويت في المباراة الثالثة ضمن المجموعة الثانية، على استاد عمّان الدولي. وبفضل مسيرة مذهلة إلى نهائي كأس آسيا لأول مرة في قطر 2023، سوف يتطلع المنتخب المُضيف إلى محو ألم السقوط في عقبة الملحق القاري في عام 2014 عندما يواجهون الكويت للمرة التاسعة والعشرين.

في المقابل سوف يتعيّن على المنتخب الكويتي الذي كان ظهوره الوحيد في نهائيات كأس العالم في عام 1982، أن يتغلّب على الأردن لأول مرة منذ عام 2014 إذا ما كان يريد تحقيق بداية قوية.

فريق آخر كان في الماضي يندم على ما كان يمكن أن يحدث، أوزبكستان لديها الفرصة الآن لطرد شبح تصفيات 2014؛ حيث فشلت في الحصول على مقعد مباشر بفارق الأهداف. تبدأ رحلة منتخب أوزبكستان ضمن المجموعة الأولى على استاد بونيودكور في طشقند؛ حيث يستضيف جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وهو يبحث عن تحقيق الفوز الثامن في 11 مباراة دولية. من ناحية أخرى يسعى الكوريون الشماليون إلى إضافة مشاركة ثالثة في نهائيات كأس العالم إلى مشاركاتهم في عامَي 1966 و2010.

منذ يونيو 2013 فاز المنتخب الإيراني في 16 من 19 مباراة في تصفيات كأس العالم على أرضه، وسوف يتطلع إلى تمديد أطول سلسلة انتصارات على أرضه في القارة عندما يواجه قرغيزستان في المباراة الثانية ضمن المجموعة الأولى.

يتطلع المنتخب الإيراني إلى الظهور الرابع على التوالي في نهائيات كأس العالم والسابع بشكل عام، وبينما وصلت إيران إلى الدور الثالث من التصفيات للمرة الخامسة.

يسعى الضيوف إلى تحقيق أول فوز دولي على الإطلاق ضد المنتخب الإيراني؛ حيث انتهت جميع المباريات الأربع السابقة بالخسارة، عندما يسافرون لخوض المباراة على استاد فولاد شهر.

إن تذوّق طعم التواجد في نهائيات كأس العالم لأول مرة على الإطلاق من خلال استضافة النسخة الأخيرة، من شأنه أن يفتح شهية قطر للمزيد، ويتوجه بطل كأس آسيا الحالي الذي احتفظ باللقب القاري في فبراير بعد فوزه به لأول مرة في عام 2019، إلى مباراته الافتتاحية ضمن المجموعة الأولى بعد سلسلة من 13 مباراة دون هزيمة "11 فوزًا" في المباريات الدولية التنافسية.

منافسهم على استاد أحمد بن علي في الريان هو منتخب الإمارات، الذي كان تأهله الوحيد لنهائيات كأس العالم في عام 1990. وهو يبحث عن أول فوز له على قطر منذ عام 2015، فيما سيكون هذا اللقاء الدولي الرابع والثلاثين بين الثنائي.