الأحد 5 يوليو 2020 09:33 مساءً
نافذة على العالم - كتب: ضياء السقا
دك طيران مجهول، في الساعات الأولى من صباح الأحد، أهدافا للقوات التركية في ليبيا، حيث نفذت مقاتلات حربية 9 طلعات ضد ميليشيات وأتراك في قاعدة الوطية غربي طرابلس، وتم تدمير منظومة هوك للدفاع الجوي و3 رادارات، وسط وأنباء عن قتلى وجرحى.
يأتي ذلك بعد ساعات من زيارة وزير دفاع أردوغان، خلوصي آكار ورئيس أركانه للعاصمة طرابلس وتوقيع اتفاقية أمنية جديدة، بين تركيا وحكومة الوفاق.
ولم يعلن أي طرف من الأطراف المتداخلة في الصراع الليبي مسؤوليته عن القصف، ما طرح عددا من الأسئلة عن الجهة التي نفذتها وهدفها من وراء ذلك في هذا التوقيت الذي باتت تركيا تتحكم فيه بالقاعدة بعد أن كلفت المرتزقة السوريين بحمايتها.
تفاصيل الغارات
من جانبه، قال مصدر عسكري لموقع "العربية"، إن هناك غارات جوية استهدفت قاعدة "الوطية" بليبيا، خلال ساعة متأخرة من ليل السبت، وقامت بتدمير منظومة دفاع جوي تركية وعادت سالمة إلى قواعدها.
وقال المصدر إنه تم تنفيذ 9 ضربات جوية دقيقة على منظومات الدفاع الجوي التركية التي تم تركيبها مؤخراً في قاعدة الوطية.
وأكد المصدر نجاح الغارات في تحييد منظومة دفاع جوي تركية من طراز هوك، مشيرا إلى تدمير 3 رادارات بالكامل.
وتسيطر كتائب حكومة الوفاق الليبية في طرابلس على قاعدة الوطية بعد انسحاب تكتيكي سابق للجيش الليبي منها.
والغارات المجهولة هي الأولى بعد ساعات من الإعلان عن توقيع اتفاق عسكري بين تركيا وحكومة الوفاق، الجمعة، إثر زيارة لوزير الدفاع التركي خلوصي آكار ورئيس أركانه للعاصمة طرابلس.
واعتبر الجيش الليبي أن الاتفاق هو مس بالسيادة الليبية، متوعدا أنقرة بمواجهة عسكرية.
مصدر يكشف هوية "الطيران المجهول"
وبحسب صحيفة "الوطن"، فإنه عقب الضربات التي اتسمت بالدقة العالية روجت بعض وسائل الإعلام خصوصا تلك الموالية لتركيا ولحكومة طرابلس أقاويل عدة، يأتي في مقدمتها أن طيران مجهول هو الذي قام بالغارات، وفي كل مرة يتأكد أن الجيش الوطني الليبي هو من قام بالضربة، حيث أكدت مصادر عدة تنفيذ الجيش الوطني تلك الغارات.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يستهدف الجيش الوطني قاعدة "الوطية" بعد انسحابه منه مؤخرا، تحت ضغط ضربات الاحتلال التركي المتسارعة الذي دخل القاعدة ومكن فيها الميليشيات الإرهابية في ظل توجه تركي لاستخدام قاعدتي الوطية الجوية ومصراتة البحرية من قبل أنقرة.
وقالت مصادر، إن الغارات أدت إلى مقتل 6 ضباط أتراك وقائد عسكري تركي وعدد من الجرحى.
وكانت من أول وسائل الإعلام التي سارعت لنسب الضربات إلى طيران مجهول وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.
في هذا السياق، قال رمزي الرميح، المستشار السابق بالجيش الوطني الليبي، إن "الضربة تحمل كثير من الدلالات الهامة، كونها تشكل تحديا صريحا لتركيا وتؤكد أن مواقعها في ليبيا في متناول الجيش الوطني الليبي"، مضيفا: "كما أن الضربات تأتي تزامنا مع زيارة خلوصي آكار وزير دفاع جيش الاحتلال التركي إلى طرابلس ومصراتة وتفقده القوات التركية المساندة لميليشيات حكومة السراج، فالتوفيت له دلالته".
ويرى "الرميح" أن ضرب "الوطية" هو بمثابة مؤشر بأنه سيكون هناك رد حاسم حال قررت الميليشيات وتركيا تجاوز خط "سرت – الجفرة"، مؤكدا أنه خط أحمر لن يسمح الجيش الليبي باجتيازه من قبل الميليشيات.