السبت 4 يوليو 2020 08:45 صباحاً
نافذة على العالم - الموجز
كشفت الجزائر، أمس الجمعة، عن هوية رفات وجمجمة شهيد سقط خلال المواجهات مع الاحتلال الفرنسي.
وكانت الجزائر قد استعادت رفات 24 من شهداء المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي والتي انتهت بالاستقلال في 5 يوليو 1962، حيث تبين أن من بينهم مصري شارك في المقاومة الجزائرية.
وأفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط بأن تلك الخطوة جاءت لتكشف عن ملمح جديد للتضامن والتلاحم بين الشعبين المصري والجزائري، حيث شارك في مقاومة الاحتلال الفرنسي بالجزائر مواطن مصري يدعى موسى بن الحسن المصري الدرقاوي، أو صاحب الجمجمة رقم 5942.
وأضافت الوكالة أن موسى بن الحسن المصري الدرقاوي ولد بالقرب من مدينة دمياط، وتوفي والده وهو طفل صغير.
وأضافت الوكالة أنه في عام 1822، أصيب الدرقاوي بمرض خبيث في الرأس أجبره على الذهاب لسوريا للعلاج حيث استغرق عاماً كاملاً، قبل أن يتوجه إلى القسطنطينية بتركيا ومنها إلى غرب الجزائر.
وأشارت إلى الدرقاوي انتقل بعد ذلك إلى طرابلس سنة 1826 حيث التقى بالشيخ سيدي محمد بن حمزة ظافر المدني شيخ الطريقة الشاذلية، وهناك تلقى العلوم الشرعية، قبل أن يستقر في مدينة الأغواط بوسط الجزائر عام 1829.
وأكدت الوكالة أن سكان الأغواط أحسنوا استقبال الدرقاوي تقديراً لعلمه وبنوا له زاوية، ومنحوه أراضي وحدائق تعرف الآن بزقاق الحجاج، حيث أقام بها لمدة عامين، انتقل بعدها لمدينة مسعد التي أسس له سكانها زاوية، وأصبح له الكثير من المريدين وامتد صيته لمدينة قصر البخاري والمدية.
ونقلت الوكالة عن عدد من المؤرخين قولهم إن الدرقاوي اختلف مع الأمير عبد القادر القائد التاريخي للثورة الجزائرية بسبب توقيع الأمير معاهدة ديمشال مع الفرنسيين، وأدى هذا الخلاف بينهما لمعركة عسكرية في عام 1935 انتصر فيها الأمير عبد القادر، ليلجأ الدرقاوي بعدها لجبل موزاية ومنه إلى مدينة مسعد حيث بدأ تنظيم صفوفه من جديد.
وأضافت أن الجنرال الفرنسي ماري مونج، قام بمطاردة الدرقاوي في مدينة مسعد، فلجأ لقبيلة بني لالة، حيث مكث هناك 3 سنوات، ثم توجه جنوباً نحو متليلي الشعانبة سنة 1847، حيث رحب به أهلها لما سمعوه عنه وهناك جمع أكبر عدد من الأتباع.
وأشارت الوكالة إلى أن كتب التاريخ روت أن الشيخ بوزيان أحد كبار أعوان الأمير عبد القادر حاول الاتصال بشيوخ الطرق والزوايا للتحضير لـ"ثورة الزعاطشة" حيث تواصل مع الشيخ موسى بن الحسن المصري الدرقاوي، الذي رحب بالجهاد، وذهب إلى مدينة مسعد واصطحب معه حوالي 80 مقاتلاً من أولاد نائل، وقاوموا ببسالة الحصار المفروض عليهم بالواحات حتى جاء يوم 26 نوفمبر 1849، وحينها تم نسف دار الشيخ بوزيان، وأمر القائد الفرنسي هيربيون بقطع رأس زعيم الثورة الشيخ بوزيان ورأسي ابنه والشيخ موسى الدرقاوي وتعليقهم على أحد أبواب بسكرة.
وأضافت الوكالة أن الجماجم نقلت بعد ذلك إلى فرنسا، حيث تم حفظها في متحف الإنسان بباريس، وعلى مدار أكثر من 170 عاماً حملت جمجمة الدرقاوي رقم 5942 حتى عادت إلى الجزائر، أمس الجمعة.
يشار إلى أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون كان على رأس مستقبلي الرفات بمطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة، حيث جرت مراسم استقبال جنائزية رسمية لها، ونقلت إلى قصر ثقافة "مفدى زكريا" لتمكين المواطنين من إلقاء النظرة الأخيرة عليها، قبل أن توارى الثرى، الأحد، في مربع الشهداء بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة.